الإعلاميون والتألية …
بقلم / د. يوسف الحاضري
هناك مساعي حثيثة تتبناها الحركات الماسونية تحت اقنعة مختلفة ومتنوعة لتجعل الأعلاميين في أوطان معينة فوق القانون وفوق الاخلاق وفوق المساءلة وفوق المصداقية وفوق الأنبياء وفوق الملائكة وربما توصلهم إلى مرحلة التألية وذلك من خلال فرض رؤى يمنع من خلالها المساس بقدسيته وجلالته مهمل غلط أو كذب أو نافق أو طوبر في الطابور الخامس او أرجف أو شوه بالآخرين أو تعدى على حريتهم وخصوصياتهم ، فيجب ألا يقترب منه بل يجب السكوت عنه ، فإذا ما تحرك المعنيون للقيام بواجبهم تجاة هؤلاء يبدأون بالتضامن مع بعضهم في التباكي والنياح ثم النباح مستخدمين مهاراتهم الإعلامية وبهلواناتهم الفكرية في ذلك حتى قد يصل الأمر بهم ليتعاطفوا مع الشيطان نفسه ان كان يمسك قلما.
هؤلاء هم قلة قليلة ولكن نياحهم مجتمع يرتفع ويسمع وقد نهجوا هذا المسار لأنهم يدركون ان الأعلام القذر هو الذي يجلب لهم المال من اصحاب المصالح القذرة وإغلاق هذا المصدر عبر قانون ما او اجراءات صارمة كفرض قانون الطوارئ سيغلق عليهم مصدر أرتزاقي لذا فالدفاع عنه المستميت مفروض عليهم ليفرضوا أمرا واقعا .
كشف الحقائق والفساد والقول السديد الذي ينعكس على الصالح العام هذا مطلب الجميع من اي أعلامي والكل سيقف معهم ويؤازره ويحميه حتى القانون والقائمين على القانون سيحمونه راضيين او مكرهين لأنه أبحر مع القانون ولم يكذب او ينافق او يرجف ، أما كل من اخطأ فيجب أن يتحمل وزره فلن يكون ارفع شأنا من الأنبياء الذين هددهم الله بأن لو يخطئوا فلن يرحمهم أو يقبلهم (وحاشاهم من الخطأ ولكنها دروسا للبشرية ) ، يقول الله تعالى للنبي محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام (( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ))
وقال ،،
(( ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا اذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ولن تجد لك علينا نصيرا ))
مما يتضح لنا انه حتى النبي لو اخطأ يجب ان يعاقب في الدنيا والأخرة .. وحااشاه ان يخطئ ولكن الله يعطينا دروسا في هذه الامور ..
ومن هذا المنطلق ، فأولئك الذين يريدون ان يضعون الإعلامي فوق أي مسائلة او قانون وانه منزه ومقدس وكأنهم معصومين عصمة مطلقة حتى لو كان عملهم شرا من منطلق أعمل ما تريد ولا تحاسب ، هم واهمون وعليهم ان يدركون تماما ان دورهم يجب ان يرتقي لأبعد من التدليس والاكاذيب والإرجاف الى مرحلة يستطيع ان يخاطب ابناءه وأحفاده ذات مساء عن دوره الإيجابي في التصدي للعدوان شامخا رافعا رأسه راضيا عنه الله …