السعودية، بين التطبيع مع اسرائيل والايرانفوبيا
يبدوا أن هناك مؤامرة يتم حياكتها من جديد والعامل الرئيسي فيها هي السعودية حيث أنه من المقرر أن يتم اقامة ندوتين حواريتين على هامش مؤتمر الرؤساء العرب الذي ستنطلق فعالياته في التاسع والعشرين من الشهر الجاري (مارس2017) في مدينة البحر الميت الاردنية.
ومن المقرر أن يقوم رؤساء دول (مصر، السعودية، الاردن وفلسطين) وكذلك الامين العام لجامعة الدول العربية بالتحدث حول مسألة فلسطين.
كما سيقوم رؤساء كل من مصر والسعودية والبحرين والامارات بتشكيل ندوة حوارية اخرى للتحدث حول موضوع ما يسمى (التدخلات الايرانية) في بعض الدول مثل (العراق، اليمن، لبنان، سوريا والبحرين).
وبحسب بعض الاخبار المسربة فانه سوف تكون هناك مشاركة خاصة لرئيس الوزراء الاسرائيلي في هذا المؤتمر أيضا.
ومن الواضح أن الشعار الابرز لتشكيل هذا المؤتمر والندوات التي ستقام على هامشه هو أن بعض الدول العربية تسعى لتخفيف الضغط على اسرائيل والنظام الصهيوني في المنطقة وحرف بوصلة العدان نحو ايران.
وبحسب ما نقله اعلامي بارز في لقاء جمعه مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في عام 2013، أنه قال: إن السعودية تؤسس لمشروع تطبيع مع الكيان الاسرائيلي من خلال رفع الضغط عنه ونقل بوصله العداء نحو ايران والشيعة من خلال اشاعة الايرانفوبيا بدلاً عن العداء لاسرائيل والكيان الصهيوني في المنطقة.
إن جميع المعطيات والدلائل لا تستبعد هذا النوع من التآمر العربي ضد العرب والاسلام والمسلمين فمن خلال جمع الاحداث الاخيرة في المنطقة وربطها ببعضها البعض سوف نلاحظ بأن حمامات الدم العربية العربية والمدعومة من السعودية وقطر وتركيا والامارات وبعض الدول الاخرى جاءت وحدثت في دول تتسم بالعداء لاسرائيل وشعوبها تتسم بالحرية وبلدانها بالديمقراطية بعكس دول ارهاب الخليج وحكامها وشعوبها المقهورة والمكتوم على انفاسها، وجاءت النتيجة أنه تم تمييع القضية الفسطينية وادانة العدو الاسرائيلي في ما يقوم به من اجرام وسفك للدماء عمليات الاستيطان الجائرة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم.
ثم إن نقل العداء والخوف من ايران يأتي من باب جعل العدو الاكبر والابرز لاسرائيل والذي يرفع راية تحرير فلسطين والقدس الشريف من تحت ظلم العدو الصهيوني هو العدو الابرز للاسلام والمسلمين وللعرب وللحرية، وكل هذا يتم باموال ودعم عربي خليجي من دون أن تبذل اسرائيل والدول الاستكبارية التي تدعمها اي جهد سوى تحريك الاقزام والدمى التي تحكم هذه البلدان والتي بالنتيجة تتحكم بشعوب مقهورة مغلوب على امرها.
ولكن ما يدعو الى السخرية والحسرة هو دخول دول تتسم بالعقلانية والوعي والثقافة مثل مصر في هذه الدوامة وتنطلي عليها هذه الخدعة والمؤامرة الخليجية إلا لو قلنا بمسألة المصالح وتدخل اموال البترودولار في الموضوع فعندها سوف يكون السبب منطقياً بالنسبة لهذه الدول.
على اية حال فإن هذا المؤتمر والندوات التي سوف تقام على هامشه فاشلة حتى من قبل انطلاقها وحصولها فلا نتائجها سوف تخدم العرب والمسلمين ولا من يتحدثون فيها لان اساسها باطل وما قام على باطل فلا يُرجى من خير ولا نفع؛ كما أن قافلة العداء لاسرائيل ومواجهته العسكرية والاعلامية والفكرية سوف تستمر ولن تتوقف وكما يقال في المثل السائد (الكلاب تنبح ولكن القافلة تسير).