القرضاوي في الواجهة: إنه زمن الإخوان!
في الجمعة الاولى بعد رحيل مبارك? التي أطلق عليها “جمعة النصر”? اعتلى الداعية يوسف القرضاوي منبر ميدان التحرير في وسط القاهرة? وألقى خطبة في الجموع المحتشدة? كانت الاولى له على أرض مصر منذ ثلاثين عاما?ٍ? منع خلالها عن الإمامة والخطابة? وكانت آخر خطبة لصلاة جامعة قبل اعتقالات أيلول 1981. في الجمعة الاولى بعد رحيل مبارك? التي أطلق عليها “جمعة النصر”? اعتلى الداعية يوسف القرضاوي منبر ميدان التحرير في وسط القاهرة? وألقى خطبة في الجموع المحتشدة? كانت الاولى له على أرض مصر منذ ثلاثين عاما?ٍ? منع خلالها عن الإمامة والخطابة? وكانت آخر خطبة لصلاة جامعة قبل اعتقالات أيلول 1981.
يومذاك دعا القرضاوي? المصري الاصل والمقيم في قطر والحاصل على جنسيتها? الحكام العرب إلى الاستماع لشعوبهم والتحاور معهم? ويومذاك ايضا?ٍ منع حرس القرضاوي وائل غنيم من اعتلاء المنصة وإلقاء كلمة في جموع شباب ثورة 25 يناير. ويومذاك? ايضا?ٍ وايضا?ٍ? بدأت علامات الاستفهام تكبر حول مدلولات خطاب القرضاوي و”الاستماع للشعوب” الذي تزامن مع نقل “الجزيرة”? القطرية أيضا?ٍ? صوت الشعوب? أو بعض الشعوب.
ربما لم يشهد العصر الحديث داعية شهدت شخصيته ومواقفه جدلا?ٍ كذاك الذي اثاره القرضاوي ومواقفه وشخصيته. فالقرضاوي? وعلاقته بالاخوان المسلمين? وكميات الفتاوى التي تصدر عنه? وغالبها جدلي? معطوفة على المساحة التي تفردها له قناة “الجزيرة” لنشر آرائه وفكره? جعلته الداعية الابرز على الساحة الاسلامية? الذي يقل الى حد الاختفاء حياله الواقفون في المساحة الرمادية? فإما تأييد او رفض.
تناغمه وبدعم الثورات التي تضعها “الجزيرة” تحت المجهر? وغض النظر عن الثورات التي ليست من اولويات “الجزيرة”? كحوادث البحرين? زادت من الانقسام حول القرضاوي.
القرضاوي? المتأثر بالغزالي وابن تيمية وحسن البنا? دعم ثورات مصر وليبيا وسوريا واليمن? الا انه لم يفعل ذلك في ما خص ثورة البحرين اذ وصف الاحتجاجات في دولة البحرين بانها ثورة “طائفية” شيعية? وموجهة ضد السنة. كما انتقد بشدة الحركة المعارضة في البحرين? واعتبر أنها بذلك تختلف عن الحركات الاحتجاجية في مصر وتونس وليبيا ومصر? ود?ْه?ش القرضاوي بشدة “من قيام المتظاهرين البحرينيين بمهاجمة أهداف للسن?ة? وحمل صور مرجعيات شيعية غير بحرينية”. واشار الى ان المحتجين في البحرين يعمدون إلى “الاستقواء بالخارج? ويعبرون عن آراء فئة مذهبية وليس الشعب بكامله”. وقال ان ثورة البحرين مختلفة تماما عن مثيلاتها في مصر وتونس واليمن ? موضحا ان “ما يحدث في البحرين ثورة طائفية? أما باقي الثورات الأربع فكلها ثورة شعب ضد حاكمه الظالم?” ولفت القرضاوي إلى أن الشعب المصري “خرج بكل فئاته وطوائفه? مسلمين ومسيحيين? شبابا وشيوخا? رجالا ونساء? تقدميين ورجعيين? أهل الدين وأهل الدنيا”.
كلهم قتلوا الشباب
الا ان انتقاد القرضاوي العنيف لثورة البحرين لم يمنعه من تمجيد وتأييد ثورات أخرى? فطالب قادة وضباط وجنود الجيش الليبي بألا يسمعوا ولا يطيعوا أوامر القذافي بقتل أبناء شعبهم? لأن السمع والطاعة هنا حرام? ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وقال عبر الجزيرة “وأنا هنا أفتي: من يستطع من الجيش الليبي أن يطلق رصاصة على القذافي فليقتله وليرح الناس من شره”.
القرضاوي تناول حوادث سوريا بقوله “لا نزال نعيش في ظل ثورتين? ندعو الله عز وجل أن يحقق أمالنا في نصرهما وهما ثورة ليبيا وثورة اليمن واليوم وصل قطار الثورة الى محطة كان لا بد من أن يصل اليها? وهي محطة سوريا? ولا يمكن أن تنفصل سوريا عن تاريخ الأمة العربية”. وتابع قائلا?ٍ: “قال بعضهم أن سوريا في منأى عن هذه الثورات”? وتساءل: “كيف تكون في منأى عن هذه الثورات? أليست هي جزءا?ٍ من الأمة? سوريا مثل غيرها… بل هي أولى من غيرها بهذه الثورات”.
رد دمشق على القرضاوي جاء عبر وزير الاوقاف السوري محمد عبد الستار? فما كان من القرضاوي الا ان رد على الرد ونعت عبد الستار بالـ “أب?ل?ِه وعبيط”? وتعجب من موقف الوزير? الذي هاجم بيانات اتحاد العلماء المسلمين? واعتبرها تدخلا في الشأن السوري? قائلا: “إن سوريا دولة عربية? شعبها منا ونحن منه”? وقال: “إن كل الحكام الذين قامت في بلادهم ثورات تورطوا في قتل الشباب المسالمين? بدء?ٍا بزين العابدين بن على? ومرورا?ٍ بمبارك? والقذافي? وعلي صالح? وانتهاء ببشار الأسد”.
مواقف القرضاوي الانتقائية حيال الثورات العربية? التي كانت سببا?ٍ لتسجيل مآخذ عليه? انضمت الى مواقفه وفتاويه التي يصفها بعض العلماء بالانتقائية. فالقرضاوي? الذي أفتى بجواز رجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعلاقته بالاسرائيليين? لم تسمع عنه فتوى مشابهة حين تعلق الامر بمصافحة وزيرة خارجية اسرائيل تسيبي ليفني لأمير قطر في الدوحة? ولا لزيارة شيمون بيريز لمبنى قناة “الجزيرة” التي تفرد له مساحات على الهواء لنشر فكره وفتاويه وانشطته.
والقرضاوي? الذي أفتى بمقاطعة البضائع الدانما