تقارير أمريكية: واشنطن خصصت مبالغ ضخمة للتدخل بشؤون الجمهورية الإسلامية في إيران
شهارة نت – متابعات
على الرغم من تعهد أمريكا بعدم التدخل في شؤون إيران الداخلية طبقاً لاتفاقية الجزائر التي أنهت قضية اقتحام وكر التجسس الأمريكي في طهران عام 1979، لم تكف الإدارات الأمريكية المتعاقبة عن نقض هذه الاتفاقية بشتى الوسائل السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية وحتى الثقافية.
في هذه المقالة نشير وبالأرقام إلى عدد من الوثائق التي تثبت تورط أمريكا في هذا الأمر والسعي لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية منذ عام 1979 وحتى الآن.
والأرقام التي سنذكرها قد وردت في التقرير الذي أعده “كنيث كزمان” الخبير بشؤون الشرق الأوسط في مركز البحوث التابع للكونغرس الأمريكي والذي صدر مؤخراً تحت عنوان “إيران.. حقوق الإنسان والسياسة الأمريكية”.
– تخصيص أكثر من 36 مليون دولار في عام 2006 لدعم وسائل الإعلام الأمريكية الناطقة باللغة الفارسية ومن بينها تلفزيون وإذاعة أمريكا وما يسمى بـ “راديو الغد” .
– تخصيص 8 ملايين دولار في عام 2008 لدعم المعارضة الإيرانية في الخارج تحت عنوان “الدفاع عن الحقوق الاجتماعية في إيران”.
– تخصيص 40 مليون دولار في عام 2010 تحت عنوان “الترويج للديمقراطية ودعم المنظمات المدنية الناشطة في هذا المجال في داخل إيران”.
– خصص الكونغرس الأمريكي مبلغ 75 مليون دولار لوزارة الخارجية الأمريكية في زمن الرئيس الأسبق “جورج بوش” والتي كانت تديرها “كوندوليزا رايس” لغرض شن هجمة إعلامية مبرمجة ومكثفة ضد إيران.
– تخصيص 30 مليون دولار عام 2015 لبث برامج ومقالات وتحليلات معادية لإيران عبر الفضاء المجازي “الإنترنت” وغلق الكثير من المواقع الكمبيوترية التي يمكن الاستفادة منها للأغراض العلمية والتقنية في داخل إيران.
وذكر كزمان إن هذه الأرقام تتعلق بالسنوات الماضية فقط وهي في تصاعد مستمر، ويتم توظيفها ضد إيران من خلال وزارة الخارجية الأمريكية وفروع خاصة داخل وكالة المخابرات الأمريكية الـ “CIA” ووسائل الإعلام الأمريكية والوكالات الغربية المرتبطة بها.
وأشار هذا الخبير الأمريكي إلى عدد من المؤسسات والمراكز التي تلعب دوراً في إدارة الحرب الناعمة ضد إيران من بينها مؤسسات “ريتشارسون” و”جان الين” و “بردلي”.
وأضاف إن أهداف هذه المراكز والمؤسسات تكمن بإثارة الفوضى في إيران في شتى المجالات السياسية والاقتصادية تحت شعارات مموهة مثل “الترويج للديمقراطية” و”الدفاع عن حقوق الإنسان” وغيرها من الشعارات الفضفاضة التي تهدف إلى حرف الرأي العام، وتشويه صورة الجمهورية الإسلامية في المنطقة والعالم.
في هذا السياق أشار الصحفي الأمريكي المعروف “سيمور هيرش” خلال مقابلة تلفزيونية إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق “جورج دبلیو بوش” كانت قد رصدت مبلغ 400 مليون دولار لإثارة النعرات الطائفية والقومية داخل إيران في إطار مساعيها الرامية إلى قلب نظام الحكم في الجمهورية الإسلامية في إيران.
وأشارت التقارير التي أصدرها عدد من المؤسسات الغربية المختصة في هذا المجال إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة شجعت الكثير من المؤسسات والمراكز الخبرية في داخل أمريكا وخارجها على إثارة النعرات الطائفية والقومية في إيران والسعي لخلق مشاكل سياسية وثقافية في داخل البلاد من خلال بث برامج واستضافة شخصيات معادية للجمهورية الإسلامية وطرحهم بعنوان خبراء ومحللين مستقلين في وسائل الإعلام، في حين تؤكد المعلومات المتوفرة بأن هؤلاء يتحركون في إطار الدوائر الاستخبارية الإقليمية والدولية مقابل مبالغ وتسهيلات مادية مغرية.
في ذات السياق ذكر “ألن واینتاین” وهو أحد مؤسسي المراكز الغربية التي تدعو إلى نشر الديمقراطية في العالم إن جهاز المخابرات الأمريكية بدأ منذ بداية ثمانينات القرن الماضي بشن حملة إعلامية مكثفة للنيل من إيران بهدف تحريض المجتمع الدولي على الجمهورية الإسلامية، فيما أشار “جيرمي هاموند” المحلل السياسي في موقع صحيفة “فارن باليسي جورنال” إلى أن معظم المعارضين الإيرانيين في الخارج يحصلون على دعم مادي كبير من جهاز المخابرات الأمريكية للتحريض ضد بلادهم ضمن خطة شاملة أعدتها الدوائر الاستخبارية الأمريكية لهذا الغرض.