السياحة اليمنية.. حضور قوي في معرض إيران رغم العدوان
شهارة نت – تقرير / معين الصيادي
عامان واليمن أو ما عرفت في مشارق الأرض ومغاربها بـ (العربية السعيدة)، تنام على دوي صواريخ تطلقها مقاتلات العدوان من الجو، وتصحو على أزيز صواريخه التي أطلقت من البوارج الحربية المحتلة للبحر، وبين هذا وذاك تتهاوى المآذن والمدن التاريخية والمواقع والمعالم الأثرية والمنشآت السياحية، وتتساوى بالأرض عشرات المنشئات الحكومية والخاصة، مصحوبة بصراخ الأطفال والنساء والشيوخ الذين يتم جمع أعضاؤهم المبعثرة من تحت الأنقاض وكأن المشهد فيلم سينمائي ليس إلا…
بضعة أيام تفصلنا عن إعلان دقات جرس الثانية عشر ليلا كموعد انتهاء العام الثاني للعدوان الغاشم، والولوج في العام الثالث على التوالي، هذا واليمن السعيد يقبع تحت وطأة عدوان عسكري همجي خارجي تشارك فيه سبعة عشر دولة بقيادة المملكة العربية السعودية وبدعم عسكري ولوجيستي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، صوّب هذا العدوان فوهة مدفعه نحو كل منشأة عامة أو خاصة، مدينة تاريخية وموقع أثري ومنشأة سياحية، جسر وسوق عام، صالة أفراح وعزاء…إلخ.
نزعة الحقد والدمار التي صارت تترك بصماتها ما بين الساعة والأخرى في أرجاء المدن والقرى، اتسعت مساحتها منذ الساعات الأولى، حينما تسرب هرمون الانتقام والوحشية إلى جميع مفاصل العدوان، وتم إعلان حضر (بري – بحري – جوي)، جعل اليمن (الأرض والإنسان) في معزل عن العالم، الأمر الذي جعل كل يمني صامد على تربة الوطن يعض على العزة والكرامة بنواجذ الصمود والشموخ، مستميت على فتح ثغرة للنور في عرض الجدار الذي شيده الغازي ومن تحالف معه، إنه الإنسان اليمني الذي تجلت صور حريته في قصيدة أديب اليمن وشاعرها الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح حين قال: (الصمت عار/ الخوف عار/ من نحن؟؟ عشاق النهار/ نحيا/ نحب/ نخاصم الأشباح/ نحيا في انتظار.. سنظل نحفر في الجدار/ إمّا فتحنا ثغرة للنور/ أو متنا على وجه الجدار…) هذا هو لسان حال كل يمني غيور على وطنه، عمل جاهدا على اقتناص كل فرصة تسنح له كي يوصل من خلالها رسالته إلى شعوب العالم ويعرف العالم بما تعرض ويتعرض له، عبر مختلف الوسائل والطرق التي برز من جملتها، وسائل الإعلام بأنواعها، الوقفات الاحتجاجية والمسيرات والمناشدات وغيرها التي نفذت وتنفذ بين الحين والآخر داخل اليمن أو خارجه…
طعنة في الخاصرة
الحضر البري والبحري والجوي الذي أعلنه تحالف العدوان الذي تقوده المملكة العربية السعودية، منذ بدء العدوان على اليمن في مارس 2015م، شارف على الولوج في عامه الثالث دون توقف، وهو ما أصاب وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي، – كغيرها من القطاعات الاقتصادية اليمنية – بشلل كلي، حرمها من مشاركتها في المعارض الدولية المختصة بالسياحة، بعد أن كانت تشارك سنويا في أكثر من ثلاثة عشر معرضا دوليا تقريبا، تشارك فيه مئات الدول، وآلاف الوكالات والشركات السياحية، العربية والأسيوية والأوروبية وغيرها، تقوم بالترويج لحضارتها وتاريخها وبيئتها وثقافتها ومنتجها السياحي… كان هذا العدوان بمثابة طعنة في خاصرة القطاع السياحي في اليمن كبده خسائر بأكثر من 6.379 مليار دولار.
