هل سيفعلها الغرب مرة أخرى?
انتفض المارد هذه المرة –كما يقولون- ولن يقف حتى يحقق مطلوبه? وينال مقصوده? نعم قد فعل مثل ذلك قبل حوالي نصف قرن (الخمسينيات وما بعدها)? حيث حرر بلاده? وطرد المستعمر الغاصب من أرضه? ونجح في ذلك نجاحا?ٍ باهرا?ٍ? لكن المسكين (المارد) لم يستطع قطف باكورة نضاله ذلك? فقد خطفت من بين يديه? وهو ينظر? وجيء بقوم سمهم ما شئت? وقدموا للمستعمر بعد رحيله ما لم يستطع أن يقدمه هو لنفسه وهو على الأرض? لقد خرج إذن من الباب وعاد من النافذة.
لقد نجح في خطته تلك الماكرة? لتمر تلك السنين العجاف على شعوب المنطقة? يسوم أولئك القوم شعوبهم سوء العذاب? ليتمن?ى البعض عودة الاستعمار ويذرف أدمعا?ٍ مستهلات على رحيله? فلماذا يحدث كل هذا?!
واليوم تقوم انتفاضات حقيقية لتلك الشعوب? ت?ْقطع فيها أيادي المستعمر العابثة? وتخلط الأوراق عليهم? فهل يستطيع الغرب أن يلعب تلك اللعبة القذرة مرة أخرى? وهل يمكن له إعادة تلك الكرة المبكية? لندور نحن المغلوب على أمرنا في حلقة مفرغة? ونعود من حيث بدأنا? لنتجرع مرارة الخطأ القديم خطأ الآباء والأجداد! أم أننا وعينا الدرس من أول وهلة? وعددنا هذا الأمر هو المحك الحقيقي? وأنه الخطأ الذي لا تغفره الأجيال? أم أن الرؤوس ستندس في الرمال? كل الاحتمالات واردة? وأشدها احتمالا?ٍ -وأقولها والمرارة تفتت كبدي-? هي الخدعة الأولى? لأن مساعي القوم تنبئ عن ذلك? وصيحاتهم أسمع صداها (البديل البديل) ولن يعدموا بديلا?ٍ? فمتى نحطم العبارة القائلة (الثورة تفكر لها عقول? ويصنعها الرجال? ويحكمها الأنذال).