صخور الحرية والكرامة!!
بقلم / شفاء عبدالله
ماذا يمكن أن يكون سبب إستهداف أي عدوان على مر التاريخ لحضارة بلدٍ ما وتراثه، ولماذا قد يبذل العدو امواله وجهوده لإستهداف مماثل لصخور أو مباني قديمة وأماكن نائيه؟
من الأشياء التي لم ولن تنتهي على مر العصور، وجود اعتداءات وانتهاكات إستعمارية واستعباد من القوي للضعيف في سلسة انتهاكات يأتي من ضمنها ما تديره الصهيونية بمخططاتها وأساليبها الشرسة، لانها للأسف تميزت بالدقة والتفصيل للامور .
عندما نطلع على الامور من الأعلى نجد أن الوضع مختلف تماماً عن تلك النظرة الجانبيه لها، وهذا ما جاء به القرآن الكريم حين شرح النفسية اليهودية وما تحمله من عداءٍ مستتب للمسلم ككائن يزعجها وجوده.
فبالإضافة الى ذلك العداء والحقد يوجد مخطط رهيب ومهول يسعى لتدمير الهوية العربيه بشكل عام والاسلامية بشكل خاص،وتحت هذا البند تستهدف معالم الشعوب ومقدراتها التاريخية.
حقيقة الأمر أنه في الغالب يصاب الفرد العربي او المسلم بالملل من متابعة أخبار تاريخه ومقدراته او القراءة حول هذا الموضوع، لكن في المقابل الصهيونية والإدارة الامريكية لاتكل ولا تمل في مواصلة إستهداف هذه القيم و مواصلة المخطط الذي بدأت في تنفيذه.
وما قضية إستهداف التراث والحضارة اليمنية الا بنداً من بنود هذا المخطط الواسع، ورغم ذلك هي جريمة لا يمكن ان تمر بسهوله على اي مواطن يمني مستشعر لخطورتها ونتائجها.
اليمن،هي منبع الحضارات ومن المتفق عليه انها ايظاً منبع الهجرات للقبائل العربيه كافه،وهذا ما يجعل عقدة اللاهويه مفترق مهم لأمريكا وإسرائيل لتحرض من خلاله من لاهوية له في صفحات التاريخ ان يهدم ويمحو هذه الحضارة ،وبالفعل فقد استطاعت ان تخلق البغضاء والحقد الغير مبرر من خلال تفعيل هذه النقطة.
إستهدف العدوان الكثير من المعالم والمواقع الاثرية في اليمن، ولازال مستمراً في ذلك رغم وجود اتفاقيات وقوانين دولية تنص على وجوب حماية الصروح والمعالم التاريخية وتحرم التعدي عليها او استهدافها ولكن هذا العدوان لم يتباطئ عن استهداف الاسلام والانسانيه.
وازدادت الخدمات المجانية التي افرط آل سعود ومن يدور في فلكهم في تقديمها على طبق من ذهب في تجاوب وتفاعل عالي للمخطط الصهيوني والاداره الامريكية وكسر الإرتباط بين الفرد وهويته وعزله عن تاريخه فيكون بذلك أرخص وتقل عنده قوة الإندفاع والمقاومة ليسهل بعد ذلك إستعماره.
كل يمني يعلم الكيفية التي تعذر بها العدوان لإستهداف الكثير من المعالم الأثرية في اليمن وان حجج العدوان واهيه وواضحة الغباء ، ورغم أن اليمن لم تكن في ظل النظام السابق مهتمه كثيراً بهذه المعالم الا أن اليمني العريق يعرف جيداً ما قيمة هذه المقدرات وما نتائج خسارتها، ويصبح التصدي لمثل هذا الاعتداء جهاداً موجباً للفرد ان يتحرك دفاعا عنً كرامته وان يسعى لترسيخ أصول الهوية اليمنية في نفوس الأجيال القادمة.