ثورة ضد النخب التي جرعت الوطن مرارة الأزمات
بقلم/ د. عبدالباسط محمد ﺍﻟﻜﻤﻴﻢ
أزمة إنسانية تجثم على مستقبل شعب في بلد عُرف بالسعيد وحولته الأزمات إلى مقلب للمآسي وصفارة مشؤومة تنذر بقادم أسود..
تقارير المنظمات الدولية نتائج أزمتة اليمن
ما إن توًل وجهك شطر أي محافظة يمنية تدرك حجم الكارثة القادمة في مأساة مهيأة للتناسل إلى حد تثير الرعب وليس التخوف فحسب، حين ترى بجانب أكوام القمامة وعلى الأرصفة هناك من يبحثون عن الفتات لسد رمقهم وجوعهم
أو من ينتظرون ما تجود به الأيدي المتيسرة من خلال التسول.
نشاهد طوابير جديدة التحقت بالمتسولين وازدحمت التقاطعات وجولات الشوارع بأطفال المدارس حديثي عهد بالتسول إثر أزمة تفاقمها يهرول سلبياً نحو تحدي القدرة على السيطرة.. ملايين من اليمنيين هنا ينامون مساءً وليس لديهم مخزون غذائي لا يدرون من أين يمكن أن يحصلون على فطور الصباح.. جزء من مفهوم الجوع هو أن تبيت وأنت لا تعلم ما إذا كنت ستجد ما تأكله في اليوم التالي أم لا، في اليمن بدأت تظهر صور الأطفال الذين اضمحلت أجسادهم وبرزت عظامهم من الجوع.
الا أننا نطالب أيا من القيادة السياسية والحكومية ان يطمئنوا الشعب اليمني على مستقبلهم كون ارتفاع الاسعار في صرف الدولار مقابل الريال وعدم وجود العملة الصعبه ينعكس سلباً على أسعار المواد الغذائية والعلاج فزادت من إفقار المجتمع، حيث أنه لا بد من أن تسير الأمور نحو تحسين أوضاع المواطنين التي ساءت وازدادت سوء نتيجة الحصار والحرب والعدوان الغاشم ونتيجة ازدواجية العمل وتصادم القرارات الحكومة الحالية مع اللجنه الثورية سابقا
ان إمكانية الحكومية في إعادة النظر في قضية زيادة سعر الصرف وتوفير العمله الصعبه بعيدا عن متناول الصرافين الذين يعتبروا انهم اساس في التلاعب في زيادة أسعار الصرف كونهم يوجدون السوق السوداء ويجب علي الحكومة أن تبحث لها عن تمويل خارج جيوب المواطنين،
أوتمويل من المنح الخارجية أو من مشاريع جديدة أو يمكنها أن تعيد النظر في الغاء قرار تعويم البترول التي تذهب ارباحه لمصالح شخصية او فردية او تجار .
أن القادم أسود في ظل ما تشهده اليمن من أوضاع متردية ما لم تكثف الحكومة جهدها في العمل على انتشال المواطن اليمني من مأزق الوضع المتردي، واتخاذ إجراءات جدية في مجال خلق فرص للعاطلين عن العمل والقابعين في بيوتهم.
حيث أن ما تحقق إلى الآن في المجال الاقتصادي مقتصر على تثبيت سعر الصرف فقط بعد أن شهدت العملة تقلبات وارتفاع جنوني في أسعارها -واتخذت الحكومة معالجة سريعة قطعت الطريق امام سماسرة الصرافة والا لكانت كارثه اقتصاديه.
وان يكون للحكومة الوطنية اهتمام بالمجال الاجتماعيوحقوق المواطنين وبمستوى تعليمهم وصحتهم وحياتهم.
حيث اننا لمسنا من الأحزاب السياسية وباقي المكونات والفرقاء السياسيين في البلاد الا انهم قتلوا الشعب اليمني وضحوا بدماء أبنائه وسخروا منه وحصلوا على المناصب والسلطة والثروة.
