قانون الطوارئ اليمني وقانون طوارئ دول العالم .. مقارنة ورسالة
بقلم / جميل أنعم العبسي
أمريكا ألمانيا الدنمارك السويد فرنسا تركيا مقدونيا هنغاريا فنزويلا كولومبيا السلفادور جامبيا أثيوبيا تشاد مالي جزر المالديف الفلبين الكيان الاسرائيلي تونس ليبيا مصر.
جميع الدول المذكورة أعلنت حالة الطوارئ خلال العامين الأخيرين لمواجهة الإرهاب أو إحتجاجات ومظاهرات داخلية أو مجرد الشك بأي طارئ أمني أو قومي أو بيئي أو حتى حقوقي وديكتاتوري.
جميع الدول المذكورة ما حدث بها مجتمعة لا يتخطى 20% مع ما حدث في اليمن قبل العدوان من هجوم على مبنى الدفاع ومرافق الأجهزة الأمنية وتفجيرات المساجد والعديد من العمليات في التجمعات والمرافق الخدمية واغتيالات الشوارع وهجمات على معسكرات للجيش وذبح جنود وتفجيرات أنابيب النفط وابراج الكهرباء.
جميع الدول المذكورة ما حدث بها مجتمعة لا يتخطى 0.01% مع ما حدث في اليمن بعد العدوان وتداعياته التدميرية الناسفة لكل معاني الأمن القومي والحفاظ على النسيج اليمني وهويته العربية الإسلامية الأصلية ..الخ.
جميع الدول المذكورة ما حدث بها مجتمعة لا يتخطى 0.001% مع ما حدث في اليمن بعد العدوان من تدمير منشئات ومصانع وجسور ومشافي ومدارس ومساجد .
جميع الدول المذكورة ما حدث بها مجتمعة لا يتخطى 0.0001% مع ما حدث في اليمن بعد العدوان من إخراج أكثر من ثلاثة أرباع السكان عن أعمالهم ووظائفهم وتعطيلها.
جميع الدول المذكورة ما حدث بها مجتمعة لا يتخطى 0.00001% مع ما حدث في اليمن بعد العدوان من تهيئة المجتمع اليمني للتمزيق وانتشار الفقر والإرهاب .
جميع الدول المذكورة ما حدث بها مجتمعة لا يتخطى 0.000001% مع ما حدث في اليمن بعد العدوان من محاولات تمزيق ما تبقى من وحدة الصمود الداخلي والتي بفضل الله ما زالت متماسكة بأكبر شريحة من الشعب اليمني .
إذا لم يتم تفعيل قانون الطوارئ اليمني بعد كل ذلك، لأجل ثلة فاقت في إجرامها جرائم وموبقات داعش، فمتى سيتم تفعيله ؟؟ حتى بعيداً عن الأهداف العسكرية، فالكوارث الطبيعية والظروف القاسية المجاعة والجفاف والبطالة وانتشار الفقر والمرض لمستويات قياسية أيضاً تبرر تفعيل قانون الطوارئ،
ما يحدث في المنطقة ومشاريع إستعمارية جديدة للنهب والتقسيم والفوضى وتدمير وتمزيق المجتمع أيضاً تبرر تفعيل قانون الطوارئ.
وزير الداخلية التركي أعلن الشهر الماضي إيقاف السلطات التركية لـ 113260 شخصاً منذ تاريخ الإنقلاب، أكثر من مائة وثلاثة عشر ألف، وكل ما تحتاجه اليمن لن يتخطى 200 شخص فقط، إعتقال فقط ريثما الخروج بحل سياسي توافقي طال الزمن أم قصر.
النكتة أن الكيان الإسرائيلي أعلن حالة الطوارئ بعد تسلل شخص واحد عبر الحدود من الأردن ! فيما نخاف من القول بأن ذلك سيقوض من الحريات والإنتهاكات، أو مازلنا حريصين على علاقتنا بأعدائنا .
فيا هؤلاء.. الأصل والقاعدة تقول لو أرادوا التوافق لفعلوا متى شائوا، ومن حق الشعب اليمني التعامل مع الطابور الخامس وخلق قانون طوارئ ومناعة وطنية طبيعية، وما حك جلدك غير ظفرك، فتول أنت جميع أمرك، والله المستعان.