الثقافة المفترى عليها : عندما يكتب البعض ببطونهم ..!!
بقلم / خالد العصار
أن تلمع وجها أو تبخر جوخا ما, فذلك سلوك مألوف عند البعض ولا علاقة لنا به .. فكل وما هوى .. ولكل بضاعته يسوقها كيف يشاء. , ومتى يشاء !!
لكن أن تسوق نفسك وبضاعتك عبر الكذب على الحقيقة وتزييف الوقائع والأحداث وبالذات الثقافية منها, فذلك أمر يدعو ل”القرف” حقا…!!
انا هنا أخاطب الذين يقدمون أنفسهم عمالقة ومنقذين وهم أقزام صغار .. واخاطب السماسرة الذين يكتبون عن الثقافة لمجرد أنهم يكتبون .. وليست لديهم قضية فيها ولا يمتلكون بشأنها معلومة صحيحة.. فقط يهوون التجول بمباخرهم في الأسواق الخالية.
ولعل ما طال الثقافة في الاونة الاخيرة من الكذب والتزييف لم يطل أي مرفق آخر .. فأحاط البعض نفسه بهالة من أكاذيب التميز والابداع والإنجاز الثقافي وليس له من هذا التميز والإبداع إلا ما يثرثر به في مقايل القات وما يكتبه الدراويش والمأجورون عنه .
هذه الفقاعات الثقافية قدمت وتقدم نفسها على انها صاحبت الإبداع والحراك الثقافي التي لم يسبقها إليه أحد, ولعل من أبرز هذه الفقاعات خالد الرويشان, الذي ملأ الدنيا ضجيجا بكونه “الوزير المثقف” في وقت لا ندري بالضبط ماهي ثقافته, وماهي ابداعاته؟! ماهي الثقافة التي تشربها, وماهي اللغات التي يجيدها ؟! وما هي دواوينه ومؤلفاته التي انتجها؟! ثم ما هي أبرز مؤلفاته؟!
حقيقة, وبعد بحث وعناء طويل في المكتبات ومحركات البحث الإلكتروني وجدت المفسبكين يقولون أن خالد الرويشان “قلم رشيق” لكني لم أجد له شيئا, يدل على رشاقته أو سمنته يرقى إلى مستوى أن يقرأ كنتاج أدبي وثقافي. وجدت لهذا الكائن الذين يطلقون عليه “الوزير المثقف” بيضة الديك خربطات اسمها “الوردة المتوحشة” كلاما مفككا يبدو مسروقا من افلام تركية مدبلجة لا يحمل أي قيمه أدبيه أو ثقافية – للأسف.
حاولت أن أجد منتجا ثقافيا يقنعني بأن خالد الرويشان مثقفا لكني والله لم أجد .. حاولت أيضا ان أجد له منجزا ثقافيا حقيقيا اثناء توليه الوزارة خلال أكثر من أربع سنوات لكني والله لم أجد ..!! وكلما كتب ويكتب عنه زيف وتضليل, و على طريقة أكذب واكذب ثم أكذب حتى تصدق نفسك ويصدقك الاخرون .
دعوني هنا اضرب لكم بعض الامثلة وأتساءل .. أين ثقافة هذا “الوزير المثقف” من ثقافة وابداع وتألق خديجة السلامي (مثلا) .. هذه المثقفة, التي تجيد إلى جانب العربية اللغتين الانجليزية والفرنسية كتابة ونطقا.. وأنتجت عددا من الإبداعات الثقافية والفنية منها:
– فيلم «أرض سبأ».
– «اليمن ذو الألف وجه».
– «غريبة في موطنها» .
– «أمينة».
– انا نجود بنت العاشرة
أين يقف الرويشان هذا من ثقافة وأدب وشعر أحمد ضيف الله العواضي, صاحب اكتشاف تفعيلة عربية جديدة في أوزان الشعر, وصاحب عدد من المقالات النقدية والادبية والمؤلفات الشعرية من مثل”إن بي رغبة للبكاء”, و”مقامات الدهشة”.
