الزهور الندية
يخطها/ محمد لطف الكبسي
استيقظت يوما من نومي فزعا
نظرت الى الساعة الحائطية
كانت تدور عقاربها
بسرعة في اتجاهات انعكاسيه
خرجت من المنزل اتمشى
شيء غريب…
كأني في مدينة سينمائيه
الشمس في قلب السماء
لكن اشعتها ليست زهيه
بنفسجي اصبح لونها
حرارتها باردة كئيبه
و ضباب احمر كالدماء
يجعل الرؤية رديئه
و طيور كالشياطين تحوم في الفضاء
تلقي بالموت هديه
منازل عامرة بخرابها
و ارض تنبت صبرا يثير الشهيه
وريح في كل مكان تلاعب الاشلاء
كأنها اوراق خريفيه
سالت واقفا ماذا جرى
اجابني بعنجهية
انتظر قليلا هنا
حتى تاتي الاخبار الصحفية
قلت له الا ترى ما ارى
قال .. ها قد وصلت سويه
اخذت واحده فزعت حين فتحتها
بالدماء كانت مليئه
صور لموتى تحت عنوان السعداء
و اخرى لوحوش مكتوب عليها بريئه
بعيدا القيت بها
و ركضت بقدمي النحيلة
وقفت امامها
كانت بحزنها سعيده
كأنها تنتظر عزيز لها
قادم من ارض بعيده
تلاءلاءت بالفرح عينيها
و اسقطت دموعا ورديه
تجمع الناس من حولها
و لم ادري ما القضيه
ما الذي يجري سالتها
اجابتني بشاعريه
زرعنا في هذه الارض اشلاء
كانت بقايا من رجال فتيه
و اليوم يزهر زرعها
و تبشر بنجلاء الرزية
شممت عطرا اثناء حديثها
كانت رائحته زكيه
مواكب من المسك تنتشر في الاجواء
و تقتل طيور الموت الغبيه
و خراب الارض تعمرها
و زرقاء تعيد السماء الرمادية
عادة المدينه زاهيه بالوانها
بعطر الزهور النديه
هكذا تصنع دماء الشهداء
تزهر انتصارات جليه