فليرحلوا جميعا لأنهم متفقون !!!
– ما زالت الأحداث في يمني الحبيب تتوالى تباعا وتباعا دون أن يكون هناك بوادر انفراج تلوح في الأفق وما يظهر هناك سوى غيوم وريح وأعاصير وبرق وكلها تحمل الخوف والرعب ويكسر حاجز السكينة والطمأنينة في أرض الحكمة والإيمان , وما زال طرفا الصراع في اليمن يتصارعون وكل حزب يدعي أن الشرعية له وفي صالحة فالأول يقول أن الشرعية الدستورية من خلال صناديق الانتخابات والشعب والآخر يقول الشرعية له وللشباب خاصة بعد أن خرج الشعب إلى الشارع يطالبهم بالرحيل فأضطر الأول لإخراج أنصاره إلى الشارع ليكون هناك أتزان في القوي والصراع باستخدام أهم ورقة في هذه المسألة (ورقة الشعب ) ويدعي الجميع أنه يبحث عن حقوق الشعب وأنه الوصي الرسمي عليهم وعلى رقابهم وبطونهم وعقولهم وقلوبهم, ومن هنا يتضح للعيان أن الشعب هو المغلوب على أمره بين هؤلاء وهؤلاء وهو الذي يتساقط منه القتلى والجرحى فهو السلاح والحاجز والدروع ودمائهم وسيله هؤلاء وهؤلاء للحصول والوصول إلى الغايات والأهداف فالخسران الأول والأخير هو الشعب ولن يصل إلى مرحلة الربح إطلاقا سواء أنتصر هذا المعسكر أو ذاك , فهؤلاء حكموا الشعب عشرات السنين وهم السبب الأول والأخير لما يجري في الشارع وهؤلاء سيقولون نحتاج إلى سنين معدودة كي نتجاوز أزمات وإخفاقات وفساد الماضي والحاضر لننير المستقبل لكم ثم تعاد أحداث ما بعد الثورات في التاريخ من تسلط جماعات محددة على ثروات الأرض والإنسان وهكذا ولأن الأحداث في بلادي العزيز طال أمدها دون أن تتبدد السحب المغيمة في الأجواء ولا الحشود المخيمة في الساحات ولا تنازلات من أصحاب القرار هنا وهناك بل إن الأمر يزداد تعقيدا واحتقانا في الساحات والفضائيات والقرى والمدن والمصالح الخاصة والعامة فقد يتبادر إلى الأذهان فكرة ( ما إذا كان أصحاب القرار في المعسكرين المتصارعين متفقين على كل هذه الأحداث ) وكل هذا مخطط له من أمد بعيد حيث والجميع يتساوون في كل وسائل الصراع مع الآخر (فالمال والإعلام والبشر والجيش ) بيد الكل ( والأرض والمحافظات والثروات ) مع الجميع ( ورجال الساسة والأعمال والمال ) موزعين بينهم وحشروا الشعب في هذا الأمر وأسسوا للصراع في القلوب والنفوس مكانا بل أن الأمر أدى إلى انشقاق قادة كبار في الجيش لينضموا إلى المعسكر الآخر بحجة دعم الشباب , وسيطرت الحوثيون على شمال اليمن والقاعدة والحراك على الجنوب والصراع متفشي في الوسط وهكذا,حتى أن الحيلة انطلت على وزراء وسفراء ونواب وممثلين الحكومة وسارعوا إلى الاستقالات وكأن الأمر سينتهي بسرعة البرق كما انتهى في تونس ثم في مصر وسيعودون إلى مناصبهم وأماكنهم أشد وأقوى وأكثر ثباتا ورسوخا وكأن الأمر عبارة عن تغيير الرأس برأس آخر والشعب مازال يهلل لهؤلاء ولهؤلاء,ولما لا تكون كل هذه الأحداث مسرحية الحاكم كتبها والمعارضة أخرجها والشعب مثلها بلا إدراك أو وعي وإلا لما وصل الأمر إلى ما وصل إليه حاليا من مرور أكثر من تسعين يوما ولا شئ يذكر فلا جديد يقال ولا قديم يعاد ولولا أننا أصلا بلد بلا اقتصاد كان الحال الآن أكثر مأساويا في تضخم مآسي السياسة مع مآسي البورصات وأسواق المال والأعمال ولو كنا بلد نفطي من البلدان الكبرى كانت قوات الناتو أو الأطلسي وربما الأمريكان تقلدت الآن دور الفارس الأبيض المنقذ للبشرية من تسلط الحكام غير أن الأمر لا يعنيها بأي شكل من الأشكال فهي تدرك أن أي تدخل في اليمن خسران بما تعنيه الكلمة , فمن هذا المنطلق فالأمر في الأول والأخير يجب أن يعود للشباب أصل الحاضر وأمل المستقبل في إدارة الأمر والحكم والمال والأعمال والاقتصاد والسياسة وعلى الحاكم والمعارضة الرحيل حالا من مراكز القوى والتحكم والتسلط في اليمن ومن أراد أن يعيش في أرضة فليعتكف في بيته ومن أراد الهجرة فهجرته إلى ما هاجر إليه فالله غالب على أمرة ولكنهم للأسف لا يعلمون ولا يفقهون شيئا,ولن نعجز في إدارة الأمور في أرضنا ويمننا فلا يوجد حل غير أن يكون هناك قرار جريء وقوي من الجانبين حيث والجميع يقول (أنا الشعب ) وهمي الشباب وجهادي للشباب فليتموا جمائلهم وشمائلهم وليحدد كل حزب عدد خمسون شخصية من الجانب الآخر وليرحلوا وليتركوا الحكم جميعا للشعب والشباب لأنه من خلال هذا القرار سيثبت الجميع مصداقية توجههم لأن غير هذا فسيظل الجميع موضع شك وجدال وخوف للآخر وسيظل كل حزب بما لديه فرح وسيظل الأمر كما هو عليه ولن نتقدم إلى الأمام قيد أنملة بل سنتقهقر إلى الخلف أميال وأميال , فهل سنجد مثل هذا القرار يتفق عليه الجانبين قريبا أم أن الأمر سيبقى عبارة عن تمسح بالدول الجارة والصديقة واللهث خلفها لتجد لنا حلول لمشاكل نحن من أسسها وصنعها وشاركها الآخرين ويحصد نتائجها الشعب وبدل من أن تنفق دول الجوار في الخليج العربي مليارات الدولارات لهذا الأمر تدعها لننفقها في إعادة اليمن إلى مكانها للتنمية والبناء والتطور فقد سئمنا كل هذا وسئم أشقاءنا في الخليج مشاكلنا وهمومنا وصراعاتنا وحروبنا وسئم الشعب حالات الا