رابطة علماء اليمن تقيم ندوة علمية بعنوان (القضية الفلسطينية والعدوان على اليمن)
شهارة نت – صنعاء :
أقامت رابطة علماء اليمن صباح اليوم الثلاثاء الموافق 28/رجب/ 1438هـ الموافق 25/4/2017م ندوة بعنوان (ذكرى الإسراء والمعراج القضية الفلسطينية والعدوان على اليمن) حضرها عددٌ من العلماء وطلاب العلم، وافتتحت الندوة الساعة العاشرة صباحاً بتلاوة من الذكر الحكيم للمقرئ هلال الكليبي، ثم ألقيت كلمة ترحيبية بالمناسبة ألقاها السيد كلمة هامة للسيد العلامة شمس الدين شرف الدين مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن رحب فيها بالحاضرين واستعرض قضية الإسراء والمعراج وحال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الإسراء وبعده وأنها كانت مرحلة هامة ونقطة انطلاق بعد معاناة شديدة من كفار قريش وفقدان لأهم داعمين له صلى الله عليه وآله وسلم عمه أبو طالب وزوجته خديجة، وإيذانٌ بالفرج وانتشار الدعوة، كما قارن بين طغيان قريش وطغيان الأنظمة المعاصرة، وخلص إلى أن لا سبيل لتحرير المسجد الأقصى إلا بالعودة إلى الله سبحانه وتعالى واتحاد الأمة، وجمع الكلمة، ورص الصفوف، والإلتفاف حول مشروع النبي الأعظم الداعي إلى توحيد الله وإقامة العدل ورفع راية الجهاد.
كما تعرض لضرورة تجاوز الخلافات والتركيز على القضايا الرئيسية وأهمها القضية الفلسطينية واحتلال الأقصى التي تتعرض إلى تغييب متعمد،
ثم قُدمت في الندوة عدد من الأوراق الأولى للأستاذ طه الحاضري عضو رابطة علماء اليمن بعنوان (ضرورة الوعي الاستراتيجي في مواجهة العدو الصهيوأمركي) ذكر الخطوات التي يخطوها العدو الصهيوأمركي في ترويض الشعوب لتقبل بهم حتى وصل الحال بأغلب الأنظمة العربية والإسلامية إلى اعتبار الكيان الصهيوني حليف استراتيجي بعد أن كان عدواً تاريخياً المترافقة مع نشأة السعودي تحت رعاية الاستعمار البريطاني بهدف تمزيق العالم الإسلامي والسيطرة على مقدساته، وإخضاعها للهيمنة الاستعمارية الغربية ليتم من خلالها التحكم في أمور العالم الإسلامي، وقد قارن بين الكيانين وسيرتهما منذ نشأتهما حتى اليوم، والدور الذي لعباه في إخضاع العالم العربي والإسلامي للهيمنة الاستعمارية وتقسيمه إلى دويلات وإمارات يسهل السيطرة على مقدراتها وثرواتها وتوجيه حكامها لخدمة الأجندة الغربية.
تلاه الأستاذ العلامة محمد أحمد مفتاح عضو رابطة علماء اليمن الذي تكلم عن دلالات الزمان والمكان لهذه المناسبة وكيف كانت فاصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وإيذاناً بعالمية وخاتمية الدعوة المحمدية والدين الإسلامي الحنيف، كما تعرّض لما وصلت إليه الأمة في الوقت الحاضر بسبب الهيمنة الاستعمارية الصهيونية والأمريكية على مقدراتها، وأشار إلى أن المسجد الحرام كما أنه يغتصب من قبل الكيان الصهيوني فإن الحرم المكي مغتصب من النظام السعودي.
الورقة الثالثة للأستاذ العلامة خالد موسى عضو رابطة علماء اليمن فقد كانت بعنوان (القضية الفلسطينية بين ثوابت الدين ومتغيرات السياسة) تعرض فيها للثوابت الدينية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية ومؤامرات الغرب وعملائه على هذه الثوابت وما يجب على العالم الإسلامي تجاه التصدي لهذه المؤامرات؛ مؤكداً على أن الجهاد فريضة واجبة لدحر المعتدين وطرد الغاصبين وتحرير الأرض الفلسطينية وأنه الخيار الوحيد لإجبار اليهود على الخروج من كامل التراب الفلسطيني ، وأن القضية يجب أن لا تحصر أو تقيد بمصطلحات القضية الوطنية أو القومية أو الطائفية؛ لأن هذه المصطلحات تخدم الكيان وتصب في تحقيق أهدافه، وعلى عدم قبول المعاهدات والمبادرات المخالفة لمحكم القرآن في التعامل مع اليهود واعتبار موالاتهم من المحرمات شرعاً كونهم الأشد عداوة للمؤمنين.
