موقف الائتلاف من مشاورات جنيف دليل عدم تبدل الموقف الصهيوأمريكي من الأزمة السورية
شهارة نت – وكالات
أكد الباحث في الشأن الاستراتيجي السوري، محمد علي حسين، إن رفض الائتلاف السوري المعارض المشاركة في مشاورات جنيف حول الأزمة السورية والتي دعا إليها المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي مستورا يأتي كتأكيد جديد مع الائتلاف خصوصاً ومن معظم المعارضات الخارجية عموماً على المراهنة على الإرهاب وخيار إسقاط الدولة السورية على يد التكفيريين، معتبرا ذلك أشبه بالركض خلف السراب.
حسين وفي حديث خاص لوكالة أنباء فارس أوضح أن المرحلة الحالية من الأزمة السورية تشهد تصعيداً سياسياً من كل الأطراف في وقت يشهد فيه الميدان السوري مرحلة جديدة من الصراع، إذ أن العمليات الانتحارية باتت أكثر شراسة، وما يحدث في جسر الشغور يثبت أن الصمود الاسطوري للجيش السوري سيكون السبب في انكسار دول الاستعمار القديم الذي يحاول تجديد نفسه خدمة للمشروع الصهيوني.
ولفت الباحث السوري إلى أن موقف الائتلاف لا يشكل جديداً في الأزمة السورية وفي مسار مواقف الائتلاف نفسه، فهو لم يخرج يوما من ظل القرار التركي والسعودي، وبالتالي لابد من البحث عن دوافع السعودية وتركيا في تعطيل المسارات السياسية بشأن الملف السوري تباعاً، وهذا البحث سيفضي إلى أن هاتين الدولتين لا يمكن لهما تصور أي حل سياسي في الدولة السورية ما لم تسقط دمشق، وهذا لا يعدو كونه تنسيق مشترك بين الكيان الإسرائيلي وهاتين الدولتين في المقامرة بورقة الإرهاب في وقت يدعي الجميع في العالم محاربة الإرهاب، لكن الواقع يثبت أن محور المقاومة هو الطرف الوحيد الذي يحارب الإرهاب في حين أن دولاً مثل تركيا والسعودية وقطر، تعملان على خلق المناخات السياسية الملائمة لتنامي الإرهاب والتنظيمات التكفيرية.
وأكد حسين على إن المسار السياسي في المرحلة الحالية يواجه صعوبات كبيرة في سوريا، ممثلة بالدعم المتنامي للإرهاب، وإعادة هيكلته من قبل الولايات المتحدة الأميركية التي ترى فيه الذراع المناسبة للعمليات القذرة في الشرق الأوسط، والذهاب إلى شرق أوسط كبير يخدم بقاء “إسرائيل” يتطلب من واشنطن تفعيل الجهود والسعي بشكل أكبر من أجل دعم ونشر الفكر التكفيري في الدول المصدرة للإرهابيين، ومن ثم العمل على تفعيل الإرهاب في الداخل السوري، مشيراً إلى كميات الأسلحة الأميركية الصنع الكبيرة التي تصل إلى الأراضي السورية عبر الوسيط السعودي وبأموال النفط العربي.
كما لفت حسين إلى أن العملية السياسية في سوريا إن كان مقصوداً منها إنهاء الملف السياسي لتفعيل الجهود السورية لمحاربة الإرهاب، فإنها تتطلب جدية أكبر من الأطراف المعارضة في الخارج، والتخلي عن التمسك والتعويل على المراهنات السعودية في المنطقة، والتخلي عن الارتهان للقرار الأميركي والعودة إلى مربع الوطنية، ولكن هذا الأمر على ما يبدو مستحيلاً فأموال البرتودولار تفعل فعلتها في إعادة توجيه الميليشيات والمعارضات على حد سواء.
وختم الباحث السوري بالتأكيد على إن الموقف الذي أطلقه الائتلاف المعارض لا يدلل على شيء جديد في مسار الملف السوري، ولا يدلل على شيء بقدر ما يدلل على أن الموقف الصهيوأميركي من الأزمة السورية لم يتبدل بالمطلق، وإن الدول المشغلة للإرهاب مصرة على مقامرتها بهذه الورقة الأكثر قذارة، وهذا ما سيكون سبب انهيار كل الدول الداعمة للإرهاب.