وفي هذا السياق أن لم لم تتخذ الحكومة وكل القوي السياسية والوطنية اي حل لانتشال اليمن واليمنيين من أوضاعهم المأساوية فان الحل الوحيد والذي ليس امام أبناء الشعب اليمني خيار اللجوء آلية وهي ثورة جديدة تسمي ثورة الجياع ضد من حرمهم من رواتبهم والذي تناسوا ان موظفي عموم الدولة لهم مايقارب من سته اشهر بدون رواتب وهذا لم يحصل في اي دولة من دول العالم حتي الذي عانت من أشد الحروب
ولا حول ولاقوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل
ولابد لي هنا ان اذكر احزاب معروفه ممن تآمرت علي الوطن وهي احزاب تكتل المشترك ممثلة بالإصلاح (الاخوان)
التي هي جزء لايتجزاء من الذي عبثوا في البلاد وأوغلوا الفساد والقتل والدمار وسمحوا لقوات تحالف العدوان بان تتدمر الوطن وتقتل أبناء الشعب اليمن بما يسمي بحرب الإبادة الجماعية وعلي رأس هذا العدوان امريكا وبريطانيا وإسرائيل ممثلة بحكومة ال سعود وبقية دول الخليج ومن معاهم من الدول العربية المرتزقه والخونة والعملاء الذي باعوا بلدهم وأبناء جلدتهم لتآمر سافر وهم مستوطنين في بلدان اجنبية.
ونؤكد انه لابد من تفعيل القانون وانتشال الشعب اليمني من الوضع الذي يعيشه، حيث يواجه المواطن اليمني الموت من جوانب الإرهاب والفقر والمجاعة،قصف طائرات العدوان
ونشير انه لابد من إيجاد خطوات جديدة بدأت تتخذها الدولة باتجاه استعادة فرض سيطرتها وحمايتها وسيادتها،
ولابد من معالجة الأزمات الاقتصادية التي شهدته اليمن من تعطيل للأنشطة الاقتصادية خلال العام الماضي وتدفق الاستثمارات وانتعاش السياحة .
أن وظيفة الدولة تنظم المسار الاقتصادي وإرساء الاستقرار وفرض سيادة القانون وتسهيل الإجراءات وهي أمور يلمس المواطن نتائجها مستقبلاً.
فإذا استقر الوضع الأمني، فبالإمكان بعد ذلك زيادة قيمة الاستثمارات في اليمن واعطائها نفساً من الهواء النقي من أجل التركيز على القضايا الاقتصادية التي تعود بفوائد لهذا البلد،
ونحث كل الأطراف السياسية والمجتمعية على تحسين علاقة اليمن بالمجتمع الدولي الذي نجد منه أقوال كثيرة عن مؤتمرات المانحين لتقديم ما يمكن تقديمه من معونات وتمويلات لمشروعات.
وإمكانية البحث يشتي السبل عن إيجاد الحلول المناسبة للحوار مع كل دول العالم من اجل إيقاف هذه الخرب العبثية والغير مجدية والغير مبررة فقط من احل ارضاء المال السعودي الخليجي المدمر لليمن والقاتل لابناء اليمن
رغم ان الشعب اليمني صامد وصابر امام كل التآمرات ومتفوق في كل جبهات المرتزقة وكل الجبهات الحدودية مع السعودية والنصر قادم بمشيئة الله تعالي للشعب اليمني.
ونحث الأطراف السياسية والمجتمعية على تحسين علاقة اليمن بالمجتمع الدولي الذي نجد منه أقوال كثيرة عن مؤتمرات المانحين لتقديم ما يمكن تقديمه من معونات وتمويلات لمشروعات.
وأن ما يواجهة المواطن اليمني من وضع مهدد من الإرهاب والجماعات المسلحة من جهة الفقر والبطالة والمجاعة كان نتاجاً للسيطرة علي الدولة من قبل متنفذين ومسلحين ورأسماليين وهم السبب ومن أوصلونا الي ما وصلنا اليه
ومهما طالت الحرب لابد من الجلوس علي طاولة حوار وطني، إذ ينبغي أن ترتب أوتاره بشكل دقيق من خلال مشاركة كل الأطياف السياسة التي لها في الواقع السياسي قضايا أساسية سواء في القضية الجنوبية أو بقية القضايا الوطنية.
