الخلافات العابرة بين الصديقتين الدائمتين امريكا والسعودية
صرح ولي عهد السعودية محمد بن نايف آل سعود خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن بأن العلاقات ما بين البلدين ستتوسع على الصعيدين العسكري والاقتصادي.
ليس التساؤل هو حول سعي السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية للحد من المد والانتشار الإسلامي وجعله من أولوياتها إنما لماذا استثنيت السعودية من هذه القاعدة ؟!!
لاحظ حكام آل سعود في وقت قصير في العقدين الثلاثين والأربعين للميلادية إمكانية الاعتماد على الشركات النفطية الأمريكية أكثر من شركائهم البريطانيين لأن البريطانيين يتسمون بطبيعتهم الاستعمارية حيث أنهم يميلون للمكاسب الإقتصادية فقط بينما الأمريكيون ليسو كذلك.
اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية لأخذ اجرائات تمكنها من قطع يد الإتحاد السوفييتي عن المساس بمنابع المياه الساخنة في الخليج الفارسي لتأمين الحماية اللازمة لأبار النفط في الشرق الأوسط التي تعود بمواردها على الأقتصاد الأميركي وهذا ما ينص عليه انقلاب 1953 ضد الحكومة الوطنية برئاسة الدكتور مصدق في أيران.
استطاع نظام آل سعود أن يبرهن قدرته على حفظ منافع الولايات المتحدة الأمريكية على مر سنين الحرب الباردة والتي أصبحت في أوجها في زمن نيكسون.
ومع احتلال الإتحاد السوفيتي لأفغانستان في أوائل العقد الثمانين الميلادي بدأت منظمة الإستخبارات الأمريكية سي آي أيه بالتعاون مع نظيرتها الباكستانية أس أس آي بجذب القوى السلفية من أقاصي العالم مع تكفل النظام السعودي بجميع نفقات نقل و تدريب هذه الجنود.
لم تلتفت الأجهزة الأستخباراتية في زمن رئاسة ريجان إلى الخطر الذي تشكله هذه القوى السلفية على أمريكا والسعودية على حد سواء ولكن مع وقوع أحداث 11 أيلول سعت حكومة بوش لترويج فكرة أن أمريكا لن تحمي الأنظمة الدكتاتورية و الأرهابية من بينها السعودية بين العوام ولكن خلال هذه المدة كان بندر بن سلطان سفير الرياض في واشنطن هو المستشار المعتمد لبوش الأبن أثناء احتلال العراق وتدميره.
وقد فهم آل سعود من هذا الخيار الذي اتخذته أمريكا خلال الفترة الرئاسية لباراك أوباما أنه عليهم حماية أنفسهم بأنفسهم فمن الآن وصاعدا ليس من المقرر أن تقوم أمريكا التي تعاني من مشكلات اقتصادية بحماية ودعم ملوك آل سعود.
وعلى هذا الأساس بدأت السعودية بتصرفات انفغالية في الشرق الأوسط فمع بداية الربيع العربي بدأت حربا قوية ضد معارضيها وقامت بإعدام شيخ الدين الشيعي نمر النمر واستمرت باحتلال البحرين و إرسال الانتحاريين السلفيين بشكل يومي إلى العراق ليقوموا بتفجير أنفسهم بالمدنيين.
وسعت السعودية مع قدو داعش في كل من العراق وسوريا لتحويل هذا الكابوس المرعب إلى حرب مذهبية سنية شيعية وقامت بضخ مبالغ كبيرة من الأموال و الكثير من التحريض الإعلامي عبر قناتي الجزيرة والعربية لتحقيق هدفها ولكن مع وجود أيران كدولة حافظة للأمن والسلام في الشرق الأوسط تم إحباط خططها الصبيانية.
على الرغم من الخطة والشعارات الانتخابية لداونالد ترامب قال:
على السعودية أن تدفع المبلغ الكامل لدعم أمريكا لها ولكننا نعلم أن أمريكا تعاني من جروح داخلية كثيرة ولمداواة جروحها لا تستطيع التخلي عن حليف غني كالسعودية خاصة بأن ترامب على علم بعدم قدرة القوات العسكرية الأمريكية على تغطية البلاد في هذه الأيام بعد التدخل المباشر في كل من سوريا والعراق واليمن ومن الأفضل وضع هذا الحمل الثقيل على أكتاف حليفهم القديم الرياض.
أمريكا تعلم أن الحكومة العملية المرتجفة السعودية لا تدعم سوا الإرهاب ولكنها تغلق أعينها عن هذه الحقيقة البشعة لتثبت للعالم مرة أخرى نفاقها وكذبها.