أين ثقافة هذا”الوزير المثقف” من ثقافة وادب الراحل محمد حسين هيثم؟ .. أين هو من ثقافة وأدب وشعر الحارث بن الفضل؟! اين هو من المثقفة والأديبة الفنانه آمنه النصيري ؟! أين هو من محمد الشيباني, أين الرويشان من ثقافة أروى عثمان, وهدى العطاس ..؟!
ضربت امثلة من نماذج المبدعين والمثقفين الذين أوجدوا حراكا فعليا في الوسط الثقافي اليمني وخدموا القضية اليمنية على المستويين الداخلي والخارجي .. ولن اتحدث هنا عن عمالقة الثقافة والأدب اليمني من الصف الأول والثاني الذين تبوأوا ريادة الإبداع الثقافي خلال الخمسة العقود الاخيرة .. ولكن ذكرت لكم نماذج من المبدعين الحقيقيين الذين طغت عليهم الفقاعات الثقافية التي طرأت على واقعنا الثقافي بفعل سياسه التجهيل وتعييب المثقف الحقيقي عن المشهد.
المضحك والمؤسف أن تجد كتبة يدبجون المديح ويكذون باسم الثقافة ويكتبون عن المنجزات الثقافة العظيمة التي حققها أراجوز الثقافة خالد الرويشان .. لدرجة مقززة , خاصة عندما يأتي كتبه معروفون بتهريجهم وتدليسهم وكذبهم أمثال دكتور كمال البعداني (و لاندري دكتور في ماذا ؟!) ليهرف بما لا يعرف وينسب المعجزات الثقافية في البلاد لخالد الرويشان لمجرد انه شاركه في إحدى ولائم مخبازة الشيباني , وهو الأمر الذي يؤكد أن هذا البعض يفكر ويكتب ببطنه وليس بعقله وقلمه .
وفيما يلي ساقتطف لكم مقاطع من مقال لهذا البعداني عن انجازات عملاقة وهمية استقاها بالتأكيد من نشرة أخبار التاسعه في زمن “الوزير المثقف” ؟
قال:
1 – “لم تعش صنعاء بل ومعظم المدن اليمنيه ازها فتراتها الثقافية والأدبية مثلما عاشتها في فترة خالد الرويشان”.
أولا, لاحظوا كيف كتب هذا البعداني الذي يمتدح “صنمه” كلمة ازهى: هكذا كتبها “أزها”.. فهو لا يعرف الفرق بين الالف المقصورة والممدودة في العربية وهو دكتور. !! ونترك القارئ ليتامل في ما تبقى.
2 – قال أن ” كاريزما الوزير المثقف جعلت الجامعة العربية تعلن صنعاء عاصمة للثقافة العربية لعام 2004م”.
وهذه هي إحدى الاكاذيت الصارخة التي يروج لها الرويشان نفسه في مجالس القات, وتوضيحا للحقيقة نقول أن اختيار صنعاء عاصمة للثقافة العربية كان بناء على مقترح للمجموعة العربية في اليونسكو في باريس, يناير 1995م, ثم أقر المقترح في مؤتمر وزراء الثقافة العرب المنعقد بالشارقة – ( 21-22 نوفمبر 1998م).
ما يعني انه لا توجد اية علاقة لخالد الرويشان بإقرار صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004 لا من قريب ولا من بعيد ..وأن هذا القرار جاء قبل توزيره في الثقافة بأربع سنوات تقريبا.
أما “كارزما” الوزير المثقف” التي أشار إليها مقال البعداني فاساكتفي هنا بتعليق الأستاذ الصحفي محمد الخامري الذي قال فيه: ” أعجب ما ورد .. لأول مرة أعرف أن الجامعة العربية أعلنت صنعاء عاصمة للثقافة العربية نظرا لكاريزما الوزير خالد الرويشان !!!”
