الإصبع على الزناد .. من سيضغط ؟
شهارة نت – تحليل :
ما يجري في المنطقة منذ سنوات ست خطير جدا وهو ليس سوى حرب عالمية بالوكالة على الأرض السورية،و بعد أن باتت الأوضاع ليست في صالح من خطط تحرك البعض وخاصة إسرائيل لتأجيج الأوضاع أكثر حتى لو كانت التكلفة باهظة
وذلك عن طريق الضغط على أصحاب القرار في واشنطن بشن حرب على إيران التي يعتبرونها العدو الأكبر وهو ما أكده قادة غربيون منهم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وفق ما كشف عنه الكاتب الفرنسي فنسان نوزي عندما قال لبوش الابن: إن العدو الأول للغرب وأمريكا هو إيران ، وقول السفير الفرنسي السابق ميشال ريمبو في كتابه “عاصفة على الشرق الأوسط الكبير” بالنسبة لإسرائيل وحلفائها فإن سقوط سورية هو سقوط رمز العروبة وهذا يعني تصفية القضية الفلسطينية وتطويق إيران ، وهنا بيت القصيد ولا سيما بعد أن فشلوا بمخططهم في سورية ، وهذا لم يرق لهم ولا لمشيخات النفط في الخليج ، وبالتالي ما حققه الجيش السوري على الأرض بمساعدة الحلفاء من روسيا والمقاومة اللبنانية وإيران قلب المعادلات، وفُرض على طاولة التفاوض سواء في أستانا أو في جنيف.
هذه الإنجازات وغيرها جعلت المحور الآخر يعيد خططه كي لا يظهر بمظهر الخاسر ، وهذا ما لاحظناه جيدا من خلال تحركات الأمريكيين في الشمال السوري والدفع بمزيد من جنودهم رغم الخلاف مع أنقرة بسبب دعمها لقوات سورية الديمقراطية التي يغلب عليها الأكراد ،وابعادها عن معركة الرقة ، هذا الخلاف انعكس بالتالي على المحور المعادي لسورية وشعرت به إسرائيل جيدا إذ باتت تعي بأن تنظيف سورية والعراق من داعش لم يعد بعيدا ليدرك نتنياهو تداعياته على إسرائيل ، فكانت زيارته لموسكو للمرة الرابعة خلال ثمانية عشر شهرا ليلتقي الرئيس بوتين ويعرض مخاوف إسرائيل من مرحلة ما بعد التسوية في سورية ،أبرزها فيما يتعلق بدعم إيران لسورية وللمقاومة ، ليرافق ذلك ضغط إسرائيل على واشنطن من أجل شن حرب على إيران ، وهذا ما يؤيدها به ملوك وأمراء النفط الذين لم يعودوا يشعرون بالحرج في إظهار لقاءاتهم إلى العلن حتى انهم يؤكدون وفق وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إسرائيل ليست عدوة لهم لا بل يشاركونها رأيها في العداء لإيران وشن الحرب عليها لتبقى أجواء المنطقة في دائرة الخطر ، إلا أن الخشية الكبرى هي من سيضغط على الزناد لتفجيرها و السؤال أيضا هل يستطيعون؟ ..الجواب ببساطة لن يستطيعون لأن هناك مايسترو قويا يعلم جيدا خطورة هذا التفجير الذي قد يدمر ليس المنطقة بل العالم بأسره ، والأمور لن تكون كما كانت منذ انهيار الاتحاد السوفييتي لأن عودة موسكو والصين بقوة إلى الساحة الدولية أعاد التوازن كما كان سابقا ، ولكن كما قلنا تبقى الخطورة قائمة بسبب التحريض الإسرائيلي ،وهذا ما تحدث عنه جيدا وزير الدفاع الأمريكي ومدير السي أي أيه السابق “روبرت غيتس ” في مذكراته التي تحمل عنوان الواجب عندما قال: إن إسرائيل قد تجر واشنطن في أي لحظة للانزلاق صوب الحرب ضد إيران وحزب الله.
بالتأكيد واشنطن تعي تماما خطورة ذلك، والرئيس ترامب لم يُظهر بعد رؤيته ، كما أن وضعه الداخلي ليس على ما يرام والخشية هي التعويض عن ذلك في الخارج واتخاذ قرار شن الحرب على إيران ،ولكن هذه الحرب إن وقعت لن تكون نزهة لأن الرد الإيراني أو حتى حزب الله سيكون قويا واستعداداتهما للمواجهة كبيرة ، وتكاليف هذه الحرب إن وقعت باهظة ،والولايات المتحدة وخاصة أصحاب القرار في المؤسستين العسكرية والأمنية يعرفون النتائج الوخيمة لها لأن تشابكات طهران قوية ومتشعبة إقليميا ودوليا وتربطها مع روسيا والصين اتفاقيات عسكرية ودفاعية ، وليس هذا وحسب وإنما باتت إيران تمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة بينها القوة الصاروخية لتصبح ضمن القوى الصاروخية العظمى في العالم، وتزيد من قلق الغرب عموما وإسرائيل بشكل خاص لعدم قدرتهم على شن الحرب ضدها ، وهذا ما أدى إلى تعزيز محور المقاومة وروسيا وينعكس ذلك بقوة على الأرض للتخلص من التنظيمات الإرهابية وداعميهم وأظن أن هذا بات قريبا جدا . “