وأخيراً تمت الإطاحة بمسيلمة !
بقلم/ الشيخ عبدالمنان السنبلي
لم أكتب عن شخصٍ ذماً أو مدحاً كما كتبت عن ذلك الأفاك الكذاب المدعو عسيري حتى أنني – وكما قلت في كلامٍ سابق – لم أترك قبيحةً ولا ذميمةً إلا وقلتها فيه لعله يرتدع أو يعتبر لكن بلا جدوى !
طبعاً من الخطأ أن نعتبر خطوة إقصاء العسيري من منصبه أنها تأتي في إطار تصفية الحسابات بين محمد بن سلمان ومحمد بن نائف لأنه ببساطة ليس محسوباً على أيِّ منهما وإنما محسوبٌ بالدرجة الأساس على قوات التحالف ككل كونه الناطق الرسمي بإسمها ولهذا فإن مسألة إقالته وإن كانت بصورة إقصاءٍ إلى منصبٍ آخر قد جاءت بتوافق قيادات التحالف العليا أو على الأقل بعد التشاور فيما بينهم، فلماذا إذاً تمت إقالة العسيري يا تُرى ؟!
في الحقيقة لقد ظل المدعو أحمد عسيري طوال عامين من العدوان يحلق في عالمٍ من الأوهام حتى ابتعد شيئاً فشيئا إلى أن أصبح بانتصاراته الوهمية وبطولاته الزائفة قصياً جداً عن الواقع الحقيقي الذي تعيشه قواتهم على الأرض الأمر الذي سبب الكثير من الإحراج لقيادة ما يسمى بالتحالف لدى أسيادهم في الغرب الذين يرقبون الوضع على الأرض جيداً ويعلمون حقيقة تفاصيله من خلال الأقمار الصناعية والمعلومات الإستخباراتية .
عموماً يعلم السعوديون أن مسألة إقالته فحسب قد تُفسر على أنه اعترافٌ منهم بالعجز والفشل وهذا بالطبع مالا يريدونه البتة ! لذلك فقد قاموا بحركة ذكية وأزاحوه من من منصبه هذا إلى منصبٍ يبدو أعلى مرتبة في السلم الوظيفي لكنه من الناحية الفعلية والعملية أقل أهمية وذلك لإعطاء إنطباعٍ عامٍ لدى الناس من أنه قد تم مكافأته وترقيته، لكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن أي متأمل هو : لماذا الآن ولمّا تنتهي المهمة بعد قد تمت ترقيته ومكافأته مع أنه من المعروف أن الترقيات والمكافئات لا تُصرف إلا بعد إنجاز وإتمام المهام ؟!
على أية حال، ستظل حالة هذا الأفاك العسيري نقطة تحول سوداء نادرة في الثقافة العربية تؤهله أن يكون للأجيال القادمة هو المرشح الأقوى لخلافة جده مسيلمة وسيصبح لاشك يوماً ما مضرب الأمثال في مجال الدجل والتضليل حتى أنه لن يكون هناك في العرب أكذب من عسيري !