عدو الطــواغيت .. القــصة من البداية
(الفيــس بوك) موقع تواصل اجتماعي مـتهم بفضح الطـغاة والمستــبدين ? وإعلان النفيرعليهم هل آن أوان تقــييده ?!!
(مارك جوكر بيرج) شاب?َ أمريكي لكنه اشتهر بجلوسه الطويل أمام شاشة الكمبيوتر واللعب بلوحة مفاتيح الحاسوب ? وولعه الشديد بالإنترنت في حجرته بسكن الطلاب بجامعة في جامعة هارفارد .
تطور الأمر حين فكر في طريقة عملية تحقق تواصله مع زملائه ? وسعيا نحو الشعبية صار لديه هدفا?ٍ هو : جمع زملائه في الجامعة لتبادل الأخبار والآراء والأفكار .
أطلق (مارك جوكر بيرج) موقعا لتحقيق هدفه وأسماه ( فيس بوك ) وذلك عام 2004م ? وسرعان ما لقي هذا الموقع رواجا?ٍ بين طلاب جامعة هارفارد الأمريكية العريقة ? فحقق أمنيته حين اكتسب شعبية واسعة بين طلابها ? وهو لا يدري ما صنع بالطغاة المستبدين ? فذلك أصلا ليس من هدفه أو من جوهر تفكيره ? لكن النجاح الذي حققه شجعه على تطوير فكرة المشروع ? وتوسيع قاعدة من يحق لهم الدخول إلى موقعه لتشمل طلاب الجامعات الأخرى ? بل والمدارس الثانوية الراغبين في التعرف على الحياة الجامعية ? فاقتصر العمل على هؤلاء حتى نهاية عام 2006م ثم خطى المشروع خطوة أخرى جريئة حين ف?ْتح أمام كل الراغبين في استخدامه ? والمبرمجين ليقدموا خدمات لزواره ? فارتفع عدد مستخدمي الفيس بوك نهاية العام 2007م من 12 مليون مستخدم إلى أكثر من 40 مليون مستخدم إن لم يكن 50 مليون مستخدم ? منافسا?ٍ لأكبر مواقع العلاقات الاجتماعية .
دخل مشروع (مارك جوكر بيرج) الفيس بوك عالم المنافسة حين رفعت بعض المواقع الالكترونية دعوى قضائية فيدرالية عليه متهمة إياه بسرقة شيفراتها لاستخدامها في موقعه واستخدامها لبناء موقعه الشهير (الفيسبوك) لكن الدعوى فشلت في تحجيم الموقع أو إغلاقه ..
تلقف الفكرة الشباب المصري الذي كان يعاني من تهميشه عن المشاركة في صناعة القرار ? وظلم واستبداد الأجهزة الأمنية المصرية منذ العام 2009م وراح الشباب هناك يتنادون عبر الفيس بوك إلى مناقشات وفتح صفحات للمظالم الاجتماعية ? وفي البداية لم تعطي السلطات أهمية للموضوع لكنها بعد فوات الأوان أدركت حجم المخاطر التي تمارسها هذه الوسيلة الإعلامية الجديدة ولكن هيهات هيهات فقد سار الركب مسرعا?ٍ بها ? وقطع بها أشواطا?ٍ بعيدة كانت ثمرتها ثورة الربيع العربية في كل من تونس ومصر عام 2011م والتي لا تزال تداعياتها ممتدة إلى هذه الساعة إذ امتدت كذلك إلى ليبيا والبحرين واليمن وسوريا وغيرها من مناطق التوتر العربية .
إن ثورات الربيع العربية غير المتوقعة وغير المخطط لها كان الفضل فيها بعد الله سبحانه وتعالى لنقرات?ُ على لوحات مفاتيح حاسوب الشبكة الالكترونية لنشطاء على مواقع (الفيسبوك) ..
شباب مصر وساندهم الكثير من شباب العالم الحر قد قاموا بإجراء عالم افتراضي للثورة على الشبكة العنكبوتية فكان ذلك فضل من الله ساعد على تحقيق النصر .
حاول الصهيوني الأمريكي الفيلسوف (برنار هنري ليفي) اختراق الثورة الليبية من خلال هندسته لعملية التدخل الغربي لحماية المدنيين لعلاقته الجيدة بساركوزي الرئيس الفرنسي ? فزار بني غازي لمدة خمس أيام والتقى بقيادة المجلس الوطني الانتقالي ? وهو شخصية عنصرية معروفة بعدائها للإسلام وأهله ? لكن مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية نبهت الإخوة في ليبيا إلى خطر هذا المارق الذي عرفته ساحات الحروب ضد الإسلام والمسلمين في البوسنة وكوسوفا وأفغانستان والعراق ? ومحاولاته تركيع السودان ? مما جعله يفر بجلده من ليبيا ويوجه ضربات حلف الناتو إلى صدور الثوار بدلا من تحطيم قوات كتائب القذافي ..
وكنتيجة للإنجازات التي حققها (الفيس بوك) ذكرت صحف صهيونية أن (فيس بوك ) صديق لهم يمكن استخدامه في إرسال رسائل إلى الشباب المشترك فيه ? وبالفعل أعلن مسئولو الموقع عن نياتهم التعاون مع الكيان الصهيوني فهو منهم ? وزار مؤخرا نائب وزير الخارجية الصهيوني ولاية كاليفورنيا في أمريكا والتقى بعدد?ُ من مسئولي الموقع ودعاهم لحضور مؤتمر صهيوني يعقد في يونيو القادم في الكيان .
وكشفت صحف صهيونية عن مخطط جديد يهدف إلى استغلال (الفيسبوك) : لتحسين صورة الكيان أمام المشتركين فيه ? وطرح حملة علاقات عامة إلكترونية تستهدف الناطقين بالعربية والإنجليزية ? وفعلا بدأت بعض سفارات الكيان في تدشين صفحات لها .
وكنتيجة للتعاون الصهيوني مع مسئولي الموقع تم حذف صفحة (الانتفاضة الفلسطينية الثالثة) دون إبداء أية أسباب ? وكانت هذه الصفحة قد دعت الشعب الفلسطيني إلى انتفاضة ضد الكيان الصهيوني وذلك في 15 مايو 2011م القادم .
فهل يتم تقييد هذه الوسيلة الفعالة التي أنقذت شعوبا من نيران الظلم والاستبداد ? وعصفت برؤوس?ُ مستبدة طالما استخفت بشعوبها فأذاقتها الويل والثبور والحرمان خدمة للاستبداد والطغيان ? وتحقيقا?ٍ لمصالح الكيان الصهيوني ?!