هل سيتخلى بوتين عن بشار الأسد وشركائه؟
شهارة نت – تقرير
قال تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي في كلمة ألقاها أمام مسؤولين في الكرملين :”يجب على روسيا أن تختار بين التحالف مع أمريكا أو مع حلفاء بشار الأسد كـ إيران وحزب الله” والروابط الحسنة بين موسكو وواشنطن منوطة بعدم دعم الكرملين لهذه الدول ، وقد صرح مباشرةً قبل سفره البارحة إلى موسكو.
ومما لا شك فيه، فأن موضوع دعم الكرملين للنظام السوري وحلفائه كان الموضوع الرئيسي للمفاوضات بين الجانبين.
وللوهلة الأولى يتضح بأن كلام تيلرسون ناشئ عن عدم وجود خبرة في المجال السياسي الخارجي والدبلوماسي. فتوجيه إنذار إلى بلد مستقل وكبير مثل روسيا والذي يُقدم بشكلٍ متساوي إلى الجانب الأمريكي في كثير من المجالات، هو تعليق خارج نطاق العرف وغير مدروس.
ومع ذلك، يمكن للأسباب التالية أن تكون الدوافع وراء عدم رضاية الكرملين عن وقف دعم و حماية شركائها في الشرق الأوسط:
1. التخلي عن الجبهة الشرقية يعني تقويض الوجود الاستراتيجي للبلاد في الشرق الأوسط وتسليم المبادرة لأمريكا، إلى جانب ذلك، تكبدت روسيا تكاليف باهظة في الأزمة السورية حتى الآن. وعلاوة على ذلك، كان لها تجربة فظيعة في التعاون مع الغرب وخصوصاً في ليبيا.وقادة الكرملين يدركون جيدا أن فقدان سوريا يعني فقدان قاعدة طرطوس العسكرية على البحر الأبيض المتوسط، والحد من نفوذها في المنطقة.
2-لم يكن توجه روسيا الغربي في أوائل التسعينيات من القرن الماضي تجربة جيدةً بالنسبة لهم.حيث قام الرئيس يلتسين بالدفع بكل جهودهم لتحقيق التقارب مع الغرب،لإحياء الاقتصاد المدمر في البلاد، ولكن النتيجة الوحيدة كانت خفض مكانة البلاد على الصعيد الدولي.
3- التخلي عن سوريا يعني فقدان الثقة من الشركاء الآخرين.
4- إيران وسوريا هم زبائن لصادرات روسيا العسكرية، حيث تحاول روسيا الاعتماد في إقتصادها على بيع الأسلحة والتخلي عن اعتمادها على النفط.
ويرى العديد من المحللين أن التطورات السورية هي بداية الانتقال من نظام أحادي القطب إلى نظام متعدد الأقطاب. وفي النظام الدولي المتعدد الأقطاب الجديد، ستحتاج روسيا إلى التعاون والتحالف مع القوى الإقليمية مثل إيران. وهذه العلاقات ستعود بالنفع على الجانبين ضد واشنطن. وقد ذكر مسؤولو الكرملين مرارا وتكرارا فهمهم للوضع واستعدادهم للتفاوض وحل الازمة من خلال التفاوض والحوار ولكن هذا لا يعني أن موسكو ستتخلى عن سياستها في سوريا أو عن حلفائها مثل حزب الله وإيران.