الجزائر تُطلق صرخة في وجه العرب!
شهارة نت – متابعات
أطلقت الجزائر صرخة في وجه العرب بمناسبة القمة العربية المنعقدة في الأردن مطالبة إياهم بأن لا ينسوا فلسطين التي تكاد تتوارى خلف القضايا الخطيرة التي تشغل راهن الأمة الإسلامية
وجدد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح أمس الأربعاء في كلمته خلال اجتماع الدورة العادية الـ28 للقمة العربية بالبحر الميت (الأردن) دعم الجزائر للقضية الفلسطينية ودعا إلى تسوية الأزمات في كل من ليبيا سوريا واليمن بالسبل السياسية وعن طريق الحوار.
وقال السيد بن صالح الذي يمثل في هذه القمة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن (الأحداث المتسارعة والتقلبات الخطيرة التي تمر بها المنطقة العربية لا ينبغي أن تشغلنا عن معاناة ومأساة الشعب الفلسطيني من أجل استرجاع كرامته وحقوقه المشروعة).
وجدد في هذا الصدد موقف الجزائر الثابت والدائم الداعم للشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف مشيرا في نفس الوقت إلى أن ذلك (لن يتأتى إلا إذا ارتضى الفرقاء الفلسطينيين رصّ صفوفهم لتحقيق المصالحة الفلسطينية وحدها الكفيلة باسترجاع الحقوق الوطنية المشروعة .
أما فيما يتعلق بالأزمة الليبية التي شهدت تطورات (تضع أمن واستقرار هذا البلد على المحك) فإن الجزائر -كما أكد السيد بن صالح- (لم تدخر جهدا من أجل الدفع بمسار الحل السياسي وتكريس الحوار الشامل والمصالحة الوطنية بين جميع الأطراف الليبية وتقريب وجهات نظرهم وبناء توافق وطني حقيقي يحافظ على وحدة ليبيا وسيادتها ونسيجها المجتمعي بمنأى عن أي تدخلات أجنبية في إطار مبادرة الأمم المتحدة وبحكم مسؤولياتها وتنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 2259).
وفي هذا الصدد ذكر ممثل الرئيس بوتفليقة أن الجزائر استضافت جميع الفرقاء الليبيين من سياسيين وبرلمانيين وفاعلين ورؤساء أحزاب ومسؤولين عسكريين لتشجيعهم على العمل من أجل الحل السياسي الذي يجنب هذا البلد الجار مخاطر الانقسام والتشتيت والإرهاب مضيفا أنه في إطار دعم المسار السياسي لحل الأزمة الليبية فإن (الجزائر تستضيف الاجتماع الحادي عشر (11) لدول الجوار خلال شهر أفريل المقبل).
وبالنسبة لسوريا يقول رئيس مجلس الأمة (فإن قناعتنا راسخة بأن السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة يكمن في احترام إرادة الشعب السوري الشقيق وفتح حوار سوري – سوري للوصول إلى الحل السياسي التوافقي الذي يحفظ وحدة الأراضي السورية وأمنها واستقرارها وسيادتها ويحقن دماء الشعب السوري الشقيق وكلنا أمل في أن يضفي مسار جنيف للحوار السوري تحت إشراف الأمم المتحدة ولقاءات أستانا برعاية الدول الضامنة إلى جنوح الأطراف المتنازعة إلى الخيار السياسي وإطلاق المصالحة الوطنية على أن نلتزم كمجموعة عربية بأن تصب جهودنا ومساعينا في مصلحة استقرار وأمن سوريا وفي دعم مسار الحل السلمي).
أما فيما يخص الأوضاع في اليمن قال السيد بن صالح أن الجزائر تجدد دعوتها الفرقاء اليمنيين لطي صفحة الاقتتال والحروب وتبني الحوار والحل السياسي والمصالحة كأساس لإنهاء هذه الأزمة والآمال معقودة لاستئناف الحوار والتفاوض بين الإخوة اليمنيين للوصول إلى توافق سياسي بما يضمن وحدة وسيادة واستقرار اليمن وتحقيق طموحات الشعب اليمني الشقيق .
تجربة الجزائر في محاربة الإرهاب نموذج يقتدى به
بشأن ظاهرة الإرهاب الذي أصبح يضرب بظلاله جميع مناطق العالم بدون استثناء أكد رئيس مجلس الأمة أن تجربة الجزائر في محاربة (نموذجا يقتدى به).
وقال أن آفة الإرهاب (أصبحت تضرب بظلالها جميع مناطق العالم بدون استثناء وما فتئت الجزائر منذ عقود تحذر من مخاطر الإرهاب وانتشار الفكر المتطرف وتدعو إلى التنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي لمواجهته ووضع استراتيجية دولية تحت إشراف الأمم المتحدة لدحره وتجفيف جميع منابع تمويله).
وذكر السيد بن صالح أن الجزائر (انتهجت لمحاربة هذه الظاهرة مقاربة تنبني على الحوار والمصالحة الوطنية وتتجاوز البعد الأمني إلى الأبعاد الفكرية والدينية والثقافية آخذة في الاعتبار الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وتكريس دولة الحق والقانون).
من هذا المنطلق يقول ممثل الرئيس بوتفليقة (فإن التجربة الجزائرية القائمة على الحوار الوطني الشامل من شأنها أن تقدم نموذجا يحتذى به لتحقيق المصالحة الوطنية ولم شمل الفرقاء وتسخيرهم خدمة للمصلحة الوطنية بعيدا عن أي تدخل في الشؤون الداخلية في سبيل الوصول إلى الحلول السياسية السلمية التوافقية التي تمكن الشعوب من صياغة مستقبلها وتقرير مصيرها وتحقيق تطلعاتها المشروعة في الحرية والكرامة والديمقراطية في كنف الأمن والاستقرار وبما يضمن الحفاظ على سيادة دولها ووحدة أراضيها).
وفيما يتعلق بالإنتخابات التشريعية المقررة لشهر ماي المقبل بالجزائر ذكر السيد بن صالح ما عرفته الجزائر (من تدعيم المسار الديمقراطي ودولة الحق والقانون في ظل التعديلات الدستورية الجوهرية التي أدخلت تغييرات جد مهمة من بينها مراقبة العمل الحكومي من قبل البرلمان).
وأضاف في نفس السياق أنه (تجسيدا للإصلاحات السياسية التي باشرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة فقد تم استحداث الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات لضمان حسن سيرها.
الجزائر ترافع لإصلاح الجامعة العربية
رافع رئيس مجلس الأمة في كلمته خلال أشغال القمة العربية من أجل إصلاح الجامعة العربية مؤكدا على ضرورة تسوية الأزمات السياسة والصراعات بالسبل السياسية وعن طريق الحوار فضلا عن تقوية التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال السيد بن صالح أن الدول العربية مطالبة بـ (منح الجامعة العربية هامش الثقة والإمكانيات التي تفسح لها المجال في إحداث التغيير المنشود ومراعاة مبدأ المساواة بين الأعضاء واحترام سيادتها ولم شملنا حفاظا على مصداقية العمل العربي المشترك).
وبعد أن قدم لمحة عن (الظروف العصيبة) التي تعيشها المنطقة العربية و(غياب رؤية عربية موحدة) ممثل رئيس الجمهورية أن الوضع يستوجب (وضع مشروع عربي تسخر له كافة الجهود وتستغل لبلوغه كافة الطاقات) وذلك (بما يمكن من إرساء استراتيجية فعالة للتكفل بقضايانا السياسية والأمنية المشتركة وتحقيق أهداف التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة لدولنا للتجاوب مع تطلعات شعوبنا في الرقي والتقدم).