ثورة العرب وثروة الخليج
– السعودية ,قطر,الكويت,الإمارات ,البحرين وعمان دول مايسمى بالمجلس التعاون الخليجي حباها الله بثروات نفطية وغازية هائلة جعلتها ضمن قمة الهرم العالمي للدول الأكثر دخلا دوله وفردا,ومن هذا المنطلق جاء دورها وفعاليتها ومكانتها العربية وتأثيرها العام والخاص على كل الدول الأخرى حكاما ومعارضة لأن الدول الغنية ومن منطلق المادة تلعب دورا بارزا على جميع الأصعدة للدول الأخرى خاصة الدول المجاورة ,ولعل الأحداث الجارية في الساحة العربية وإن كانت بعيده عن بعض هذه الدول غير أنها محشورة ضمن الأحداث حشرا إما مؤججه للأوضاع وزارعة للفتن أو داعمة للحكومات أو مساندة للمعارضات أو مشاهده من بعيد ,ولأن الدول العربية الأخرى ثارت ضد حكامها لأسباب متفاوتة أهمها البطالة والفقر والجوع ومنها مستند على نظرية المؤامرة وأخرى على فكرة تصفية الحسابات إلا أن الجميع لم يكن ذات لحظة في منأى عن الاستناد على الدول الخليجية مجتمعة أو متفرقة ,ومن هذا الاستناد العربي على الخليجي هو في الأساس استنادا على ثرواتها ودعمها المادي لها سواء الحكومات أو المعارضات ولكل دوله خليجية نظرة ورؤية في هذا الجانب منها وفقا لمصلحتها الشخصية ومنها وفقا لأمنها ومنها لرؤيتها القومية ومنها رؤيتها الانتقامية ولا يهمها ما تنفقه في هذا الجانب مادام أنها ستصل في نهاية المطاف إلى مبتغاها وأهدافها , فكما نعلم جميعا أن دوله قطر إحدى الدول الخليجية الفائقة الثراء والتي تنفق مليارات الدولارات على شئ يسمى (كرة قدم )سواء للمحترفين الأجانب أو استضافة مونديالات أو بناء ملاعب خيالية أو حتى حقوق البث وغير ذلك (من الكماليات أو حتى الأقل من هذا المسمى ) نجدها تنفق أضعاف مضاعفه من هذه المبالغ إن كان الأمر عبارة عن رد لكرامة أميرها وحربه الوهمية ضد من رفض حضور قمته العربية الديكورية الخاصة بغزة ولأن الأمر ليس هذا وحسب بل أنه مرتبط ارتباطا وثيقا بنظام ماسوني عالمي أسس بالتعاون مع هذه الدولة أكبر قناة إخبارية عربية وأكثرها انتشارا وأنفقت عليها مليارات الدولارات وأكثر من هذا الأموال لتكون سلاحا لها في كل أعمالها ومخططاتها وعوضا عن هذا الأمر فقد مضت هذه الدولة بجانب الفكر الإعلامي إلى الفكر الدعم المادي المباشر سواء للحكومات أو للمعارضات وفقا لتوجهات هذه الدولة فنجدها تدعم الحكومة اليمنية كي لا تقضي على الحركة الحوثية وتدعم الحركة الحوثية كي تستمر في أعمالها واتجاهاتها وتدعم المعارضة اليمنية كي تسعى لإسقاط النظام ودعمت المعارضات العربية الأخرى في ليبيا وبعض الدول ونجدها تدعي رعايتها للقضايا الفلسطينية وتضع يدها على الصهيونية الإسرائيلية وأكبر حليفة لإيران وأمريكا في آن واحد في تضارب غريب وعجيب في ظاهرة ويبطن الكثير والكثير ولأن هذا كله يحتاج إلى ترليونات من الدولارات فقد استغلتها كاملة في تأجيج الأحداث العربية أو كما يحلو لها أن تطلق عليها (ثورة) , ونجد في جانب آخر دول خليجية أخرى تموضعت موضع الوسيط للسلم والسعي لإحلال الأمن والسلام والاستقرار في هذه الشعوب أو تلك ولأن الجانب المادي له دور فعال في هذا الجانب فقد أنفقت وتنفق هذه الدول من ثرواتها ما يمكن أن تحل قضايا هذه الأوطان فهناك دول سعت وتسعى لرأب الصدع وأخرى سعت وتسعى لشتات ذات البين فهناك دول تدعي بأن لها الفضل في إثارة الشعوب تحت مسمى (ثورة ) وهناك أخرى تسعى لمسح هذا المسمى والمصطلح والذي ليس له مكان واضح وصادق في أجندة هذه الشعوب والكل يسعى وفقا لرؤيته وسياسته في هذا الجانب , ولو جمعنا كل هذه الأرقام المادية التي صرفت في هذا الجانب من قبل الأشقاء في دول الخليج لوجدناها أرقاما خيالية تفوق المتوقع كان كافية لتجتث دول عربية فقيرة من حظيرة الفقر والذي يقود إلى الصراعات والنزاعات والاضطرابات والثورات , غير أن الأجندات للدول الخليجية والتي وفقا لها تدعم أفكار وجهات وتوجهات تتبعها مما أدى لتسعى الجهات الأخرى لتبحث لها عن دول خليجية أخرى تدعمها مقابل تنفيذ أجندة الداعمين وهكذا تستمر الاضطرابات ولفتن والمحن في هذه الدول تحت مسمى (ثورة) لاستنزاف ما تملكه دول الخليج من (ثروة ) .
Alhadree_yusef@hotmail.com