العدوان على اليمن يكشف الوجه القبيح للمجتمع الدولي
شهارة نت – تقرير :
منذ بداية العدوان السعودي على اليمن ، ظهر المجتمع الدولي وكعادته مؤيداً للمعتدي السعودي ، وتسابقت الأمم المتحدة والولايات المتحدة لإعلان دعمهما للسعودية في عدوانها على اليمن .
الأمم المتحدة سارعت في بداية العدوان على إصدار بياناً يدعم ما اعتبرته شرعية ” الرئيس هادي ” ، ويدعو الدول الأعضاء إلى الامتناع عن التدخل الخارجي وحثها على دعم عملية الانتقال السياسي ، مؤكداً أن المفاوضات لا تزال الخيار الوحيد لحل الأزمة اليمنية حسب بيانها آنذاك .
أما البيت الأبيض ، فقد أعلن صباح الخميس 26 مارس 2016 ، أن الولايات المتحدة تنسق بشكل وثيق مع السعودية وحلفاء عرب آخرين في اطار ما يسمى بعاصفة الحزم .
وجاء في بيان لبرناديت ميهان ، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أن “الرئيس أوباما سمح بتقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية في العمليات العسكرية التي تشنها دول مجلس التعاون الخليجي” . وأوضح البيان أن الولايات المتحدة على اتصال وثيق مع عبد ربه منصور هادي .
وأضاف أن “القوات الأمريكية لا تشارك مباشرة في العمليات العسكرية في اليمن ؛ ولكنها شكلت خلية تخطيط مشتركة مع السعودية من أجل تنسيق المساعدة الأمريكية” .
وتزامناً مع بداية العدوان على اليمن ، اهتمت صحيفة الغارديان بالدول الفقيرة التي تعاني من أزمة غذاء حادة ، في مقال لافت بعنوان “منظمات خيرية تحذر من تهديد المجاعة لأربع دول” والمقصود هنا هو دول الصومال واليمن وجنوب السودان ونيجيريا .
وحسب الصحيفة فإن عشرات الملايين في الدول المذكورة يعانون سوء التغذية ، ويهددهم الجوع .
وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من ارتفاع المبالغ المالية الممنوحة للمساعدات الانسانية في العشرين سنة الماضية ، إلا أن أعمال الاغاثة والتصدي للمعاناة الانسانية ، التهمت أغلب تلك المساعدات .
وتورد الغارديان على سبيل المثال أرقاما من الأمم المتحدة ، وتقول إنها وجهت نداء للمانحين لتمويل عمليات الاغاثة في اليمن لجمع نحو 2.1 مليار دولار، وهو الرقم الأكبر بالنسبة لما يحتاجه اليمن هذا العام ، لكن ذلك يندرج ضمن اعمال اغاثة عبر العالم ، ارتفعت تكاليفها إلى 22.2 مليار دولار مخصصة لعام 2017 .
ويخلص المقال الذي يعتمد على خبراء من منظمة أوكسفام المتخصصة في أعمال الإغاثة الإنسانية، إلى أن تلك المنظمات قد تصل إلى أكبر عدد من المحتاجين عبر العالم بسبب تلك المعونات المالية، لكنها تبقى غير كافية، بسبب تزايد الصراعات والمعاناة الإنسانية عبر العالم.
ورغم مرور عامين على بداية العدوان السعودي على اليمن لا يزال الوضع الميداني على حاله ، لكن في الوقت الذي لا يستطيع فيه مجلس الأمن فرض المسار السياسي، ووقف العدوان على بلد يعاني من تدهور البنية التحتية قبل العدوان ، وانتشار المجاعة بنسبة كبيرة يهدد بوقوع كارثة كبرى باليمن حسب تقارير المنظمات الدولية .
وحسب تقارير أممية فقد خلفت الحرب على اليمن ، عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ، أغلبهم من النساء والأطفال ، وتدمير كلي للبنية التحتية لليمن بشكل كامل ، مع استمرار الحصار الخانق على اليمن ومساعي السعودية والولايات المتحدة لشن عملية عسكرية واسعة لاحتلال مدينة وميناء الحدديدة غرب اليمن ، والذي يعد حاليا الشريان الوحيد لأكثر من ثلثي سكان اليمن .
بعد مرور عامان على العدوان السعودي لم يتغير موقف المجتمع الدولي ، فيما لم يصل الموقف الروسي والصيني الى المستوى المطلوب للضغط على تحالف العدوان لوقف الحرب ،ليتضح للعالم الوجه القبيح والحقيقي للمجتمع الدولي الذي يزعم عمله على صيانة حقوق الشعوب وتعزيز الأمن والاستقرار في دول العالم .
بات من المؤكد بعد مرور عامان على العدوان السعودي ، أن سياسة المجتمع الدولي لم تعد قادرة على الانتصار للقيم الانسانية المشتركة ولا للسلم والأمن الدوليين ، وبات المجتمع الدولي في خدمة القتلة والمال .
ورغم استمرار التخاذل الدولي تجاه العدوان على اليمن ، وانكشاف الوجه القبيح والحقيقي للأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، فستبقى نضالات الشعب اليمني مستمره حتى تحرير الارض والسيادة والقرار اليمني من التبعية والارتهان .
استمرار تجاهل المجتمع الدولي ، وإصرار السعودية وحلفاءها على ارتكاب مزيد من الجرائم ، يقابله صمود وإصرار يمني لا نظير له ، ولن يتحقق هدف العدوان ، وبات وجوده غير المشروع قلقا ومضطربا ، حتى ينتصر الشعب اليمني ويرحل التحالف صاغر وهذه حقيقة ستثبتها المرحلة القادمة