3 – قال أنه “في عام 2004م وما بعدها تم طباعة 900 عنوان لكتب ودواوين مختلفة”.
ولتوضيح هذة النقطة نقول: الرويشان عين في الثقافة على مشارف العام 2004 .. أي ان الدكتور عبد الوهاب الروحاني كان مع فريق عمله في الوزارة قد انهى الإعداد لقوائم المطبوعات وكل مشاريع صنعاء عاصمة للثقافة العربية, التي أرسلت حينها نسخه منها لمكتب الرئاسة .
كان من أبرز المشتشارين بشأن قوائم المخطوطات والنفائس والمجلدات الشعرية المرحومين الأستاذ الأديب والشاعر الكبير علي بن علي صبرة, والقاضي إسماعيل الأكوع, وشكل فريق عمل ضم نخبة من المثقفين كان من بينهم أساتذة متخصصين ك: احمد ناجي احمد, وأحمد العنابي, و محمد غالب, وعلوان الجيلاني, وصالح البيضاني, وعبد الملك المقحفي.. وآخرين ..وهذه محفوظة ضمن وثائق وزارة الثقافة.
ودور الرويشان هنا هو اضافة اوحذف ما اراد .. ثم الاحالة إلى الطباعة, التي اشتغل عليها واكتنفها غموض وفساد كبير, إلى جانب قيامه بالتزوير بالزيادة أو الانقاص في بعض النصوص الادبية والتاريخية خدمة لأغراض ومآرب هو يعرفها.
4 – قال البعداني “في عهد الرويشان- تم ترميم 1500 بيت من بيوت صنعاء القديمة”
وهنا كذب على الحقيقة وتدليس ما بعده تدليس, من قام بترميم بعض بيوت صنعاء القديمة هو صندوق التنمية الاجتماعي, أما ما فعله الرويشان فهو القيام بتجصيص “تنوير” واجهات بعض البيوت بالجص الأبيض “النوره” وكان وراء المشروع فساد انتشرت رائحته حينها في صنعاء وهيئة المدن التاريخية .
5- جاء في المقال “في عهد الرويشان تم تأسيس وإنشاء العديد من المسارح وبيوت الثقافة مثل مسرح الطفل “.
وهذه, من أغرب وافدح الأكاذيب, فإن تكذب في طباعة كتاب أو وضع مشروع ما قد يصدقك الناس .. لكن أن تكذب في انشاء مسارح وبيوت ثقافة , فهذه كذبة كبيره وبجلاجل!! .. أين هده المسارح وأين بيوت الثقافة .. والله أنها بجاحة ما بعدها بجاحة.. فالذي نعرفه ويعرفه المثقفون ومنتسبو الثقافة أن انشاء المسارح وبيوت الثقافة كان في ظل الاساتذة وزراء الإعلام والثقافة الكبار احمد قاسم دهمش, وعبد الفتاح إسماعيل وحسن اللوزي ويحيى حسين العرشي .. وغيرهم لا تسعفني الذاكرة لذكرهم.
اتحدى أن يثبت الرويشان أنه بنى ديمة ثقافية واحدة .. المسكين كان مشغولا بصرف وتبديد وتوزيع 12 مليار ريال ميزانية صنعاء عاصمة للثقافة العربية .. ورغم هذا خرج من الثقافة وهو مدين لمخابز الشيباني بأكثر من 40 مليون ريال ..
هذا “الوزير المثقف” الغى استكمال بناء المسرح الشعبي الذي تبناه وأشرف على تنفيذة وزير الثقافة د.عبد الوهاب الروحاني .. كما الغى استكمال بناء الحديقة الثقافيه إلتي كانت هي الاخرى على وشك الاستكمال و ألغى مشروع صهاريج عدن الثقافي, واوقف تشغيل واحياء معهد التدريب والتأهيل الثقافي الذي أعاد الدكتور الروحاني تأهيله .
صدقوني لو أن الوزير الروحاني لم يقم بتأهيل وترميم المركز الثقافي بصنعاء لما عرف الرويشان أن يقيم برعة من برعاته في صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004.
