أحمد الدغامسة وسليمان خاطر بطلان قوميان في زمن كثر فيه العملاء الأندال
على طول فترة الصراع بين العرب والصهاينة وكلما زادت وتيرة التماهي مع العدو وتبني الساسة وبعض المثقفين وقادة دولنا كلما تبنوا التقارب مع العدو المحتل كانت رسالة الشعوب دوما هي الصادعة برفض التطبيع مع الاحتلال،
المقاومة لما يتبناه حكامنا الذين ربطوا مصالحهم واستمرار بقائهم على رقابنا بتوطيد علاقتهم بالغرب المنافق، وربيبته اسرائيل العنصرية المجرمة وهي تنتهك الحرمات وتهين المقدسات وتعتدي على الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم.
في كل مرحلة من مراحل حياتنا يبرز أبطال مجاهدون يرفعون رأس أهلهم بل وأمتهم كلها يوقوفهم في وجه الاحتلال ، وكثيرون هم المجاهدون لكننا نشير اليوم الى اثنين منهما يربط بينهما انهما معاً جنود في القوات الأمنية لبلديهما ، ويعني هذا ضرورة التزامهما بالسياسة العامة التي تقررها دولهما باعتبارهما جنديين يفترض فيهما الضبط والربط والطاعة والابتعاد عن الاجتهاد وعدم مخالفة ما تتبناه مؤسستيهما ، والشيء الثاني كون بلديهما مرتبطين بعلاقات مع كيان العدو ولهما اتفاقيات مع دويلة الاحتلال مما يعني انهما ضمن أدوات تنفيذ هذه الاتفاقيات كل في مكانه ، لكنهما تمردا على هذا الامر وانتصرا في لحظة صدق مع النفس الى وطنيتهما ولم يعبآ بأنظمتهما السياسية ولم يباليا بما يمكن ان يؤدي اليه فعلهما من عقوبة تقع عليهما طالما انهما اقتنعا انهما يؤديان عملا راياه صحيحا، لذا فهما من مفاخر الأمة في وقت يتسابق فيه الحكام الخونة وكثير من العملاء المنبطحين الى التنسيق مع العدو الغاصب، ويجب على كل عربي أن ينظر اليهما بإكبار واجلال يستحقانه .
انهما البطل الاردني الجندي في جيش بلاده أحمد الدغامسة الذي لم يقبل استهزاء الصهيونيات بشعائره وسخريتهن من دينه وضحكهن على صلاته فافرغ فيهن نيران رشاشه واهلك منهن سبع وجرح أخريات ، وبدل أن يتم تكريمه في بلاده باعتباره مجاهدا مدافعا عن الدين رافضا لصلف الصهيونيات فاذا بحكومته تجرده من رتبته العسكرية وتطرده من الخدمة ، وليس هذا فحسب بل يتم الحكم عليه بالسجن لعشرين عاما ، ويطير العاهل الاردنى الى كيان العدو معزيا معتذرا عن فعلة الجندي البطل محاولا التخفيف على العوائل الصهيونية وحكومتهم ، وتستمر الحكومات الاردنية المتعاقبة على رفض الطلبات المتواصلة باطلاق سراحه ولكن طالما ان ذلك فعل لايرضى اسيادهم في فلسطين المحتلة ومن خلفهم الغرب المنافق بمختلف دوله فان البطل الدغامسة يبقى في السجن الى انتهاء محكوميته رغم اصابته بعدد من الامراض وهو في المعتقل ، ويخرج عزيزا كريما مرفوع الراس وتحتفي به عشيرته وبلده بل كثير من الأحرار في العالم يكرمونه ويعتزون بما اقدم عليه ، وأجمل ما رافق الاحتفال به وهو يخرج من حبسه تصريحاته لبعض الفضائيات بانه ليس نادما على ما فعل وان القتيلات يستاهلن ما جرى لهن ، وتاكيده أنه لا يخشى اسرائيل وسيظل يراها عدوا محتلا غاصبا غريبا عن جسد الامة، وسياتي اليوم الذي يتم طردهم وتحرير الأرض وارجاعها لأهلها
موقف مشرف وارادة صلبة جبارة تستحق الاشادة بها ودعمها، وهي بالفعل رد عملي على المنادين بالتطبيع والتواصل مع العدو الغاصب الساعين الى وأد راية المقاومة وتجريمها والتآمر عليها، وسيخيب مسعاهم ويؤوبوا بالخيبة والخسران
والثاني هو البطل المصري الشهيد سليمان خاطر الذي وقف رافعا سلاحه على حدود بلاده مع فلسطين المحتلة، ولما اقتربت مجموعة من قطعان المستوطنين من موقعه صرخ فيهم طالبا الوقوف فلم يابهوا لكلامه فكرر عليهم ماقال وهم لا يبالون بل يتقدمون نحوه ساخرين من صراخه بوجوههم ، فأطلق نارا في الهواء محذرا لهم ان اي خطوة منهم باتجاه ارضه وتدنيسها تعني موتهم فاعتبروه غير جاد ومضوا غير ملتزمين بتوجيهه لهم فما كان من البطل الا ان فتح فيهم نارا واسقط سبع منهم قتلى وجرحوا آخرين وذهب البطل الى السلطات وسلم نفسه وكما حدث مع البطل الاردني لم يتم تكريم المصري أو الاحتفاء بفعله البطولي باعتباره مدافعا عن ارض بلاده رافضا ان تدنسها قطعان المستوطنين لكن حكومة الرئيس المخلوع حسنى مبارك التي تقيم علاقات مع العدو الغاصب ويرفرف علمه في القاهرة كما في عمان حاكمت البطل سليمان خاطر ، ويقول أهله انه في سجنه طلب منهم تزويده بكتب وكان ينوي الاستعداد لمواصة دراساته العليا في القانون من حبسه ولكن يبدو ان الصهاينة لم يعجبهم أن يظل البطل حيا فأوعزوا الى عملائهم بضرورة التخلص منه، وبالفعل اعلنت السلطات انه انتحر في سجنه وهوما لم يصدقه أى شخص، وذهب البطل من الدنيا رافعا راسه مشرفا اسرته وبلده بل وأمته كلها وبقي الطغاة من بعده يعيشون ذل العمالة لاسرائيل حتى اذا حانت لحظة التخلص منهم والاستغناء عن خدماتهم لفظهم أسيادهم وكرهتهم شعوبهم وهذه سنة الحياة اذ ان الخلود دوما للابطال الصادقين مع انفسهم العاملين على الدفاع عن القيم والحقوق
سيبقى الشهيد خاطر والبطل الدغامسة وغيرهما من مجاهدي الامة نجوما زاهرة تضيئ دروب السائرين على طريق رفض التطبيع والتواصل مع العدو الغاصب، وهم الذين يقتفى اثرهم في كل فترة المجاهدون الى أن يتم تحرير الارض المغتصبة وطرد العدو المحتل وعملاءه من بنى جلدتنا وليس ذلك ببعيد