نجل الشهيد الحمدي يكتب: “رسالة إلى شباب الثورة”
من خلال الأحداث الأخيرة المتمثلة في الثورات الجارفة التي عمت العالم العربي بدءا?ٍ من تونس ومرورا?ٍ بمصر وليبيا والتي لا تزال ملتهبة حتى اليوم في سوريا واليمن نجد أن الإنسان العربي بمقدوره فعلا?ٍ تغيير الواقع المحيط به..
• واعتقد أن منطقتنا العربية ومنها اليمن مقبلة على إعادة تشكيل في المحاور والتحالفات سواء على الصعيد المحلي او الإقليمي أو الدولي? وانا متفائل رغم عدم وضوح الصورة بان المستقبل القريب سيكون أفضل.. لأنه عندما تأتي الثورات على كل الأنظمة السابقة في المنطقة ستأتي أنظمة تفرزها الشعوب وليس القوى الخارجية? وستحرص هذه الأنظمة على رعاية شعوبها وإعطائهم الأولية في إهتماماتها وبالتالي لن يكون هناك صراعات بين الأنظمة ومجتمعاتها أو بين الأنظمة مع بعضها البعض لان الأنظمة ستكون ممثلة للشعوب والشعوب لا تعادي بعضها? ومن هنا اعتقد انه سيكون هناك محور اعتدال عربي ليس بمفهوم الاعتدال السلبي الذي كان ولا زال يسارع إلى الارتماء في أحضان الغرب? وإنما الاعتدال الحقيقي الذي يعني عدم التهور والدخول في حروب خاسرة.
• حتى الأنظمة في دول الخليج ستجد نفسها مع هذا التحول منقادة للدخول في هذا المحور تحت ضغط شعوبها لأنه سيكون عامل توحيد لطاقات الشعوب العربية في تحسين عيشها والانتقال نحو الأفضل.
• ورغم أن هذه الأحلام تحتاج إلى سنوات عديدة لكنها بدأت تتحقق وتتطلب منا تحديد الأهداف وتخطيطها وتنظيمها بالشكل السليم من اجل الوصول إلى نتائج ملموسة مع ضرورة أخذ الحيطة والحذر ممن يريدون ركوب الموجه والصعود إلى حيث يستطيعون فرض سيطرتهم والنيل من ثورة الشباب.. فالتغيير لا بد وأن يكون للأفضل وبالطرق التي تجنب اليمن أرضا وانسانا أي خسائر قد تتكبدها أو تجرنا الى مغامرة جديدة قد تزيد “الطين بله”. ولعلنا جميعا نلمس أمور ليست بخافية على الكثيرين مما يحاك على ثورة الشباب.. هذه الثورة التي أ?ْكن لها ولشبابها كل الود والتقدير لأنها تنظر إلى المستقبل بتطلع كبير وتحتفظ في ذاكرتها بما صنعه الشهيد الراحل إبراهيم الحمدي من منجزات ومشاريع خالدة لا يتسع المجال لذكرها.
لذا فإن على شبابنا وإخواننا في جميع الميادين والساحات أن نكون حريصين على اليمن وعلى مستقبل أجيالنا دون الانجرار إلى إزهاق الأرواح أو العبث بمكتسبات بلادنا فثورة شبابنا سلمية ويكفينا فخرا?ٍ أننا أستطعنا أن نحرك المياه الراكدة وأن نفرض آراءنا وتطلعاتنا على الملاء .
تحية الخلود للشهداء وعاش شباب اليمن وصانعي مجدها
بالتزامن مع صحيفة الوثائقية