سياسيون يطالبون الأحزاب والشباب بتحاشي سلبيات المراحل الماضية
نظم الحزب الديمقراطي اليمني الأحد بقاعة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ندوة بعنوان:”مستقبل الأحزاب والتنظيمات السياسية بعد الثورة الشبابية” قراءة تقييميه واستشرافيه من منظورات مختلفة.
وخلال افتتاح اعمال الندوة القى الأستاذ عبدالسلام الفقيه الأمين العام المساعد للحزب الديمقراطي اليمني كلمة الجهة المنظمة رحب فيها بالحاضرين قائلا:صباحكم ديمقراطي وأنتم تتهيئون بعد لحظات لمناقشة المعادلة الديمقراطية في هذا البلد وتبحثون في آفاق مستقبلها التعددي الحزبي والسياسي? وذلك بالنظر إلى مشهد الثورة الشبابية وتجلياتها التي تتشكل في ساحات التغيير والحرية المتحققة في معظم محافظات الوطن? ومجمل مطالبها وأهداف العادلة .
وتابع الأمين العام المساعد للحزب الديمقراطي اليمني- إننا نؤمن بأن حقيقة التغيير قد تأكدت في واقعنا حتى الآن? ولابد أن ثورة الشباب السلمية قد نجحت في إثبات هذه الحقيقة? وأن المستقبل يعني بالضرورة يمنا?ِ جديدا?ِ في طبيعة نظامه السياسي وإدارة الحكم? وتحولات نراها حتمية في ميادين العمل الديمقراطي والسياسي? ومن هذه الجزئية المتعلقة بالتحولات الديمقراطية بفعل الثورة ارتأينا في الحزب الديمقراطي اليمني- أن نفتح الوعي الحاضر الآن على مستقبل الأحزاب السياسية في البلاد? انطلاقا?ِ من إدراك حقيقة التغيير التي لن تكون أطراف العمل الحزبي ببرامجها وأدائها بمنأى عن انعكاساتها وتأثيراتها.
واختتم كلمتة بالترحيب بالحاضرين متمنيا أن يثمر النقاش والمداخلات عن رؤى وأفكار ونتائج وتوصيات تسهم في إضاءة الطريق نحو واقع ديمقراطي وسياسي جديد ومتجدد وفاعل في مجريات ومتطلبات مستقبل اليمن .
وناقشت الندوة أربع أوراق على مدى أربع ساعات خمس أوراق عمل حملت الورقة الأولى التي قدمها الباحث والكاتب الصحفي احمد صالح الفقيه عنوان ” قراءة في الثورات اليمنية المعاصرة” – استعرض فيها طبيعة التحولات والمتغيرات التي شهدتها الدولة اليمنية خلال تاريخها القديم والحديث مركزا?ٍ على ما يعرف بالانقلابات السياسية مبينا?ٍ أن إلصاق تهمة الثورة والانقلاب بالشعب ليست إلا تهمة بوسع أي محام متبدئ تبرئة هذا الشعب منها لانعدام الحافز.
وعلل الفقية ذلك بأن أنظمة الدول والدويلات التي قامت في اليمن كانت أنظمة متخلفة قامت على الجباية من المواطنين? واستخدمت كل وسائل القمع والبطش في الجباية? دون أن تلحظ على نفسها حقوقا للمواطنين تؤديها اإليهم. فقد حدث انفصال نفسي بين المواطن والدولة. فالدولة في نظر المواطن ليست إلا تنظيما قويا أو عصابة لصوص قوية وما موظفو الدولة وأركانها إلا أعضاء العصابة وزعماءها في نظره..ولذلك فإن المواطن ينظر إلى قضايا الدولة وشؤونها باعتبارها شأنا لا يهمه إلا بقدر ما تتيحه له من فرص للنهب أثناء الصراعات التي تخوضها الدولة? أو للاستفادة من التجند في خدمتها? أو في ما تنزله به من شرور وأضرار على يد جباتها وعساكرها. ومن هنا كان فساد موظفي الدولة وأركانها ونهبهم للمال العام أمرا طبيعيا في نظر المواطن.
وحسب الورقة فإنه وحتى بعد قيام ثورة سبتمبر التي وسعت قاعدة الدولة فوجد المواطن القبلي طريقه إليها? ظل محتفظا بنفس النظرة ذاتها إلى الدولة والمال العام. ولعل هذا ما يفسر هذا الانتشار الواسع للفساد الحكومي ولا مبالاة المواطنين في آن واحد.
واوضح الباحث أحمد صالح الفقية في ورقتة أن من قاموا بثورة 26 سبتمبر كانوا ضباط من الجيش? وشاركهم في التخطيط موظفون? وبعض الشيوخ? كادت الثورة أن تلقى مصير أختها ثورة ?48 لولا الدعم المصري الذي كان وراء قيام الثورة ابتداء. وقد تجند سكان المناطق المدنية في تعز وعدن الذين ينتمي كثير منهم الى المناطق اليمنية المختلفة لحماية الثورة وانخرطوا في الحرس الوطني الذي تعرض لمجازر نتيجة تآمر بعض قياداته لدوافع مناطقية أو أطماع مالية? وتشكل ممن نجا منهم الجيش اليمني الحديث الذي درب المصريون ألوية منه. أما الشعب القبلي فقد تجند بقيادة شيوخه مع الجانبين الملكي والجمهوري واستفاد ماديا من الجانبين? إلا إذا وجد وظيفة دائمة مع الدولة (العصابة في رأيه) فانه كان يستقر في خدمتها.
وكشفت الورقة أن الانقلابات التي شهدها العهد الجمهوري ضد السلال ثم ضد الإرياني ومن بعده الحمدي كانت من تدبير وتنفيذ أركان النظام والدولة بالاشتراك مع شيوخ القبائل? الذين كان لهم دور في كل انقلاب? ومع ذلك احتفظوا برؤوسهم ومكانتهم? رغم أن شركاءهم من أركان الدولة أطاح بهم الانقلاب التالي. ولا ننسى ملاحظة أن كل الانقلابات حظيت بدعم خارجي. أما انقلابات الجنوب فقد كانت كلها صراعات على السلطة بين القادة الحزبيين ذات طابع قبلي متأدلج. وتتميز المحاولة الانقلابية الناصرية في الشمال بأنها لم تشرك شيوخ القبائل وان كانت من تدبير موظفين كبار في الدولة مدنيين وعسكريين بتمويل من ليبيا? ولعلها فشلت لغياب عنصر الشيوخ المهم.
مشيرة الى أن هناك تجربة ثورة الريف اليمني ضد بقيادة الجبهة الوطنية