المبادرة الخليجية .. ورأي الشباب اليمني
إن المبادرة الخليجية والتدخلات الدولية بشأن الوضع في اليمن وما يجري ألان على الساحة اليمنية بين السلطة والمعارضة لا يمكن اعتباره أزمة سياسية كما كان مفتعل قبل قيام الثورة الشعبية السلمية في ساحات التغيير بصنعاء وعموم ساحات الحرية والتغيير في اليمن تحت شعار ” الشعب يريد إسقاط النظام . ثورتنا ثورة شباب , لا حزبية ولا أحزاب ” حيث أن المعارضة اليمنية جزء من النظام السياسي ? كما هو متعارف عليه في الأنظمة الديمقراطية ? أيضا تعتبر ? في معظمها ? جزءا من التركيبة التقليدية المذهبية لهذا النظام .
إن ما يحدث في اليمن هو أن الشعب استيقظ من سبات عميق. وأنا أرى أن شعبنا والشعوب العربية بصفة عامة هي شعوب حية وثائرة. يمكن وصف ما يحدث ألان بأنه إعادة هيكلة لأشياء وثوابت موجودة لدى اليمنيين والعرب .
وهذا يثبت للعالم أجمع أن الشعب اليمني هو شعب متحضر وينفى عنه تهم الجهل والتخلف والرجعية كما أنها انتفاضة لاستعادة أمجاد اليمن . لقد أثبت الشباب أنه واع? وكسر حاجز التقاليد الخاطئة ليبني بلدا جديدا يتمتع بالحرية بالنسبة للمبادرة الخليجية.
بل يمكن اعتباره ثورة ضد ظلم وفساد عانى منه الشعب اليمني مدة 33 عاما. الانتفاضة الحالية للشعب اليمني هي انتفاضة للكرامة والعيش بحرية .
ويلفت الغموض الأوضاع في اليمن بشأن مستقبل المبادرة الخليجية التي لقيت ترحيبا رسميا دون موافقة صريحة? كما لقيت رفضا من قبل أحزاب المعارضة «اللقاء المشترك» في البداية ثم تأتي الموافقة من المعارضة مؤخرا بينما رفض «شباب الثورة» هذه المبادرة رفضا قاطعا ? وذلك لأن المبادرة لم تنص صراحة على تنحي الرئيس علي عبد الله صالح? هذا في الوقت الذي حدد فيه «شباب الثورة السلمية» في اليمن? منذ بداية الثورة? أهداف ثورتهم ومطالبهم للمرحلة الانتقالية? وفي مقدمة الأهداف? إسقاط النظام.. وفي الوقت نفسه أعلنوا رفضهم المبادرة الخليجية? وكذلك مواصلة المظاهرات في جميع المحافظات اليمنية للمطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس وأركان نظامه وكل من يحاول الالتفاف حول تفكيك ثورتهم السلمية
هذا ما قاله شباب الثورة في اليمن (( إننا في الثورة الشبابية الشعبية إذ نوضح لإخواننا في دول الخليج والعالم أجمع أن ما تشهده بلادنا ليس أزمة سياسية بين حاكم ومعارضة كما أعلنوا ويحاولون تسويقها فإننا نؤكد أن ما يجري هو ثورة شعب يطالب بإسقاط النظام ومحاكمته وقامت في الأساس من أجل إسقاط المنظومة السياسية بشكل عام وبناء الدولة المدنية الحديثة وفقا?ٍ لإرادة شعبنا الثائر وليس وفقا?ٍ لإرادة أطراف دولية أو أحزاب سياسية لا تمثلنا ولا تعبر عن طموحاتنا وإرادتنا))..
حيث تمكن صالح من الحصول على فرصة سانحة للمناورة والمراوغة والتملص من ضغوط الثورة الشعبية عبر الوساطة الخليجية, التي منحته كذلك شوطا?ٍ إضافيا?ٍ ليلعب ضد مناوئي نظامه, بعدما كان شوط المباراة الأصلي قد أزف. صالح كان حريصا?ٍ جدا?ٍ على دخول الوساطة الخليجية على خط الأزمة اليمنية كطرف ثالث بوسعه ترجيح إحدى كفتي الميزان, بالإضافة إلى أنه كان يؤمل أن تؤدي الوساطة ذاتها إلى فتح أبوب الحوار المغلقة في وجهه. لكن المعارضة كانت متيقضة في البداية لما أراده صالح ونجحت في حرمانه منه. بيد أن مآربه التي أراد بلوغها عبر الوساطة الخليجية لم تقف عند حد محاولة كسر أبواب الحوار الموصدة, بل تعدتها إلى محاولة إحراج المعارضة نفسها أمام الأطراف الخليجية في حال رفضت الأولى مبادرة الأخيرة .
وبما أن قبول اللقاء المشترك للمبادرة سوف تحدث شرخ بينه وبين الشباب والجماهير في ساحات التغيير. وبالتالي تمزيق قوى الثورة . أكد شباب الثورة اليمنية أن لديهم عدة أسباب لرفض المبادرة الخليجية? بعد ان اعلنت المعارضة فبول المبادرة وقالوا إنهم سيواصلون اعتصاماتهم واحتجاجاتهم المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح. كما اعتبروا أن أحزاب اللقاء المشترك التي وافقت على المبادرة لا تمثل إلا نفسها .