رسائل العائدين إلى فلسطين
لن ترجع فلسطين مع تحرك هذه الجموع العربية الفلسطينية المتجهة إلى الحدود? ولكن لن يذهب هذا الجهد العربي الإسلامي هباء?ٍ? سينعقد ثمر العودة بعد أن أزهر مع الربيع العربي? وسيوصل حراك العودة رسائله الأربع إلى أصحابها.
الرسالة الأولى: موجهة إلى اليهود في إسرائيل? اليهود الذين تآمروا مع الجميع? واغتصبوا أرض فلسطين? ورقدوا تحت خيمة الاتفاقيات هانئين? ثلاث وستين سنة? اطمئن فيها اليهود على مشروعهم? وظنوا أن الدنيا قد دالت لهم? وأنهم حققوا أحلامهم. إنهم ألان يراقبون ما يجري خلف الحدود? ويرتجفون? ويتحسبون ليوم قادم بما لا يرجون? إنهم يراجعون مسيرة الدم التي أوصلتهم إلى وطن? وهي تصرخ في آذانهم: ارحلوا? لا بقاء لكم في فلسطين? ولا أرض لكم عندنا? ولا وجود لكم بيننا? ولا حياة لكم في شرقنا.
الرسالة الثانية: موجهة إلى شعوب العالم? وهم يشاهدون اللاجئين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم? وفيما بينهم يتساءلون: لماذا هم عالقون على الحدود? لماذا تحول الدولة العبرية دون حياتهم فوق أرضهم? إنها الرسالة الإنسانية التي أعادت الصراع مع إسرائيل إلى جذره الأول? صراع على الوجود الذي اقتلعته إسرائيل سنة 1948? وليس نزاعا?ٍ على حدود ما بعد هزيمة العرب سنة 1967? هذه الرسالة العربية تفرض على حكومات المجتمع الدولي إعادة ترتيب أوليات العلاقة مع شعوب المنطقة? وصياغة مصالحها من جديد.
الرسالة الثالثة: موجهة إلى الأمة العربية والإسلامية التي ولدت من جديد في ميدان التحرير? ونبضت من قلب القاهرة? وهي تقود الأمة? وتنطلق قبل الجميع إلى تحرير فلسطين? في كلمات عربية فصيحة نطق فيها أحد قادة الثورة المصرية? حين قال: كي نحرر فلسطين لا بد من تحرير مصر أولا?ٍ? ونضيف هنا: لا بد من تحرير كل عواصم العرب من وهم المفاوضات قبل تحرير فلسطين? ولا بد من وحدة العرب أولا?ٍ? لأن اغتصاب فلسطين استوجب العمل اليهودي عشرات السنين على تمزيق العرب? وتقسيمهم إلى شعوب وقبائل.
الرسالة الرابعة: موجهة إلى الفلسطينيين في مشارق الأرض ومغاربها? ولاسيما بعد أن تآلفت قلوبهم مع المصالحة? إنها الرسالة التي تقول: لا مستحيل? وحق العودة إرادة عجزت المفاوضات العبثية عن اقتلاعها من القلوب? وهذا ما يستوجب التكاثف? ودفن الأحقاد في الطريق إلى تحرير فلسطين? والتحرير هو الهدف الواضح المعالم? الذي يجمع علية كل فلسطيني أينما كان? إنه التحرير للأرض الفلسطينية الذي يضمن حق العودة? ولا عودة إلى فلسطين دون تحرير? ولا تحرير لفلسطين دون مقاومة? ولا مقاومة دون إعداد? واستعداد? وترتيب الأولويات بما يضمن النصر الذي لاحت بشائره على كل الجبهات.