يوم?ْ نكبة? فلسطين عيد?ْ استقلال إسرائيل!
م?ن مفارقات? الحياة? أن يجتمع?ِ نقيضا القطبي?ن في نفس اللحظة? بإبادة? دولة? فلسطين العربي?ة المنكوبة وتهجير? أهل?ها لكل? بقاع العالم? ليصير?ِ عيد?ِ استقلال إسرائيل اليهودي?ة? وفرحها بشعبها المتباكي الم?ْلمل?ِم? م?ن أرجاء? العالم!
“ضربني وبكى وسبقني واشتكى”?!
الأم?هات?ْ الغربي?ات احتضن??ِ إسرائيل? وتلقفن?ِها بمنتهى الحنان والر?عاية والتكفير عن ذنوب لم يقترفنها? في حين أوى الفلسطيني?ون إلى انكسار?هم م?ْشت?تين? كسائر? بلدان? شرق?نا اليتيم الل?طيم? ت?ْلاطم?ْه?ْ وشعوب?ِنا نكبات?َ تلو?ِ نكبات? وثورات?َ إثر ثورات? وبراكين ثائرة?َ م?ن?ِ ملايين الض?حايا الأحياء الأموات? فتتبد?ل?ْ الأسماء?ْ واله?ْوي?ات?ْ والس?ياسات? وي?ْداس جوهر?ْ القضايا البشري?ة? ويتسلق?ْ م?ِن يتسل?ق شجرة الحر?ي?ة ويتعربشها ليخنقها ويغتال?ِ ثمار?ِها? وتغدو لغة الد?م خلا?بة توسوس?ْ النفس?ِ? وت?ْسوسح?ْ العين?ِ بمزيد?ُ م?ن الخيانات? الإنساني?ة!
15 مايو م?ن كل? عام?ُ هو ذكرى يوم النكبة الفلسطيني?ة? الذي ه?ْج?ر فيه مئات?ْ القرى الفلسطيني?ة العربي?ة? وصارت في خب?ِر? الأطلال? أكثر?ْها التهمتها جر?افات الاحتلال? وأخرى است?ْنس?خت باستيطان? أقدام?ُ أجنبي?ة?ُ است?ْقط?بت وأ?ْغو?ي?ِت? لتخط? فصولا?ٍ جديدة?ٍ لحكايات? شعب الله المختار? وأسطورة? عودت?ه? إلى أرض? الميعاد حيث?ْ الس?من والعسل? والتين والر?م?ان والز?يتون? ولتطأ وتفترش?ِ بيوت?ِها العربي?ة متجذرة العقود الش?امخة? وتتعر?ش?ِ قمم?ِ تلال?ها وجبال?ها الم?ْستباحة? وتت?كئ?ِ على عكاكيز? عظام? جدود?نا? ويبقى تاريخ?ْ أوجاع?نا مضرج?ٍا بدماء? وحكايا المنكوبين الفلسطيني?ين? بنهايات?ه? م?ْشر?عة? الن?وافذ والأبواب والألباب? على خلاء?ُ دج?ال?ُ وخواء?ُ نو?اح!
ملايين الفلسطيني?ين تهرس?ْهم طواحين?ْ الغربة? وتبكيهم نواعير?ْ التشر?د? ولا تتشف?ع?ْ لهم طوابير?ْ الل?جوء? منذ اعتلت القص?ة?ْ الص?هيوني?ة?ْ متن?ِ موجة?ُ شرسة?ُ منذ أكثر?ِ من ستة? عقود?ُ? وما انفك? فؤاد?ْ الحقيقة? يشتعل?ْ ألم?ٍا? والذ?كريات?ْ الملتهبة?ْ تستنهض?ْها الج?راح?ْ الن?ازفة?ْ كرامت?ِها ووجدان?ِها? فتتناسل?ْ آمالا?ٍ في صر?ة الحياة? وتنبعث?ْ أحلام?ٍا في سهوة? الموت!