الشعب اليمني يعلق الآمال على حوار قادم وتتوقع أن تكون الأزمة الإنسانية تفوق التقارير الدولية
حيث تؤكد الأمم المتحدة ومنظمات دولية في هذا السياق، أن نصف سكان اليمن تقريبا، يعانون من أزمة غذائية، تتفاقم يوما بعد يوم، بصورة تقرب من «صومال آخر»،
على الصعيدين الإنساني والأمني. ويقول مستشار ومبعوث أمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن- في تقرير له أخير عن الأوضاع في اليمن.. إن أكثر من 10 ملايين نسمة، أي قرابة نصف سكان البلاد، يعانون من «انعدام الأمن الغذائي»..
وأكد أن نصف هؤلاء (أي 5 ملايين نسمة)، في حالة من انعدام الأمن الغذائي الشديد ويحتاجون إلى مساعدة فورية.
وكذلك هناك أكثر من 60% من الشعب يعيش دون خط الفقر وهناك أطفال يعانون من المرض لعدم قدرتهم على شراء العلاج وأطفال جياع وهناك أطفال متسولون في الشوارع وتوجد عمالة أطفال – ظاهرة أطفال شوارع وكل هؤلاء خارج المدرسة لعجز أحدهم على مواصلة تعليمهم، نتيجة الوضع، إضافة إلى أن هؤلاء الأطفال يعانون من ضعف القدرة على تحقيق الصحة والتطبيب والغذاء السليم.
من خلال اطلاعي عن ما يفوم بنشرة خبراء اقتصاديون الذي يعتبرون الوضع الحالي في اليمن مرآه عاكسة لقادم مفزع؛ إذ أنه في ظل وجود نحو نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي كثير منهم أطفال يعانون من سوء التغذية يعني ذلك أن جيل المستقبل؛ جيل غير قادر على البناء لضعف بنيته الجسمانية والمعرفية وهشاشة تحصيله العلمي الأمر الذي يعيقه عن الإسهام في بناء مستقبل بلاده..
وتشير التقارير الدولية أيضاً إلى أن أكثر من
«مليون طفل تقريباً تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية»، في حين أكدت مسؤولة أميركية أن المجتمع الدولي يتجاهل الأزمة الإنسانية في اليمن «على الرغم من مستواها يماثل تلك المسجلة في منطقة القرن الأفريقي أو الساحل جنوب الصحراء الكبرى».
وتقول نانسي ليندبورغ، مساعدة مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد) في تصريحات صحافية عقب زيارتها لليمن أخيراً، إن المجتمع الدولي يتجاهل الأزمة الإنسانية في اليمن عموما، ولم يدرج اليمن على لائحة البلدان التي تحتاج لمساعدة «وهو بحاجة إليها فعلا» وأكدت المسؤولة الأميركية، إن «مليوني شخص يحتاجون لمساعدة غذائية عاجلة»، وأن الأزمة تفاقمت بفعل النزاعات والانتقال السياسي.
الوضع الإنساني في تدهور مستمر والتحركات الوطنية والدولية لم تهتم كثيراً في كبح جماح التدهور في ظل تحذيرات محللين سياسيين من أن اليمن ما زال مهيئاً لتطورات أمنية وعسكرية، حيث يواجه المواطن اليمني الموت بسيفين؛ سيف الفقر والمجاعة وسيف الإرهاب والجماعات المسلحة والقصف بطائرات العدوان البربري علي اليمن.
ولعل القصور في بعض اداء الحكومة عن دورها الاقتصادي والامني والتنموي والمعيشي وراء تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث أصبحت الحكومة منشغلة بالجانب السياسي وهو الجانب الذي يعد من مهام كل الأطراف ومهتمة بالإقصاءات في كل المؤسسات الحكومية
وفي هذا الصدد نشددعلى ضرورة أن تتجه الحكومة نحو إنعاش الاقتصاد الوطني، حيث تمتلك اليمن موارد كثيرة ينبغي استغلالها جيداً بما يسهم في نهضة البلد تنموياً والاستفادة منها.
