في طغيان (الشائعة) الإعلامية عن ( الحقيقة) ..?!!
إعلام غير مسئول وغير مهني وغير أخلاقي ولا يعرف معنى المهنية ولا يدرك قيم وأخلاقيات المهنة ولا يفهم أو يستوعب أبسط أبجديات الحياد أو دور الرسالة الإعلامية وتأثيرها ودورها التأثيري سلبا وإيجابا .. وما أقوله لا يشمل كل الإعلام ووسائطه ولكن يشمل نسبة لا بأس من الوسائط الإعلامية ..
كثيرة هي الوسائط الإعلامية المعنية بالشأن اليمني بكل تفاصيله وتداعياته وتبعاته , صحف , وقنوات فضائية , ومواقع إلكترونية علي (قفى من يشيل) وسائط التواصل الاجتماعي (فيسبوك) منشورات , صحف حائطية , وسائل إعلامية متحركة تجدها تستقل (الباصات) و( سيارات الأجرة) وتتوزع علي دواوين ( المقيل) مهمتها نشر وبث الشائعات والأخبار وما تيسر من المعلومات , صحيحة كانت أو كاذبة , الأمر لا يهم وما ينطبق علي فهم الرجل العادي للمعلومة , حيث نجد أن معلومة مثل أن رجلان اشتبكا بالسلاح في منطقة ( الحصبة) فصرع أحدهما الأخر ..هناء نكون أمام رجل (قضى نحبه) في الشجار وقد تم القبض علي الجاني ,هذا علي سبيل المثال , تصل هذه المعلومة لميدان التحرير وتروى علي أن هناك اشتباك قد وقع في الحصبة بين مجاميع من البشر فسقط ( خمسة قتلى ) وخمسة وعشرون جريحا وهناك مجموعة فرت من موقع الجريمة ..? بعد ساعة فقط يصل الخبر لمنطقة حدة وفحواه أن اشتباك مسلح قد وقع في الجراف بين ( معسكر س) ( وقبائل ص) والحصيلة ( خمسون قتيلا ومائة جريح ) نصفهم في حالة خطرة فيما قرابة (ثلاثمائة ) فروا من موقع الحادث , ثم يتبع الخبر ذاته سلسلة من الحكايات والروايات وأن كنت شاهد حال علي الحادث العابر ولديك تفاصيل الحكاية كاملة , تجد نفسك وسط كم المعلومات المركبة توشك أن تنكر نفسك وشهادتك وعقلك وقد تضطر للعودة لموقع الحادث للتأكد حتى تنفي عن ذاكرتك سيل المعلومات المظللة التي قد شحنت بهاء عقلك عن حادثة كنت شاهد أثبات فيها , ثم وما تنقلك أقدامك من منطقة إلي منطقة أخرى أخرى تجد نفسك اسيرا لسلسلة المعلومات المتناقضة بل وتحاول أن تنجر وراء الشائعات متجاهلا كل الحقائق التي شاهدتها عن الحدث , وتوشك أن تصدق الشائعة وتكذب نفسك وما رأيت وشاهدت وقد تقنع نفسك بان ربما يكون الحادث كما يتناقله الناس لا كما شاهدته أنت ..? بل كيف لك أن تكذب الناس وتصدق نفسك ولوا كنت أنت الطرف المعني بالواقعة , وعلي قاعدة أن شهادة (رجلان يقصان رقبة) ..?
طيب هذا الحدث يكون بهذه الصورة وهو في حالة تداول بين الناس من عامة المواطنين , وحين يصل للوسائط الإعلامية الداخلية والخارجية ومواقع الانترنت وشبكة التواصل الاجتماعي فأنك ستجد نفسك أمام سيلا من معلومات قد تجد من خلالها أن هذا الحادث محل التداول ليس ذلك الذي عشته وشهدت علي واقعته , أو أن هذا الخبر المتداول حدث بعد الخبر الذي أنت تعنيه وتقصده , لكن تجد الحديث عن التوقيت الزمني والمكان وشواهد أخرى كثيرة يحملها الخبر وتجزم أن كل هذه العناصر مرتبطة بالحادثة التي عشتها لكن من اين لك أن تقنع من حولك وتكذب منظومة الوسائط الإعلامية وما يتداوله الناس مهما كانت براعتك في الحديث أو كانت مكانتك في الوسط الاجتماعي ..?
بمعني أن منظومة المعلومات التي تتحفنا بهاء كل الوسائط الإعلامية بمختلف مسمياتها قائمة علي الشائعة في الوسط المجتمعي وقائمة علي التحليل والتوظيف السياسي والحزبي في تداول وسائط الإعلامية , ثم تجد لكل (خبر) أكثر من حكاية ورواية وسبب ودافع ورموز وابطال , وخلفيات ولكل وسيلة إعلامية طريقها في تقديم (الحادث) وعناصره وهناك وسائل تختار الدوافع والأسباب والغايات ومن ثم تحدد طريقة إخراج وتوظيف الخبر والجهة التي يجب أن تستفيد منه وتجني ثماره ..?
علي هذا المنوال علينا أن نقيس دوافع وغايات صناع أخبار الإثارة , وكذا دوافعهم وغايتهم , وفي هذا السياق نجد دافعين أساسين للإثارة الإعلامية _ الأول _ يتصل برغبة بعض الإعلامين في تحقيق الشهرة والنفوذ وحصد المكاسب الذاتية التي تضع هذا الإعلامي أو ذاك في طريق الشهرة والأضواء وتتسابق عليه الوسائط الإعلامية المختلفة ..وقد شهدنا مرحلة كان فيه الصحفي الشاطر والمقبول وصاحب الحظوة هو ذاك الذي يستطيع أن يجبر الأجهزة المعنية بتوقيفه ومن ثم محاكمته فكل قضية من هذه القضايا كانت بمثابة فاتحة للشهرة والأضواء لمن (حالفه الحظ) وحصل علي أمر توقيف بحقه علي خلفية كتاباته الصحفية والخبرية ..?
في المقابل أو _ ثانيا_ هناك نوع أخر من الصحفيين وهؤلاء من يستغل (الخبر الصحفي) أو يستغل تقارير وتحليلات صحفية في اتجاه التوظيف السياسي والمكايدة الحزبية وقد يكون هناك ثمة طرف ماء داخلي أو خارجي يعمل بطريقته علي التقاط هذه الأخبار والتقارير والتحليلات ومن ثم توظيفها بطريقة عكسية يستهدف من خلالها النظام السياسي الوطني أو يساوم علي قضايا سيادية انطلاقا من تلك المعلومات التي سبق وأن روجتها وسائط إعلام داخلية أو خارجية بغض النظر عن مصداقية هذه الأخبار والتقارير والتحليلات من عدمها ..!!
في ذات السياق