ثورة قلم
بقلم / نصر الرويشان
ظن الكثير أن معظم الثورات كانت ثورات بنادق وقتال ولكن هذا غير صحيح ولو تأملنا جيدا ” أن الثورة بدايتها فتيل يشتعل بكلمة بمقالة بخطاب يخطها القلم ليرسل الوعي الثوري برسالة ليستنهض الهمم الثائرة ويزرع الصمود والإستبسال الثوري الذي كسر الجبروت البشري وحطم عنفوان الطغاة والمستكبرين الذين لا يؤمنون بأحقية العيش الكريم لبني جلدتهم وحقوق المواطنة المتساوية الذي هي مطلب كل حر أبي يأبى حياة الذل والهوان.
إن أكثر ما يزعج الطغاة ويرعبهم هو ذاك القلم الذي تمسك به الآيادي البيضاء ولا يمسك بأقلام الحرية إلا كل حر ثائر أما الأيادي المرتعشة هي التي تبارك وتصفق وتؤيد الحاكم حتى وإن صاروا عبيدا له حتى وإن جرعهم الأسى حتى وإن سفك دمائهم حتى وإن هتك أعراضهم حتى وإن أذاقهم العذاب ألوانا” وأصنافا.
ثورة القلم هي التي توقظ الناس من سباتهم وتخرج الناس من صمتهم ومن خوفهم المسيطر على إفئدتهم ولا يفتي أحدهم أنه لولا البنادق لما أنطلقت الثورات وأن من يحمل البندقية أشجع بكثير ممن يحمل قلما” لا فهو واهم فمن يحمل قلما” سيحمل فكرا” ثوري وسيكون عرضة” للقتل والإغتيال والتصفية الجسدية وإن لم يحصل له ذلك سيعتقل ويعذب ويسجن، أتدرون لماذا؟
لإنه سيوقظ العملاق النائم سيشعل ثورة شعب لا تنطفئ ويشحذ همم لا تفتئ حتى تطيح الظلم والطغيان.
فنقولها صراحة لمن لا يأبه لثورة القلم لولا الأقلام لما نشأت الثورات بل إن من يحمل قلما وينطق بالحق ويصدع له أشجع بكثير ممن يحمل بندقية فهو يملك أن يدافع عن نفسه أما حامل القلم يقول الحق ولا يملك سوا قلمه ولكن تظل البندقية تكمل ما بدأته ثورة القلم ولكن ليس للحد الذي تطلب به البندقية من حملة الأقلام أن يقوموا بكسرها فالأقلام هي الضمان لكي لا تطغى البنادق فتصير طاغية بعد أن كانت ثائرة فتأملوووا!!!!!!!