الحرب على اليمن .. والخيارات المتاحة أمام السعودية للخروج من المستنقع اليمني
شهارة نت – متابعات :
تدخل الحرب التي تشنها السعودية مدعومة من قبل الإدارة الأمريكية على اليمن عامها الثالث ، دون ان تحقق أي من اهدافها التي أعلنتها بداية ما سمي حينها بـ ” عاصفة الحزم ” لاستعادة الشرعية في اليمن.
حاولت السعودية وحلفائها في الداخل تحقيق انتصار عسكري ، بناءً على وعودات وتطمينات حزب الاصلاح والمجموعات المسلحة بتحقيق الانتصار ، واستعادة ما يسمى بالشرعية من أيدي الانقلابيين ، إلا أن تلك الأمال تبخرت تماما بعد فشل المراهنة على انشقاق واشتباك داخلي بين تحالف حزب المؤتمر وأنصار الله .
القيادة السياسية لحزب المؤتمر وانصار الله ، كانت اكثر وعياً ومعرفة بكل المحاولات التي استهدفتهما ، ورغم كل الجهود التي بذلها الاعلام الموالي للسعودية الساعي لزرع الفتنة والتفرقة بين الحليفين ” المؤتمر وأنصار الله ” ، إلا أنه فشل وكان الرد على تلك المحاولات يأتي دوماً على لسان أعلى سلطة قيادية بالطرفين وهما الرئيس السابق علي عبدالله صالح والسيد عبدالملك الحوثي .
لا أفق لانتصار التحالف السعودي وحلفاءه في اليمن ، وبات الاستمرار في العدوان هو إصرار على السقوط أكثر في المستنقع اليمني ، وزيادة في الخسائر الكبيرة التي لا تتوقف ساعة واحدة في مختلف الجبهات ، تزامناً مع انهيارات كبيرة في صفوف القوات الموالية للسعودية في مختلف الجبهات .
الانهيارات في الجبهة الداخلية لحلفاء السعودية ، تتزامن مع انهيارات هي الاكبر بجبهات الحدود في صفوف الجيش السعودي بمناطق جيزان ونجران وعسير ، وبات زمام الميدان في الحدود بأيدي الجيش اليمني واللجان الشعبية ، الذين نجحوا في نقل المعركة الى العمق السعودي ، في ارتداد طبيعي للعدوان على اليمن ، وإفشال المساعي السعودية بحصر المواجهات على الأرض اليمنية .
وتشير تقارير غربية متطابقة أن السعودية تعرضت لخسائر وهزائم كبرى ، لم تتعرض لها منذ عشرات السنين ، وأنها حتماً تسير بسرعة نحو الانهيار والاختفاء من الخارطة الإقليمية أذا أصرت المواصلة في العدوان ، خصوصاً انه لا أفق نهائيا في تحقيق أي انتصار على الجيش واللجان الشعبية بعد مرور هذه المدة ، واستمرار المفاجئات التي يكشفها الجيش اليمني عبر ذراعة الصاروخي يوماً بعد يوم .
الخسائر في الجبهة الداخلية لا تتوقف رغم الآلة العسكرية التي يمتلكها حلفاءها ، والجيش السعودي لا يستطيع استعادة المناطق التي يسيطر عليها رغم المحاولات الكبيرة التي ينفذها بين الحين والآخر ، إضافة إلى ان مواقعه لا تزال تسقط بأيدي الجيش واللجان الشعبية يوماً بعد يوم ولا تعرف السعودية أين يمكن أن يتوقف الجيش اليمني واللجان الشعبية إذا ما استمرات بعدوانها .
التقارير ذاتها أجمعت أن الخيارات السعودية في الحرب على اليمن باتت محدوده بخيارين ، إما الاعتراف بالهزيمة ومحاولة التصالح مع اليمنيين بأي ثمن ، والتفاعل الجاد مع أي مساعي للسلام للخروج من مستنقع اليمن والحفاظ على ما تبقى من وجودها كدولة في المنطقة ، أو الاستمرار في الخيار الآخر ” الحرب ” والسقوط في المستنقع اليمني ، وبذلك تكون السعودية وحدها أختارت طريقة نهايتها المؤلمة وربما يكون ذلك هو الطريق الأقصر لإنهيار ونهاية الحكم لأسرة آل سعود في المنطقة.