وثائق سرية: سلطان “داهية” وبندر “قرد أسود”.. صراعات بين أمراء السعودية لخلافة الملك
كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية الأربعاء 18/5/2011? برقيات جديدة سربها موقع ويكيليكس? عن إيلاء البعثات الدبلوماسية الأميركية اهتماما?ٍ كبيرا?ٍ لتحديات انتقال السلطة في السعودية? نظرا?ٍ إلى ما يمثله الاستقرار في المملكة من أهمية قصوى للأمن القومي الأميركي. وتظهر البرقيات الأميركية أن الاهتمام بدأ خلال عهد الملك فهد? واستمر إلى ما بعد تول?ي الملك الحالي عبد الله بن عبد العزيز السلطة? نظرا?ٍ إلى تقدم سن? أبناء مؤسس المملكة عبد العزيز آل سعود? وحتمية تسل?م الجيل الجديد للحكم خلال المرحلة المقبلة من تاريخ المملكة? وما يثيره هذا التحول من هواجس أميركية? في ظل وجود طامحين كثر يأملون الجلوس على كرسي? الحكم.
ومع ظهور أولى بوادر اعتلال صحة الملك فهد? بدأت السفارة الأميركية في الرياض تولي اهتماما?ٍ لمسألة كيفية انتقال السلطة داخل العائلة الحاكمة. وفي وقت بدت فيه السفارة الأميركية في الرياض في البرقية (95RIYADH5221) أكثر اطمئنانا?ٍ إلى عدم حصول تعقيدات في عملية انتقال السلطة من خلال محاولة إبعاد ولي? العهد? عبد الله بن عبد العزيز? تنقل برقية ثانية (98JEDDAH1247) صادرة عن القنصلية الأميركية في جدة تعم?د أعضاء في العائلة الحاكمة ثني الملك الفهد عن اتخاذ قرار بالتخلي عن العرش في عام 1998 نتيجة الحالة الصحية المتردية التي كان يعانيها? لمصلحة ولي? عهده عبد الله.
ونقلت البرقية عن أحد الصحافيين السعوديين ومسؤول سعودي رفيع المستوى متقاعد قولهما إن أشقاء الملك فهد السديريين? وأنسباءه الإبراهيميين? هم من أقنع الملك بعدم التنحي? بعدما سلم السلطة لولي العهد عبد الله بعد الجلطة الدماغية التي تعرض لها. ووفقا?ٍ للصحافي السعودي? “حاول الملك فهد التخلي عن العرش? لكن المحيطين به من العائلة حرصوا على أن لا يحصل ذلك”? فيما نقلت البرقية عن بعض المراقبين السعوديين حديثهم عن قيام بعض المحسوبين على تيار الملك فهد بدور رئيسي في صياغة السياسات التي كان يتولى ولي العهد إقرارها? من خلال ترويجهم لرغبات المقربين من الملك فهد.
واستطرادا?ٍ? تحدثت البرقية عن “أعداء وحلفاء” داخل الأسرة الحاكمة? مشيرة?ٍ إلى أن معظم محدثي السفارة يشعرون بأن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل حليف قوي? لعبد الله? وأن الأخير يثق به ويستشيره في السياسة الخارجية وفي عدد من المسائل الأخرى? مرجحين أن يترك الفيصل وزارة الخارجية للعمل مستشارا?ٍ للملك عند تسل?م عبد الله السلطة.
أما العائلة السديرية? فقد رأت البرقية? نقلا?ٍ عن المراقبين? أن أعضاءها “يتلاعبون بعبد الله ويسعون إلى المنافسة على السلطة من وراء الكواليس”? ونقلت عن أحد المراقبين توصيفه للأمراء السعوديين على النحو الآتي: “نايف مهووس بالأمن? والأمير سلمان لديه جواسيس? وكل شخص في القصر يتجسس على الآخر”. ويضيف المراقب إن بندر بن سلطان? الذي كان في تلك الفترة يعمل سفيرا?ٍ للمملكة في واشنطن? “رجل أميركا”? وينظر إليه على أنه متعهد المصالح الأميركية في السعودية? و”مكروه جدا?ٍ هنا ومن العائلة الحاكمة”. كذلك اتهم المراقب نفسه بندر بأنه «قرد أسود» لن يصبح أبدا?ٍ ملكا?ٍ بسبب أصول والدته.
ومع تول?ي عبد الله بن عبد العزيز العرش بسلاسة بعد وفاة الملك فهد? غاب موضوع الخلافة عن برقيات السفارة? ليعود بقوة في عام 2006 مع إصدار الملك نظام هيئة البيعة? مثيرا?ٍ تساؤلات عن مدى قدرة النظام الجديد على تنظيم الخلافات على الحكم داخل العائلة الحاكمة? وتأمين انتقال سلس للسطة بعدما تغيرت بعض قواعد اللعبة. فعامل الأقدمية في العمر كمحدد رئيسي لأي مرشح محتمل تراجع إلى حد?ُ كبير? فيما تضم?ن نظام هيئة البيعة مجموعة من المواد تسمح بإقصاء الملك وولي? عهده عن العرش ضمن شروط محددة? ما يفتح المجال على مصراعيه أمام احتمالات الصراع على العرش بين أمراء آل سعود? الأمر الذي دفع أحد الإعلاميين السعوديين في الوثيقة (09RIYADH1434) إلى وصف المملكة بأنها “بلد في طور التحول”? تواجه عدة أسئلة عن مستقبلها? مشيرا?ٍ إلى أن من “الواضح أنه خلال السنوات العشر المقبلة? سيكون هناك قائد جديد من الجيل الجديد من الأمراء”? ويضيف “الأمر المقلق جدا?ٍ? لا أحد يعرف من سيكون هذا الشخص”.
ومن هذا المنطلق? تطرقت البرقية (06RIYADH8921) تفصيلا?ٍ إلى من أطلقت عليهم “الرابحون والخاسرون” من النظام الجديد? بعدما شبهت العائلة الحاكمة السعودية بأنها “مثل شركة فورت موتور. اسم العائلة على الباب? وهي الدولة الوحيدة حاليا?ٍ في العالم التي أنشئت وس?ْم?يت لعائلة”.
الرابحون
أول الرابحين الذين تحدثت عنهم هو ولي? العهد سلطان? بعدما رأت أنه بناء?ٍ على النظام القديم? كان بإمكان الملك? على الأقل نظريا?ٍ? استبدال سلطان بولي? عهد آخر? أما من خلال النظام الجديد فقد ثب?ت سلطان في مكانه? ولا سيما بعدما أقر النظام في مادته الثالثة سريان “أحكام نظام هيئة البيعة على الحالات المستقبلية? ولا تسري أحكامه على الملك وو