التقيت?ْها قبل?ِ أي?ام?ُ معدودة?ُ? تلك?ِ الطفلة?ْ التي لق?م?ِها ثدي?ْ أم??ها المي?تة الص?مت?ِ مد?ة ثلاثة? أي?ام أثناء?ِ القصف? والعصف? على حيفا? كي لا تبكي ويستدل??ِ الاحتلال?ْ إلى أطفال?ُ نج?ٍو?ا من بقايا عائلة?ُ تحت الر?دم? يأكلهم الجوع?ْ والعطش?ْ وي?ْغطيهم الخوف? فكانت لهم الحياة?ْ بمرارات?ها وعذابات?ها أتون?ِ موت?ُ يتلظى? والأخت الكبرى ابنة الـ 15 في حضرة? الت?من?ع والت?عفف? تغدو أم??ٍا لطفلة?ُ وخمسة? إخوة?ُ يصغرونها بهمس?ُ يحترق!
طفلة?َ يتيمة?َ? تتهاوى فريسة احتضار?ُ قطفها م?ن بستان? الحياة?? تجاوزت الس?تين?ِ م?ن ع?ْمر? النكبة? وما أسعفها القد?ِر?ْ المهش?م?ْ بو?صال? أهل?ها المشر?دين? فأقعد?ِتها الأمراض?ْ مجتمعة?ٍ على كرسي? متنقل يحتفل?ْ بمآسيها? وما أقعد?ِتها الد?موع?ْ المقد?سة?ْ عن بوح? ذكريات?ها تراتيل?ِ أوجاع? لا ي?ْنازع?ْها فيه? لا موت?َ ولا وداع!
منذ مو?لد?ها تأه?بت للموت? قس?ري??ٍا كأهلها وأقربائ?ها? لكن?ه?ْ ما استساغ وجع?ِها? فظلت تتشب?ث?ْ بالحياة? وجوب?ٍا لا استحقاقا.. س?ْحقا.. س?ْحقا.. كلمات?َ تطفو كطوق? نجاة?ُ على ش?ْعي?رات? لسان?ها تدعو بالخلاص? على ضفاف? الوطن!
كيف يكون?ْ الخلاص?ْ لهذه? الط?فلة? الس?تيني?ة? ولأبناء? جلدت?ها?
العالم?ْ بأس?ر?ه? ي?ْعاين?ْ شرقنا المتراقص?ِ على فو?هة? بركان?ُ يتحف?ز?ْ للانفجار? في أي?ة? لحظة? فهل الوقوف?ْ على أعتاب? الن?كبة? هذا العام مسكون?َ بالص?مود? أم محفوف?َ بمخاطر? المبايعة? ومؤامرات? المقايضة بشكل?ُ سافر?ُ مكشوف?
وهل ستقوم?ْ دولة فلسطين على أنقاض? فلسطين? فقط بشرط يهودي?ة? الد?ولة? العبري?ة?
تع?مد?ْ خطة رئيس حكومة? إسرائيل إلى احتواء? الاعتراف الد?ولي? بالد?ولة? الفلسطيني?ة فقط على 0.050 م?ن مساحة فلسطين الت?اريخي?ة? وذلك?ِ مقابل?ِ الاعتراف? بإسرائيل كدولة?ُ يهودي?ة?ُ وأحادي?ة? القومي?ة!
ألم يكن الرئيس الر?احل ياسر عرفات ومنظمة التحرير قد أعلنوا الد?ولة عام 1988? وما زالوا يحتفلون?ِ بهذا الإعلان? رغم?ِ أن?ه لم يخرج? عن إطار الحبر الذي جف? على الورق?
وإن كن?ا افترض?نا إعلان?ِ الد?ولة? الجديد باعتراف?ُ عالمي??ُ بيهودي?ة? الد?ولة? العبري?ة على أنقاض? فلسطين العربي?ة? فما مصير?ْ هؤلاء العرب المتجذرين في أرض الوطن? م?ِن تبق?و?ا متمس?كين?ِ بحيفا ويافا والن?اصرة وعك?ا والجليل والمثلث والنقب وغيرها?
اليوم?ِ ونحن على مشارف? ذكرى نكبت?نا الفلسطينية? ينشر?ْ جهاز?ْ الإحصاء المركزي? الإسرائيلي? إحصائي?ة?ٍ رسمي?ة في عشي?ة ذكرى إقامة دولتهم? عن عدد? الس?كان في إسرائيل? تبي?ن?ْ هذه الإحصائي?ة أن? عدد?ِ الس?ك?ان العرب الفلسطيني?ين قد ب