تشكيل الجيش العربي القوي !!
[dropcap] [/dropcap] يمكننا القول بدون تردد أن السياسات العربية منذ مدة فاقدة لمفهوم الجيش العربي القوي ومؤشرات السلطة.
وقبل هذا وحرب الستة الأيام كانت القومية العربية المحرك الرئيسي للجيوش العربية ولكنها لم تتكمن من رفع شعار الوحدة الوطنية العربية أو حتى القومية العربية.
ومن المؤسف أن نصف الجيوش العربية أصبحت وسيلة لحماية سياسة الطغاة العرب وبالطبع في كثير من الحالات يكون قمع الجيش والشرطة للشعوب بينما لا يجرؤ أحد على أخذ موقف بوجه إسرائيل رغم اعتداءاتها الكثيرة فلم يكن هناك أي سبيل لخروج الشعوب من هذه الأزمات وتحقيق تطلعاتهم وآمالهم إلا تشكيل جبهات مقاومة ومن هذا المنطلق حاولت بعض الدول العربية التغلب على هذه الفجوة المهينة لتحقيق الاستقرار السياسي للأمة فدفعوا تكاليف باهظة لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية من أجل تقوية الجيش ومسح وصمة عدم امتلاك جيش قوي وإمتلاك سوق التسليح الغربية.
ونظرا لعدم وجود الحس الوطني في دول الخليج وكانت هناك حاجة لامتلاك أسلحة غربية .
وفي بداية الانتفاضة الشعبية في عام 1978 وبعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية في المنطقة بدأ الإحساس بالحاجة لجيش قوي للوقوف بوجه انقلابات الشعوب و تأمين استقرار الحياة السياسية في الدول العربية فكانت النتيجة بإعطاء السعودية صلاحيات شبه رئاسية في أغلب دول المنطقة بهدف الحفاظ على بقائهم كطغاة على مقاعدهم .
وقد ضاعفت اليقظة الإسلامية هذه الضرورة لدى السعودية فالقلق من حدوث إنقلاب داخل السعودية وفقدان السيطرة أرغمها على التدخل في الأحداث الجارية في سوريا ،البحرين واليمن وبطبيعة الحال فإن التدخل غير المباشر في كل من سوريا و البحرين صاحبته تكاليف باهظة أما بالنسبة لليمن فقد كانت التكاليف أقل نظراً بالنسبة للتدخل السعودي بشكل مستقيم.
وقد كان الاعتقاد في بداية الحرب السعودية ضد اليمن بأن الكفة تميل باتجاه السعودية ومع نهاية الحرب ستكون السعودية منتصرة فيها بلا منازع ولكن التطورات على أرض الواقع أظهرت أخطاءً في تقيم المواقف وتسرعاً في الحكم على المنتصر واليوم يحتاج السعوديين لتبرير حربهم المدمرة ومشروعيتها للعالم.
ولذلك فإن انتخاب كلمة تحالف قد شرّع لهم حربهم دولياً من جهة و ضمن لهم نتيجة الحرب من جهة أخرى .
وقد تم تقديم عرض لباكستان في بداية هذه الحرب ولكن بسبب الوضع الأمني السيئ و الأضرار التي لحقت بسمعتها الدولية رفضت باكستان هذا العرض.
والسؤال هو لماذا طرح هذه العرض الآن ولماذا تم قبوله؟
1-انتخاب دولة غير عربية للانضمام لما يسمى بالتحالف يظهر عدم ثقة السعودية بالقادة العرب من جهة وعدم قبول أي قائد جيد عربي لهذا التحالف من جهة أخرى.
2-الانقسامات الحادة و الاختلاف بين السعودية والإمارات صاحبة المشاركة الفعالة في الحرب على اليمن.
3-إبعاد مصر التي تملك جيشاً قوياً جداً بالنسبة لباقي الجيوش العربية عن الدخول في هذا التحالف.
4-قلق من محورية باقي الدول العربية في هذا التحالف بعبارة أخرى السعودية تود الفوز بالحرب ولكنها لا تود أن تمتلك دولة عربية أخرى دوراً في هذا الانتصار مما أدى إلى فشل خطط تأسيس جيش عربي مشترك شبيه لحلف شمال الأطلسي.
5-غرق السعودية في مستنقع الحرب على اليمن أجبرهم على تغيير الوضع في الميدان فقاموا بفعلتهم مع الإمارات.
6-عدم وجود بلد عاقل يقبل الدخول في حرب معروفة ومحسومة النتائج.
ولكن لماذا قبل الباكستانيون هذا العرض؟
1-الوعود والرشاوي السعودية لإسلام أباد.
2-عدم حصول راحيل شريف القائد السابق لمنطقة وزيرستان على منصب رسمي في الدولة على الرغم مما قدمه في مكافحة الإرهاب في منطقته.
3-الضغط الأمريكي على إسلام أباد.
دون أدنى شك هذا العرض لا يصب في مصلحة السعودية ولا باكستان ويشوه صورة باكستان أمام العالم.
ويطرح السؤال نفسه لماذا كان القرار ينص على تسليم راحيل شريف قيادة هذا الجيش المستأجر حيث قرر أن يحارب مجموعة من النساء والأطفال الجياع وليس جيشاً نظامياً؟!