كما تطرق إلى خصوصيات وأسرار الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى التي ربطت المسجدين ببعضهما ودحضت كل دعاوى اليهود والصهاينة ومنطلقاتهم التوراتية التلمودية المحرفة، مشيراً إلى أن النداء القرآني أصبح مغيباً في معركة الوجود والمصير مع الصهيونية العالمية وأن المتغيرات السياسية العربية والدولية المتعاقبة وحلقات التآمر على الثوابت الدينية قد نجحت إلى حدٍ بعيد في هذا التغييب وهذا التراجع والانحدار، وأشار إلى أن السعودية والإمارات وأغلب الأنظمة العربية قد أصبحت في خندق واحد مع إسرائيل وتحالفت على أوطانها، وأن ما يجري في اليمن ليس إلا جزءاً من هذا التحالف والتآمر وخدمة كبرى تقدمها السعودية وتحالفها للإسرائيليين مجاناً في سبيل السيطرة على الموقع الاستراتيجي لليمن على باب المندب والبحر الأحمر.
وقد اختتمت الندوة بتوصيات تلاها الأستاذ العلامة عبدالفتاح الكبسي عضو رابطة علماء اليمن وأقرها المجتمعون
وجاءت توصيات الندوة على النحو التالي :
أولاً: تدعو الرابطة الأمة العربية والإسلامية إلى جمع الكلمة ووحدة الصف والالتفاف حول مشروع النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الداعي إلى توحيد الله وإقامة العدل ونشر الخير والمحبة للإنسانية والاستفادة القصوى من هذه الذكرى العظيمة في نشر قيم المحبة والسلام وتوجيه بوصلة العداء إلى العدو الحقيقي اليهود قال تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ ..﴾[المائدة:82].
ثانياً: المسجد الأقصى مسجد إسلامي مبارك بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ولا يمكن بحال وتحت أي ظرف أو ضغط التنازل عن هويته الإسلامية والسكوت عما يتعرض له من تهويد وتدنيس من قبل اليهود الغاصبين.
ثالثاً: القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والمركزية للعرب والمسلمين ومظلومية الشعب الفلسطيني هي مظلومية كبرى على مستوى تاريخ أمتنا المعاصر ويجب على الشعوب والأنظمة نصرة هذا الشعب وفك الحصار عنه ودعمه بالمال والسلاح والرجال.
رابعاً: تدعو الرابطة الأمة العربية والإسلامية إلى تحمل المسئولية الدينية والتاريخية أمام ما يتعرض له المسجد الأقصى من توسع استيطاني وتهجير للشعب الفلسطيني من قبل اليهود المحتلين.
خامساً: تعتبر الرابطة مخرجات القمة العربية الأخيرة التي عقدت بجوار البحر الميت في الأردن مخرجات باطلة ومخزية ووصمة عار في جبين حكام وملوك العرب الذين دعوا حسب زعمهم إلى تحرير صنعاء من أهلها في الوقت الذي لم يجرؤوا على الدعوة إلى تحرير المسجد الأقصى من دنس الصهاينة.
سادساً: تؤكد الرابطة أن ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان ظالم وحرب إبادة وحصار خانق ما هو إلا بسبب وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم وتأييده له وإطلاقه صرخة الحرية والتحرر في وجه المستكبرين أمريكا وإسرائيل.
سابعاً: تبارك الرابطة كل العمليات البطولية التي يقوم بها أبناء الشعب الفلسطيني ضد الصهاينة الغاصبين واليهود المحتلين، وتدعوهم إلى المزيد من الصمود والصبر والثبات والاستمرار في المواجهة حتى استرداد كامل الحقوق المغتصبة.
ثامناً: تحذر الرابطة الأنظمة العربية والإسلامية وكل الحركات والأحزاب الدينية والسياسية من السقوط في فخ التطبيع الثقافي والإعلامي والاقتصادي مع إسرائيل وتحملهم تبعات ذلك وتحذرهم من آثاره الوخيمة في الدنيا والآخرة.
تاسعاً: تحذر الرابطة كل المسلمين من الانجرار وراء دعوات التقسيم للدول الإسلامية والعربية وكل دعوات التفرقة والفتنة التي يتولى كبرها النظام السعودي والقنوات التي يمولها,خدمة لأمريكا والصهيونية وتنفيذا لأجندتها الاستعمارية لإيجاد شرق أوسط جديد.
عاشراً: تدين الرابطة التشويه الممنهج لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان وتدعو الشعوب لليقظة والصحوة ودعم حركات المقاومة بكل الوسائل والأساليب كون المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير كامل التراب الفلسطيني من دنس اليهود .