وجه العدوان القبيح
بينما باشرت وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي، منذ اللحظة الأولى بتشكيل فريق لمتابعة ورصد جرائم العدوان السعودي الأمريكي في حق القطاع السياحي أولاً بأول، ودانت كل جرائم العدوان التي استهدفت المدن التاريخية والمواقع والمعالم الأثرية والمنشآت السياحية، ساعيةً إلى كشف القناع عن وجه العدوان القبيح، حيث أقامت عدت ندوات وفعاليات ومشاركات ووقفات احتجاجية محلية وخارجية، من بينها ندوة بعنوان (آثار العدوان على القطاع السياحي)، فعالية (السياحة صمود رغم العدوان)، ووقفة احتجاجية في مدينة صنعاء القديمة, وقفتين أمام مكتب الأمم المتحدة, وقفة في مدينة كوكبان التاريخية, وقفتين أمام مكتب الأمم المتحدة…، بالإضافة إلى إصدار صحيفة باللغتين العربية والإنجليزية، وفي الوقت الذي تمادت قوات العدوان في استهدافها للهوية والتاريخ والسياحة اليمنية ومنشآتها, فإن امتلاك العدوان لآلة إعلامية ضخمة مكنه من تزييف الحقائق والتشويش على دول وشعوب العالم، والمنظمات الدولية من جملتها السياحية والمهتمة بالتراث العالمي، وبالرغم من كل ذلك، لم تقف الوزارة والمجلس مكتوفة الأيدي حيث ظلت تسعى إلى البحث عن أية فرصة تمكنها من المشاركة خارجيا، كي تستطيع من خلالها نقل الحقيقة بالصوت والصورة، وإيصال رسالتها إلى الخارج بشتى الطرق، حيث استطاعت أن تقيم أكثر من فعالية خارجية بينها إقامة فعالية في الجزائر، بالإضافة إلى المشاركة في معرض طهران الدولي العاشر للسياحة 2017م الذي أقيم خلال الفترة (6-9) فبراير المنصرم، وهذا المعرض يعد واحدا من أهم المعارض السياحية الدولية، والذي شاركت فيه كبريات الدول السياحية, ومن بين الدول التي حضرت المعرض: تركيا من خلال عدد من الشركات والمنتجعات والفنادق ثم أرمينا وتايلندا وماليزيا وسنغافورا وأندنوسيا وجزر الملديف والفيتنام والصين وكوريا الجنوبية وفرنسا وعمان وإيطاليا وسويسرا وأذربيجان والجبل الأسود وألمانيا وإسبانيا و قزاخستان وطاجكستان والهند وأكثر من 3000 ألف شركة سياحية من حول العالم.
محاولة استهداف
وخلال مشاركة مجلس الترويج السياحي في معرض طهران السياحي تم التباحث مع الإعلام والعاملين في مجال السياحة والدول المشاركة في المعرض فيما يخص تقوية العلاقات بين اليمن والدول المستهدفة.
وتم عقد اللقاءات المباشرة مع مختلف الوسائل الإعلامية، وإطلاع الإعلام الإقليمي والعالمي بحقيقة الوضع السياحي في اليمن والعمل على نقل حقيقة ما يعانيه القطاعان السياحي والأثري جراء العدوان.
كما تم الترويج للمنتج السياحي اليمني ومحاولة استهداف أكبر شريحة من الشركات المصدرة للسياح، وبما يضمن إدراج اليمن كمقصد سياحي ضمن البرنامج السياحي المستهدف لكل دولة منظمه ومصدّره للسياح، وتقديم المعلومات والبيانات للمشاركين وتزويدهم بكافة الوسائل الترويجية من إصدارات مختلفة تروج لليمن بمختلف اللغات.
كما تم توزيع مئات المطبوعات الترويجية التي تنوعت ما بين برشورات وكتب ومجلات سياحية بالإضافة إلى عرض فيلم وثائقي كشفت حجم الدمار والخسائر التي ألحقتها قوات تحالف العدوان السعودي الأمريكي بالقطاع السياحي في بلادنا، كما تم توزيع دليل الأماكن التي استهدفها العدوان وقائمة الشركات السياحية.
إلى ذلك عقد وفد بلادنا المشارك في معرض طهران عدة لقاءات مع مختلف وسائل الإعلام التي غطت فعالية المعرض والتي سلطت الضوء على اليمن وما يتعرض له من عدوان بأقل كلفة ممكنة على هامش فعالية المعرض.
في الوقت ذاته زار الكثير من الزوار الجناح اليمني المشارك في المعرض, وكانوا من مختلف البلدان بينهم إيطاليين وأتراك وأذربيجانيين وروس ويابانيين وكوريين وإسبانيين وصينيين وهنود ومغاربة وسوريين ومصريين وغيرهم، قدمت لجميعهم القهوة اليمنية والكثير من الكتب والبرشورات المعرفة بالسياحة اليمنية, وقد أعربوا عن سعادتهم الغامرة لمشاركة اليمن لما تزخر به من إرث حضاري وتاريخي وسياحي.
من جانبه قدم وفد بلادنا المشارك في المعرض شرحا مفصلا للزوار تضمن المكانة التاريخية والسياحية والثقافية التي تكتنزها اليمن، بالإضافة إلى إطلاعهم على الاستهداف الممنهج الذي تعرض له التاريخ والسياحة اليمنية من قبل قوات تحالف العدوان السعودي الأمريكي الأمر الذي قوبل بإدانة واستنكار شديدين من قبل الزوار.
يشار إلى أن جناح اليمن المشارك في معرض طهران حظي بزيارة مئات الشركات السياحية من مختلف بلدان العالم والتي كانت مشاركة في ذات المعرض.