اليمن والطريق الى السلام
لم تتوقف الجهود الداعية للسلام لحظة ، منذ بدء العدوان على اليمن ، سواءً كانت من الأطراف التي دعمت السعودية في بداية العدوان ، لمحاولة إخراجها من المستنقع اليمني بعد الإخفاقات والهزائم التي تعرض له تحالفها
وحتى تنأى بنفسها من أي ارتدادت سلبية نتيجة اخفاقات الميدان ، أو من تلك الدول التي لم تتوقف عن مساعي تحقيق السلام الفاعل في اليمن ووقف العدوان والحصار على اليمنيين ” سلطنة عمان أنموذجاً ” .
السلام في اليمن ليس مستحيل ، لكنه مرهون باعتراف السعودية بهزيمتها وإقرارها بفشل التحالف ، وأن لا عودة للهمينة والاستحواذ على قرار ومقدرات اليمنيين ، والإقرار بأنه بات من الماضي الذي لن يعود ، ومعرفة أن توريطها في المستنقع اليمني يستهدفها قبل أن يكون تحالف لعودة ما يسمى بالشرعية الدستورية باليمن .
العناد السعودي والتدخل الأمريكي في مراحل المفاوضات السابقة كان سبب في فشلها ، إلا أن هناك فرصه حقيقة لتحقيق السلام ، وتعويض اليمنيين عن الخسائر التي تعرضت لها بلادهم بسبب العدوان ، وإطلاق سلام شامل تشترك فيه كل الأطياف اليمنية دون استثناء أو شروط مسبقة .
هناك أمل محدود في التحرك الحالي بمشاركة عمانية ، لإنهاء الحرب على اليمن ، وتحقيق السلام العادل لكل اليمنيين ، بعيداً عن الوصاية السعودية والأمريكية خصوصا في ظل تنامي الدور الروسي والصيني في المنطقة ، من خلال مساعي الرباعية الدولية ، إن صدقت تلك المساعي واقتنعت أن أمل في تحقيق أي انتصار سعودي امريكي على الجيش اليمني واللجان الشعبية المتميز باتساع الحاضنة الشعبية والداعمة له لدى غالبية اليمنيين جتى في تلك المناطق التي تزعم السعودية تحريرها من سيطرة ” الانقلابيين ” .
ويرى مستشار ” عبد ربه منصور هادي” عبدالعزيز المفلحي، أن اجتماعات اللجنة الرباعية في برلين، ستعمل على تحقيق الاستقرار وعودة الدولة بكامل مؤسساتها وتواصل العملية السياسية الانتقالية حسب تعبيره .
وكشف دبلوماسي بريطاني أن اجتماع الرباعية بالإضافة إلى سلطنة عمان الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن الاثنين بحضور المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد ناقش جهود الأمم المتحدة وعملية السلام في اليمن، إلى جانب دعم المبعوث الأممي نفسه، وبحث الوضع الإنساني وإيقاف الحرب في اليمن .
وأوضح الدبلوماسي البريطاني أن الاجتماع كان على مستوى سفراء كل من (الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية، الإمارات، سلطنة عمان) في اليمن، مبيناً أن النقاش كان في أمور تفصيلية تمهيداً لعرضها على الوزراء في اجتماع قادم.
وأضاف: «من أبرز المواضيع التي نوقشت في الاجتماع جهود الأمم المتحدة وعملية السلام، ودعم المبعوث الأممي وهذا موضوع هام جداً، كذلك بحث السفراء الوضع الإنساني في اليمن، وكيف يمكن المساعدة في تحسن الأمور».
ووفقاً للدبلوماسي البريطاني فإن جهود الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار مستمرة ولن تتوقف، وهي تناقش في جميع الاجتماعات، لافتاً إلى أن السفراء بلا شك سيتطرقون لهذا الموضوع خلال اجتماعهم.
وكان الناطق باسم المبعوث الأممي لليمن قال إن الاجتماع سيبحث تسوية الأزمة وفق ما توصل إليه ولد الشيخ من خلال لقاءاته الأخيرة مع مسؤولين يمنيين وخليجيين.
وفي سياق متصل .. قال الجنرال الأميركي جوزيف فوتبل في استطلاع صحفي أجرته مجلة Breotbart المتخصصة بالشؤون العسكرية ، حول مشاركة البحرية الأميركية في تقديم دعم لوجيستي للحرب على اليمن .. ان النصر في هذه الحرب أصبح صعب المنال ، مشيرا الى أن المشكلة لا تكمن فيي ضعف الكفاءات العسكرية التي تقاتل اليمنيين ، بل في عقيدتهم القتالية الضعيفة والمهزوزة ، مقابل قناعة المقاتلين اليمنيين بالتضحية ومقاومةة الحرب عليهم رغم الفارق الكبير في السلاح والتكنولوجــيــا العـسكرية والأموال .
وكشف جوزيف فوتيل النقاب عن أن المقاتلين اليمنيين تمكنوا أثناء الحرب من إسقاط طائرة أميركية تصل قيمتها الى 70مليون دولار ، وقتل قائد فذ في البحرية الامريكية.
ومن هنا يبدو أن جهود تحقيق السلام في اليمن هذه المره اكثر جدية ، ودائرة الاعتراف بفشل وهزيمة التحالف السعودية بدأت في اتساعها خصوصا في الشارع الغربي ، تزامناً مع تزايد الحديث عن جرائم حرب ترتكبها السعودية بحق اليمنيين ، لكن لا يمكن الجزم بنجاحها ولعل الأيام القادمة كفيلة بكشف ما ينتظره اليمنيين حول إنهاء العدوان على بلادهم .
الشعب اليمني لا يكره السلام وهو أولوية بالنسبة لفريق الداخل اليمني ” انصار الله – حزب المؤتمر ” في مشاورات ومفاوضات السلام ، بما يحقق السيادة الكاملة لليمنيين ، ويرفع الحصار ووقف العدوان على بلد يعاني من الفقر وتدني البنية التحيتة قبل العدوان عليه ، لكن اليمنيين لن يقبلوا بسلام المهزمين الذي لا يحقق لبلادهم السيادة في القرار والثروة والاستقلال في البناء والتنمية .. والأيام بيننا .