جامعة الدول العربية نافذة المخططات الصهيوأمريكية.. قمة الأردن إنموذج
بقلم/ وليد الحسام
لم تكن قمة العملاء في الأردن إلا فضيحةً استخباراتيةً تُضاف إلى فضائح تحركاتهم الاستخباراتية الصهيوأمريكية في المنطقة العربية ، وللعلم فإن هذه القمة المزعومة باسم العرب مختلفة عن سابقاتها من حيث قيمة نتائجها التي تصبُّ عصارة خُبثها مباشرةً في الإناء الإسرائيلي بِنِيّة بدء خطوات عربية جديدة نحو تنفيذ مخطط تغيير تركيبة العالم العربي وفق الخارطة الإسرائيلية التي كان قد وضع الصهاينة على إحدى خطوطها علامةً بارزة بعد خط تدمير التكوين الاستراتيجي السابق للوطن العربي ويُرمز بتلك العلامة الصهيونة إلى فرض قمة عربية في الأردن ليعلن العرب بأنفسهم عن انتقال الخطوة إلى مرحلة جديدة، وهاهم سلاطين العرب العملاء يسيرون وفق خارطة إسرائيل دون انحراف مع أنهم يموهون على شعوبهم بمناقشة القضايا العربية وأوضاعها ومشاكلها التي هي إحدى محطات خارطة أعداء الأمة العربية وقد تحققت تلك المشاكل على الواقع العربي بأيدي العملاء، وهاهم العملاء يجتمعون في قمتهم لمناقشة الحال العربي المتردي على طاولة العدو الإسرائيلي المستفيد من انهيارات ما تبقى من قوة الأنظمة العربية بسبب الحروب الداخلية المصنوعة بأموال النفط السعودي والخليجي التي أشعلت الفتن في البلدان العربية التي مازالت أنظمتها تحتفظ بشيء من معاني العروبة ولم تخضع خضوعاً مطلقاً لإسرائيل، لذلك سعت اليد الإسرائيلية السعودية إلى زعزعة تلك الإنظمة ونشر التنظيمات الإرهابية ( داعش والقاعدة) ثم يقوم الشيطان السعودي بعقد تحالفات أمريكية إسرائيلية مستدعياً أكبر أعداء أمتنا العربية ليقوموا بعمليات عسكرية في بلداننا بذريعة محاربة داعش والهدف الحقيقي هو استهداف الشعوب والأنظمة العربية المواجهة للاحتلال الإسرائيلي والرافضة لتواجده في فلسطين .
العميل عبدالله الثاني ملك الأردن الذي ترأس القمة جاء في ثنايا ثرثرته ما يشبه القرار الإسرائيلي حيث ذكر أنه يجب حلّ الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية فابتهج كل العملاء الحاضرون لأنهم ينفذون ما يريديه العدو الإسرائيلي لأنه مجرد محتل إن تم حلّ دولته لكن الدولة الفلسطينة هي الدولة صاحبة الحق فالمساواة بين الاحتلال والدولة المستعمرة مشروع الكيان الصهوني الذي يرى إعادة دولته بعد حلّ الدولتين ، ويرى عجز الفلسطينيين عن إعادة دولتهم .
ولكي يبرر الأردني وقاحته تلك فقد ذكر أن الهاشميين هم المسؤلون عن حماية المقدسات في مقدمتها المسجد الأقصى، ثم لم يشر في حضرة (سلمان) إلى مكة التي طرد الوهابيون جده منها قبل حوالي سبعين عاماً ، ولم يترك الأمر المتعلق بالمسجد الأقصى لكلّ الهاشميين ليتشاورا ويجمعوا أمرهم على شخصٍ حرّ مثل السيد حسن نصر الله ليكون المسؤول عن حماية المسجد الأقصى بل التفّ عبدالله الأردني على الهاشميين وقرر بأنه هو المسؤول عن هذه المهمة، وإسرائيل تراه الأنسب لها لأنه إحدى أدواتها .. إذن حلُّ الدولة الفلسطينية هو مشروع قمة الأردن وأي قضايا أخرى لم تكن إلا ذرائع هامشية ومبرراً لاجتماع عملاء إسرائيل لتمرير مخطط الاحتلال ، ولم يخطئ الشاعر العربي نزار قباني حين قال :
يا سادتي ..
إنّ المخطط كلّه من صنع أمريكا ،
وبترول الخليج هو الأساس،
وكل ما يبقى …
أمورٌ جانبية .
نتائج طاولة قمة الأردن كانت معدّةً مسبقاً وجاهزةً في ملفٍ على غلافه نجمة سداسية حيث يؤكد ذلك أصوات شخير عدد من أعضاء القمة الذين غطوا في النوم مطمأنين بجهوزية النتائج ، كما عكست لامبالاة عدد آخرين من تلك النعاج حقيقة القمة وواقع الجامعة العربية بأنها عبارة عن ملهى لأصحاب أقوى علاقات العمالة مع أمريكا وإسرائيل .
استخفاف أولئك العملاء الذين جمعتهم قمة واحدة بالقضايا والشعوب العربية كان ظاهراً بشكل وقح، لقد كان أغلبهم لا يجيد قراءة الكلمة المطبوعة في ورق بين أيديهم، وقد ذكرت كلماتهم أنهم لم ولن يسمحوا بأي تدخلات خارجية في الشؤون العربية، ومن ثم يختمون كلماتهم بالشكر والثناء لأمريكا وعملياتها العسكرية في نواحي متعددة من الوطن العربي ولاينسون طرح قرارات مجلس الأمن وأخواته كنقاط مفروضة على سورية واليمن، وللمواطن العربي أن يسأل نفسه ما هي التدخلات الخارجية في الشؤون العربية بحسب مفهوم سلاطين العمالة الذين يستدعون أمريكا ويتجندون مع مخططاتها الاستعمارية؟!
جامعة الدول العربية وقممها التي تجمع أعضاءها الخونة المتآمرين على قضايا العرب لم تحقق للعرب سوى العار مقابل ما حققته لأعداء العرب، بل ليست هذه الجامعة سوى نافذة مفتوحة لمشاريع إسرائيل وأمريكا تمررها من هذه النافذة أيدي النظام السعودي وأنظمة خليجية وعربية أخرى، وبالنسبة لثمن تلك العمالة فيقبضه النظام السعودي وأخواته من الأنظمة الخليجية التي تسعى إلى جعل بلدانها مناطق اقتصادية حرة يستغلها الغرب .