منتدى الإعلام العربي يختتم جلساته بتسليط الضوء على متغيرات المشهد الإعلامي في مصر
سل?طت إحدى جلسات اليوم الثاني والأخير من الدورة العاشرة لمنتدى الإعلام العربي? الضوء على واقع التغير في المؤشر الإعلامي المصري بعد أحداث 25 من يناير الماضي? والتي ساهمت في تغيير ملامح التركيبة السياسية والإعلامية والثقافية في مصر.
وانعقدت الجلسة وسط حضور كثيف من الحضور شمل كوكبة من ممثلي وسائل الإعلام العربية والدولية? ونخبة من القيادات الفكرية والسياسية والأكاديمية والباحثين وطلبة الإعلام.
وقد أداريدير الجلسة الإعلامي محمد كريشان من قناة الجزيرة الفضائية? وتحدث فيها كل من? وائل قنديل مدير التحرير في صحيفة الشروق المصرية? ومجدي الجلاد رئيس تحرير صحيفة “المصري اليوم”? والإعلامي حمدي قنديل? والإعلامية مني الشاذلي من قناة دريم الفضائية.
استهل كريشان الجلسة بسؤال وجهه للإعلامية منى الشاذلي حول مظاهر التغير التي طرأت على الإعلام المصري بعد الثورة? وأبدت الشاذلي تحفظا?ٍ على مسمى “بعد الثورة” مؤكدة على أن الفترة الحالية هي فترة “أثناء الثورة” على اعتبار أن الثورة لن تنتهى إلا بتحقيق كافة الأهداف التي قامت من أجلها. ووصفت الشاذلي الفترة بين 25 يناير و11 فبراير بأنها فترة مربكة للغاية لكافة الإعلاميين في مصر ونتجت عنها الكثير من الدروس المستفادة.
ووجه كريشان بعد ذلك مجموعة من الأسئلة إلى المتحدثين حول ما رافق التطورات الأخيرة من أحاديث حول استرداد مصر لمكانتها وريادتها ونفوذها في المنطقة العربية والعالم? وانعكاسات هذا التطور على المشهد الإعلامي العربي الذي تراجع الحضور المصري في ساحاته إلى درجات متدنية مقابل صعود مشاريع إعلامية عربية أخرى وسيطرتها على الفضاء العربي.
وتطرق حمدي قنديل في حديثه إلى مظاهر القمع الإعلامي التي كانت تمارس في فترة النظام السياسي السابق والتي وصلت حسب قول قنديل إلى مايقارب الألف قضية في المحاكم المصرية في عام 2010 متهما?ٍ بها إعلاميون وكيف كان جهاز أمن الدولة يتدخل في اختيار ضيوف البرامج وفي معايير التوظيف وأغلاق الصحف. وأكد قنديل أن الشباب المصري استطاع كسر كل تلك القيود وقفز من فوق كل أسوار الحظر التي فرضتها الحكومة وذلك عبر اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي.
أما مجدي الجلاد? فتناول في حديثه سلبيات الغياب الكامل للرقابة الاعلامية في ظل صناعة إعلام أرتبط بالحكومة على مدار عقود سابقة رسخت معها ثقافة الإعلام الحكومي في عقول العاملين في هذا الحقل? حيث أشار الى أن الإعلامي المصري تعود على أن يتم توجيهه وأن يتلقى الأوامر فإذا غاب هذا الدور ومع غياب الوعي سنجد تطرفا في الخطاب. وأكد الجلاد أن مستقبل الإعلام في مصر مرتبط بتطورها ونضجها السياسي.
كما تطرق كريشان لظاهرة ما سمي بـ “المتحولون” وهم الإعلاميون الذين تحول موقفهم من بوق إعلامي للنظام السابق قبل 25 يناير إلى أشد المؤيدين للثورة والثوار بعد هذا التاريخ? وعلق وائل قنديل على تلك الظاهرة مشيرا إلى أن تلك الظاهرة لم تكن محصورة على الإعلام الحكومي بل طالت الإعلام الخاص? وأكد أن هناك الكثير من الإعلاميين المؤيدين للثورة لم يقفوا بجانبها وخذلوها بسكوتهم وعدم تغطيتهم لبعض الممارسات التي عانت منها الثوار بعد احداث 25 يناير. بينا قللت الشاذلي من أهمية تلك الظاهرة ورأت أنه لا ينبغي إعطاؤها أكبر من حجمها ويجب أن نركز على مستقبل الإعلام في مصر وميثاق الشرف الذي يجب أن يخط من جديد? غير أنها شككت في المعايير التي سيخط على أساسها هذا الميثاق كونه غير متضح الملامح.
وحين وجه كريشان سؤال لحمدي قنديل حول ما إذا كانت المؤسسة العسكرية الحاكمة لمصر حاليا تفرض نفس معاير الحظر السابق? أجاب قنديل بأن السلطة ستظل هي السلطة في كل مكان وزمان? تضع القيود وترفع الحواجز ويبقى الإعلامي هو من يستطيع اجتياز تلك العوائق بضميره الوطني واستقلاليته المهنية.
وحول نفس الموضوع تحدث الجلاد واصفا المؤسسة العسكرية بالمنطقة المحظورة والصندوق المغلق عند الإعلام المصري? وجرى العرف على عدم التجرؤ والاقتراب منها إعلاميا. ولكن وعي الإعلاميين المصريين جعلهم يتفقون بشكل غير معلن على أن الموسسة العسكرية تلعب الآن دورا سياسيا ومن هنا يجب أن ننتزع حقنا في انتقاد دورها وأداءها السياسي. فيما أكد وائل قنديل على الفرق بين المؤسسة العسكرية والمجلس العسكري? فالأخير هو من يحكم مصر وهو من يجب محاسبته إعلاميا?ٍ.
تجدر الإشارة إلى أن جلسات وورش العمل في اليوم للمنتدى شهدت مشاركة أكثر من 1700 شخص في بينما تابع وقائع الجلسات الرئيسية أكثر من 8000 مشاهد عبر البث المباشر عن طريق الموقع الإلكتروني www.arabmediaforum.ae بالاضافة إلى المشاهدة باستخدام الهواتف المحمولة.