الأرقام التي تتضمنها التقارير الدولية حول الأزمة الإنسانية في اليمن تتحدث عن نفسها اليوم ما يقارب من مليون طفل يمني معرضون للموت بسبب الجوع، وعدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية في اليمن أكبر بثلاث مرات من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية في الصومال، ونسبة الوفيات بين الأطفال أقل من ٥ سنوات هي واحدة من أعلى المعدلات في العالم في حين يأتي اليمن الثاني عالمياً كأعلى معدل لسوء التغذية بين الأطفال أقل من ٥ سنوات.
جيرت كابيليري – ممثل اليونيسيف في اليمن- قال: “بلا مبالغة، إذا لم تتم معالجة مشكلة سوء التغذية لدى الأطفال فإن مستقبل اليمن كله في خطر”، سوء التغذية للأطفال لا يعني الجوع فقط وإنما أيضا تفشي الأمراض كما حدث في انتشار الحصبة في مارس الماضي أو شلل الأطفال وكذلك عدد من الأمراض الأخرى، ويزيد الخطورة قلة الدواء والتطعيمات.. سوء التغذية تتسبب على المدى البعيد في معوقات عقلية وجسدية لأطفال اليمن، وما يعنيه هذا اقتصادياً هو نشوء أجيال غير قادرة على العمل أو مؤهلة عقلياً وجسدياً لتنمية الدولة، طبقا للبنك الدولي فسوء التغذية يكلف اليمن ٢ـ٣٪ من ناتجها المحلي.
ويجب علي الحكومة أن تتخذ خطوات جدية وهي ما تقوم به رغم ما تواجهه الحكومة من صعوبات.
وفيما لم توجد الحلول للحصول على نتائج سريعة، على ضرورة الابتعاد عن محدودية العمق لأن الترويج للتوقعات بشأن الحصول على نتائج عاجلة تؤدي إلى إحباط المواطن وتهز ثقته بالحكومة.
وإنه وللأسف الشديد في جانب القطاع النفطي والذي يحقق موارد كبيرة جداً للدولة، وكذا في جانب الزراعه والسياحة والثروة السمكية، فإن هناك فساد مستشري والذي نراه سائداً في البلاد ألذي سيقضي على الأخضر واليابس
أن الوضع حالياً متردي كثيراً جداً وكل دول العالم تدرك أن وضع اليمن مفزع ومخيف.
الأزمة الإنسانية في اليمن معقدة وتزداد سوءا نتيجة تطور الوضع؛ فحالة العنف – نتيجة الصراع مع القاعدة أو نتيجة الصراع بين القوى السياسية وتدخل قوات خارجية وعدوانية – تسببت في تعطيل عودة ما يقارب من ٢٨٠ ألف طفل لمقاعد الدراسة – بحسب “اليونيسيف”- فمدارس الأطفال محتلة من قبل المسلحين أو النازحين من مناطق الصراع الأخرى.
وخلال الأشهر الماضية نزح عدد كبير من المواطنين من المحافظات التي فيهاالصراع ويبلغ مجموع النازحين داخل اليمن أكثر من ٤٥٠ ألف شخص. ومع ازدياد الحملات العسكرية في اليمن والصراع بين القوى السياسية تزداد وتيرة الأزمة الإنسانية في ظل التركيز الدولي الرئيسي على القضية الأمنية وإهمال الجانب الإنساني نسبياً.
وأن منظمة اليونسيف إشارت إلى سوء التغذية وسط أعداد كبيرة من الأطفال اليمنيين، كما أن منظمة “أوكسفام” البريطانية نبهت إلى المجاعة التي يمكن أن تسود في البلاد.. ونستخلص ان مستوى الفقر الحقيقي بين السكان اليمنيين ازداد بصورة كبيرة جداً بسبب الحضاري الذي تفرضه قوات التحالف الغاشم علي اليمن بقيادة حكومة ال سعود.
ويخلص المراقبون إلى أن المشكلة في اليمن تعد مشكلة نخبوية، حيث أن النخب السياسية والمجتمعية والثقافية حالياً هي ذات النخب التي جرعت الوطن مرارة الأزمات.. ولعل إدمانها على المكايدات والمزايدة هو ما جعل الشارع اليمني ينسلخ عنها لينضوي في ثورة التغيير قبل أن تلوذ هذه النخب من ويلاتها بالثورة لتعيد إنتاج نفسها من جديد..