هنا وجدتني مضطرا للحديث عن هده الحقائق, لأن الرويشان وكتبته يكذبون ببجاحة كبيرة على الثقافة وعلى الفعل الثقافي .. لن أقول أن د. الروحاني اتى بما لم يأت به وزير من قبله لكنه وللحقيقة والإنصاف استطاع في فترة قياسيه (حوالي العام والنصف) كوزير للثقافة أن ينجز الكثير .. فقد جاء إلى الثقافة بهمة الصحفي والكاتب الذي يحمل هما وطنيا, والبرلماني المثقف الناقد والمطلع, انكب بصمت لعمل دؤوب ومخلص من أجل الثقافة وبدون ضجيج وعويل.
والله معيب .. البلاد تنهار والجوع يسحق العامة والقتل في كل مكان, وانتم تقلبون الحقائق وتكذبون على العامة .. لم أكن مضطرا لسرد هذه الحقائق إلا لرد الاعتبار للحقيقة وكشف هذه البالونات الفارغة التي اسمرأت تزييفها واجتزائها .
ومن هنا نقول, من يريد أن يحشر أنفه في الثقافة فعليه أن يكتب عنها بموضوعية .. ويستند إلى تواريخ وحقائق ومعلومات وارقام .. نحن في عصر المعلومة .. فلماذا الكذب ؟!
ولهؤلاء نقول .. قليل من الحياء والخجل .. ماذا تركتم للآخرين في الثقافة وانتم تختزلونها في اراجوز ثقافي طارئ. سميتموه عبثا “الوزير المثقف”.. ؟!
أين ذهبتم بوزراء الثقافة الذين أسسوا للبناء الثقافي فعلا وحاولوا أن يبنوا ثقافة حقيقة وبدون ضحيج وشراء كتبة ومأجورين ..؟!
أين اتيتم بالأساتذة الكبار في الثقافة والإعلام أمثال الأحمدي, والنعمان, و عبد الله حمران, والإعلامي والسياسي الكبير احمد دهمش, ويحيى العرشي, ثم أين ذهبتم بالشاعر والاديب والمثقف الكبير حسن اللوزي ؟!..
أين موقع الأستاذ المثقف والمناضل الكبير جار الله عمر بينكم , وأين ذهبتم بالهامة الثقافية الكبيرة الأستاذ والدكتور عبد الملك منصور الذي في ظله أقر العرب صنعاء عاصمة للثقافة العربية.
أين ذهبتم بالصحفي والكاتب والبرلماني المثقف الدكتور عبد الوهاب الروحاني المهندس الفعلي لمشاريع صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004؟! , والمبادر الأول الى تكريم الادباء والمبدعين, وصاحب فكرة ومنفذ مسرح الطفل بمعونة يابانيه, ومتبني المسرح الصامت الذي حاز على الجائزة الأولى في القاهرة 2001, ومصمم مشروع المكتبة الوطنية, وصندوق التراث والتنمية الثقافية, الذي أسسه وجمع امواله ليأتي الرويشات ويبعثرها في مصارف لا علاقة لها بأهدافه ومشاريعه القانونية.
أين الدكتور السياسي والمثقف محمد المفلحي, والاستاذة اروى عثمان وعبدالله عوبل .. اين موقع كل هؤلاء العمالقة بين اراحوزكم المثقف خالد الدويشان؟!
الا ترون أن واقع الحال الثقافي في بلانا يفضح اكاذيبكم .. إلا ترون انكم تفترون على الثقافة والمثقفين ملء افواهكم ..؟ !!
نعود ونقول قليل من الحياء .. فلو أنكم قد صنعتم المعجزات الثقافية التي تتحدثون بها – يا متخلفون – لما اعاد بنا التاريخ إلى زمن القتل بالهوية والمذهب .. ولما أصبح حالنا بهذا البؤس الذي نحن عليه ؟!!.