بلدة العوامية تبقى صامدة في وجه طغيان الكيان السعودي
شهارة نت – العوامية :
ليس من المفاجئ أن تجتاح قوات الكيان السعودي الإرهابية بلدة العوامية الصامدة ، وليس غريباً أن يستهدف مرتزقة بني سعود سكان البلدة الآمنين في بيوتهم
فالأمر أصبح مألوفاً لدى العامة ، لما تحمله العوامية من معاني تنطوي على مبادئ ثورية آمن بها جميع أهالي المنطقة ، التي أصبحت محط ظلم وتعدي حكام بني سعود ، بسبب رفض المنطقة لدنس النظام السعودي.
فهي ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي تعصف رياح ذخيرة أسلحة القوات الإرهابية السعودية بأحياء العوامية وغيرها من بلدات منطقة القطيف ومنازلها ، مسببة مقتل وجرح الأهالي .
ففي يوم السبت 11 مارس/آذار 2017 ، اجتاحت قوات إرهابية تابعة لوزارة داخلية الكيان السعودي بلدة العوامية ، مستهدفة حي المسورة الواقع في القسم القديم من البلدة والذي يعود تاريخ بناء كثير منازله إلى 400 سنة تقريباً ، ويعتبر من الأحياء التراثية القيمة .
لقد ساومت سلطة الكيان السعودي ساكني الحي بالرحيل عنه مقابل أسعار إخلاء بخسة جداً ، وبين تهديم البيوت ، إلا إن السكان سبق وان رفضوا العرض لتعلقهم بحيهم التاريخي وما يحملونه من ذكرياته ، و باعتبار إن الأسعار التي عرضت عليهم لا يمكن بها شراء قطعة أرض ، مما اضطر إلى قيام بعض العوائل التي أجبرت على الإخلاء إلى السكن لدى أقاربهم ، أو في بعض المساجد والحسينيات.
وعلى أثر رفض بعض العوائل ترك بيوتهم ، قامت قوات الإرهاب السعودية بمهاجمة الحي مستخدمة أسلحة متوسطة تستخدم عادة في المواجهات العسكرية والتي من ضمنها قاذفات (أر بي جي 7) ومقذوفات لرشاشات ثقيلة.
أدى الهجوم إلى جرح عدد من ساكني الحي ، وتدمير بعض المنازل ، وتدمير أكثر من 28 سيارة ، واستشهاد الفتى (وليد طلال علي العريض) البالغ من العمر 16 عاماً.
سارعت وزارة داخلية الكيان السعودي بإصدار بيان كذبت فيه كعادتها ، وقالت (بأنها كانت تتعقب بعض المطلوبين أمنياً في الحي ، حينما تعرضت إلى إطلاق نار كثيف من الحي ، مما اجبرها على الرد ، وإصابة الفتى وليد طلال علي العريض) والتي (ادعت انه مطلوب أمنياً ) حسب تعبير البيان ووفاته في المستشفى ، ومن ثم اختطاف جثمانه الطاهر من المستشفى من قبل عناصر تلك القوات ، حيث لم يتم تسليم جثمانه لأهله لحد اليوم.
ووصف البيان الفتى وليد بأنه من (العناصر المجندة والمدربة على استخدام الأسلحة لاستهداف رجال الأمن) ، وهي تهمة تقوم عادة السلطة بإلصاقها بضحايا الاعتداءات ، وذلك للتخلص من تبعة القتل العمد للمدنيين الأبرياء.
من المعلوم ومن المنطقي بان الشهيد (وليد العريض) فتى لم يتجاوز السادسة عشر من العمر ، ولا يمكن لمثله أن يجند ويدرب لاستهداف قوات النظام (الأمنية) ، كما انه يسكن مع عائلته في حي المسورة ، وليس في منزل مهجور .
لا زال الإرهاب الحكومي يضرب بإطنابه في المنطقة الشرقية من البلاد والتي يغلب على أهلها التشيع لأهل البيت عليهم السلام وهذا ما يجعل من الكيان السعودي ان يضيق ذرعاً بالمواطنين الذين لا ينتمون إلى الفكر التكفيري للنظام السعودي ، الامر الذي يجعل جميع الشيعة في شبه الجزيرة العربية في دائرة الشك بعدم الولاء للوطن .
قبل تاريخ هذا الحدث بيومين ، في يوم الخميس 9 مارس/آذار 2017 ، قامت قوة إرهابية سعودية تستقل سيارة مدنية مصفحة نوع (بي أم دبليو BMW) بصدم سيارة الشاب (مصطفى علي المداد ، 26 عاماً) حين خروجه بسيارته من منزله في حي الكويكب بمدينة القطيف ، ومن ثم قامت بإطلاق الرصاص وبكثافة عليه مما أدى إلى استشهاده في الحال .
والشهيد مصطفى المداد، ناشط وناقد، ساهم في العديد من الأنشطة الاجتماعية وشارك في العديد من المسيرات السلمية في القطيف التي طالب فيها المحتجون بحقوقهم المشروعة التي غيبها الكيان السعودي من خلال ممارسته لسياسة التمييز الطائفي البغيضة وانتهاكه لحقوق المواطنين في شبه الجزيرة العربية.
والشهيد المداد هو الآخر قد اتهم من قبل سلطة الكيان السعودي بأنه (مطلوب أمنياً و متورّط في ارتكاب عددٍ من الجرائم الإرهابية ضدّ مواطنين ورجال أمن وممتلكات عامة وخاصة) حسب بيان وزارة داخلية الكيان السعودي.
و الشهيد مصطفى المداد هو شقيق الشهيد (عبد الله علي المداد) الذي اغتالته قوات أمن الكيان السعودي عام 2014 مع ثلة من رفاقه ، منهم (الشاب رضا البندري ؛ الطفل ثامر حسن علي آل ربيع ؛ الشاب علي عبد الله حسين ابو عبد الله ؛ الشاب حسن علي المصلاب) .
ان مواطني الجزيرة العربية من شيعة أهل البيت عليهم السلام ، رفضوا ، ويرفضون حكم بني سعود الفاقد للشرعية ، وتأبى أنفسهم ان يكون حكام أرض الحرمين من غير اهلها ، فلذا ستبقى الانتفاضة مستمرة ، والحراك لن يهدأ .
نحن في لجان الحراك الشعبي في شبه الجزيرة العربية نعبر عن سخطنا وتنديدنا لسقوط شهداء آخرين ، ونطمأن أهلنا وشعبنا في شبه الجزيرة العربية بأننا لن يصيبنا اليأس ، ولن نفتر عن مقارعة الظالم ، الى ان يسقط ، بإذن الله تعالى ، وما النصر إلا من عند الله .
عضو تيار الحراك الشعبي في شبه الجزيرة العربية
الثلاثاء 15 جمادى الآخرة