داعمين لا محاربين
بقلم / عبود ابولحوم
ذهبت روسيا وإيران وحزب الله إلى سوريه لمكافحة الإرهاب، ولم تطالب بالإلتحاق بالتحالف الإمريكي ضد الإرهاب لإيمانهم أن هذا التحالف هو كذبة أمريكا الكبرى وذر الرماد على العيون، وبالفعل أطفئو نار الإرهاب وبقى دخانة وهو قابل للإشتعال في حالة عدم توافق الدولتين الكبرى على تقسيم المصالح والنفوذ.
وعندما أوشكت الروس وحلفاءها على فضح أمريكا أمام العالم بأن الإرهاب مخرجات السياسية الإمريكية وورقة بيدها لتهديد الأمن العالمي وإبتزازة سارعت أمريكا للمشاركة الخجولة بمساعدة العراق والتواجد في سوريه – وخلعت قناع الوطنية والثورية على جماعة النصرة وأخواتها، ولكنها أبقت الفضيحة ودور التموين مستمر للسعودية وقطر والإمارات على وجه الخصوص، وجعلتهم بموقع الدولة الداعمة والممونة فكرياً -وثقافياً – وإقتصادياً للإرهاب خدمتاً لها تحت إطار لعبة الأدوار.
وبدوافع المسؤولية والشعور بالقوة والوجود والإستقلال وإستيعاب اللعبة الإمريكية، ذهبوا إلى سوريه والعراق بدون جوازات أو ضوء أخضر ولا تصاريح مرور إيماناً منهم بمسؤوليتهم أمام شعوبهم وأمنهم وإستقرار أوطانهم ووقوفاً ضد القطب الواحد وأدواتة المدمرة، ولن تخسر إيران وحزب الله في لعبة الكبار وربحهم سيعود لمصلحة سوريه ولبنان وإيران، وبطرف الأخر – ومن يعانون من أزمة عقدة النقص وعشق الكراسي والحكم، ومن يعانون من أزمة الثقة بشعوبهم وجيوشهم ومن يتغلب عليهم روح الإستهتار بأمن وإستقرار أوطانهم مثل السيسي وملك الأردن الواقعين بين نار الإرهاب ذهبو إلى أمريكا، وكان الأحرى والأنفع أن يذهبوا إلى سوريه والعراق وليبيا ويتحدوا الإرهاب ليس في عقر دارهم فحسب، بل على حدودهم وعمقهم القومي والعربي، لكنهم ذهبوا إلى أمريكا كالمستجير من الرمضى بنار وتحت الشعار السري والخفي ( قارب الخوف تأمن ) والحقيقة أنهم يبحثوا عن الأمان المفقود، وسيفشلوا من إنتزاع أي توجيهات أمريكية إلى عملائها مماليك الخليج بإيقاف تموين ودعم الإرهاب لهذا ذهبو يبحثون عن شراكة دعم الإرهاب لا محاربة الإرهاب، رحم الله جمال عبدالناصر ورحم الله الخميني ورحم الله حسين بدر الدين الحوثي.