صباح الثورة
سألتني تلك التي لا اعرف فيما كنت اقلب صفحات الجرائد والمجلات في إحدى المكتبات :هل أنت قارئه أم كاتبه فأجبت كلاهما? فانهالت عليا بنفس السؤال الذي كنت ولفترة قريبه كأغلبية الشعب نهرب منه بإجابة واحده( الله يستر ويكتب الله ما فيه الخير للبلد ولنا) لكنها لم تكتف فأردفت سائله: كيف تقيمين الوضع فأجبت عليها: اسمعي يا أختي هذا هو نفس السؤال الذي أوجهه لمن هم اكبر مني سنا وخبره في الحقيقة هناك من يجيب عليا فيملئني تفاؤلا ساذجا ومنهم من تملئني إجابته تشاؤما قاتلا وخياليا و لكن الأفضل عندي من بين كل تلك الإجابات تلك القلة القليلة والتي تملئني تفاؤلا حقيقا وترقبا واستعداد للمجهول موضوعيا مدروسا أيا كان
– عاتبت إحدى الثائرات اليمنيات مجموعه من النسوة صائحة فيهن: لماذا لا تخرجن للمشاركة في الاعتصامات فردت الأولى :إنها قلبا وقالبا مع الشباب ولا يزال لسانها يلهج بالدعاء لهم بيد أن تقاليد عائله زوجها تأبى الانخراط الثوري الفعلي لنسوة وقالت الثانية إن حالتها الصحية تعوق ذلك غير أنها تشاركهم نفس الحماس فقلت: لها كلنا كيمنيين معتصمون كل لما خلق له على غرار الحديث الشريف فالصحفي معتصم في لجة الخطر هو والمصور لنقل الحدث بكل مصداقية والممرضة والطبيب معتصمان في المشفى الميداني حتى بائع الخبز والصيدلاني وبائع الصحف كلهم معتصمون لخدمه هؤلاء المعتصمين ولخدمة باقي الشعب .كلنا معتصمون كل بما يناسبه فالمهم أن نعتصم وتعتصمي حيث تجد وتجدي انك بالفعل تقوم بما هو امثل لثورة وللوطن حتى لو كان هذا الاعتصام خارج الساحات النابضة بثورة اليمن الجديد
– لكل ولادة جديدة مخاض وتعسرات ولعل أبشع صور ذاك المخاض ما نشاهده في الأرض الليبية من قتل وتنكيل واغتصاب ولكن لبلادنا خصوصيتها فهي المميزة بين كل تلك الثورات فعلى حسب علمي لم يكن هناك ثورة أنجبت عده أزمات مفتعله ونوويه منذ بداية اندلاعها مباشره فمن أزمة الغاز إلى أزمة النت و ازمه مياه الشرب والبترول والديزل بل حتى فواتير المياه والكهربا المبالغ فيها لحد مهول إلى أزمة المرور والأمن وان كان هناك من رسالة يمكننا أن نقراها جميعا كأحرار هي أن للثورة ثمنا لا بد أن من دفعه ولا بد أن يجتزأ منا جميعا من أرواحنا وأقواتنا سواء الآن أو حتى ونحن في طريقنا لبناء اليمن الجديد لذا لابد من الاستعداد قد يكون الثمن باهظ لكن السلعة غالية يمن جديد
– نتمنى جميعا ونحن في طريقنا إلى الفجر الجديد أن ن?ِحذر ون?ْحذر أولئك الذين يعبثون بمقدارت اليمن الموجودة أصلا رغم تهالك الكثير منها حتى تستمر ثورتنا في مدنيتها وتحضرها وحتى لا نهدر الكثير من الجهد والمال في إيجاد ما هو موجود أصلا بل نستغل الوقت والجهد فقط لترميم القديم وإيجاد ما لم يوجد أصلا .
– كم هو مثلج لصدر وأنت تسمع حناجر الثوار في كل محافظه تلهج بالفداء لأبناء المحافظة الأخرى تلك الحناجر هي من خلق الوحدة فالوحدة لم تكن في نظري في 22 مايو 1990 بقدر ما هي الآن في 2011. هذه الحناجر وهذه الأرواح هي من خلقت الوحدة وليس غيرها (بروح بالدم نفديك يا صنعاء..عدن..تعز..إب..الضالع..صعده..حضرموت… كل اليمن)
– نتمنى جميعا أن تغربل هذه الثورة كل ما فسد فينا بفعل معاشرتنا للفساد كل هذه الفترة وان تختبر نارها معادننا ليذهب ما علق بنا من خبث 33 عاما من الاستبداد والتفرقة والمناطقيه لتظهر المعادن الذهبية و الفطرية لأهل اليمن .
كاتبه من اليمن