مجلة سويدية : مشروع “كلمة” يعالج الجفاف الثقافي الناتج عن غياب الترجمة
أبرزت مجلة “دي آي كيه فورم” السويدية في عددها الأخير الدور المهم الذي يقوم به مشروع “كلمة” للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مد الجسور بين الثقافات العالمية وإحياء حركة الترجمة في منطقة الشرق الأوسط? وخصصت المجلة السويدية موضوع غلافها لمشروع “كلمة”? وجاء الموضوع بعنوان: مشروع “كلمة” يسعى لمد الجسور بين الثقافات”.
وقالت: “إن “كلمة” جاء للتغلب على الجفاف الثقافي الذي سببته محدودية عدد الكتب الأجنبية التي ترجمت إلى العربية في القرون الأخيرة”? مضيفة بأن المشروع يهدف إلى بناء الجسور الثقافية وإحياء تقاليد الترجمة الشرق أوسطية العريقة.
واستعرضت المجلة تاريخ المشروع? مبدية استغرابها من أن يبلغ عدد الكتب المترجمة إلى اليونانية وفق تقرير أممي صدر عام 2005 خمسة أضعاف مثيلاتها المترجمة إلى العربية على الرغم من أن الناطقين بالعربية يشكلون عشرين ضعف الناطقين باليونانية في العالم? وأكدت أن “كلمة” يندرج في سياق “استراتيجية إماراتية كبرى” وأن ترجماته تميزت بدقتها وجمال تصميمها وكثرة عددها? إذ وصل عدد إصدارات المشروع منذ انطلاقته في العام 2009 إلى أكثر من 500 كتاب”.
وأوضحت المجلة بأن مواضيع الترجمات تضمنت كتبا?ٍ أدبية كلاسيكية? ونصوصا?ٍ أدبية وشعرية? وكتبا?ٍ في الفلسفة وعلم النفس? والعلوم الاجتماعية? والفنون والألعاب الرياضية? والتاريخ والجغرافيا وكتب السيرة? وكتبا?ٍ للأطفال من شتى اللغات? لافتة?ٍ إلى أن “كلمة” غدا بمثابة مركز للترجمة والنشر? ويتم توزيع إصداراته من الكتب على أكثر من 500 ناشر في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا.
وسلطت المجلة الضوء على الطريقة التي يسعى بها “كلمة” إلى إثراء المكتبة العربية? وتعريف القارئ العربي بأفضل الكت?اب العالميين? وإحياء تقاليد الترجمة العريقة في المنطقة? واصفة المشروع بأنه يسعى إلى إعادة العصر الذهبي للحضارة العربية والإسلامية? وكونت المجلة رأيها هذا بناء على حديث الدكتور علي بن تميم مدير المشروع عن “بيت الحكمة” في بغداد ووصفه لها بأنها كانت القلب النابض للفكر والتنوير في العصر الذهبي الإسلامي? ومؤسسة ثقافية ومركزا?ٍ للترجمة تزخر مكتبتها بأهم الترجمات في العالم? واستلهمت المجلة من حديث بن تميم قولها بأنه من بيت الحكمة استل “كلمة” عصاه السحرية التاريخية.
وتطرقت المجلة إلى الصعوبات التي واجهها مشروع “كلمة” في بدايته? إذ لم تكن تتوفر لديه قاعدة بيانات للمترجمين المحترفين? ولكنه اليوم وبعد مضي نحو ثلاث سنوات على تأسيس المشروع بات يمتلك قائمة تضم نحو 500 مترجم محترف من شتى أنحاء العالم? الأمر الذي ساهم في دعم المترجمين العرب? كما أشارت المجلة إلى العلاقة المتينة التي بناها المشروع مع دور النشر الأجنبية والمؤلفين الأجانب من خلال اتفاقيات حقوق النشر التي تم إبرامها معهم.
وخاضت المجلة في تفاصيل دورة العمل لترجمة كل كتاب? موضحة أنه بعد انتهاء المترجم من عمله في ترجمة الكتاب? يقوم المشروع بإسناد ترجمته إلى شخص ضليع بالترجمة ليتولى مراجعة الترجمة وتنقيحها وتحريرها? ومن ثم يتم تحويلها إلى التدقيق اللغوي لدى أشخاص متمرسين في قواعد اللغة العربية? ونقلت عن بن تميم قوله: “كتبنا عالية التكلفة لأنها تتطلب جهودا?ٍ كبيرة في ترجمتها وطباعتها بشكل لائق”.
وحتى تاريخ كتابة المجلة لهذا المقال? ترجم “كلمة” كتابا?ٍ واحدا?ٍ فقط عن اللغة السويدية هو “راسموس والمتشر??د” لأستريد ليندجرين بالتعاون مع “دار المنى للنشر”? ولكن وفقا?ٍ لأحدث الأخبار المتداولة عن المشروع? أصدر “كلمة” على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي عقد مؤخرا?ٍ? ديوان شعر عن اللغة السويدية بعنوان: “عالم جونار إيكيلوف”? للشاعر السويدي الحداثي الأهم? في القرن العشرين جونار إيكيلوف? وقام بترجمة الكتاب الدكتور صالح العويني.
وحول انتقاء الكتب الأدبية المناسبة للترجمة? نقلت المجلة عن بن تميم بأنها مهمة صعبة? لأن سياسة المشروع تسعى إلى تحقيق التوازن بين الكتب الأكاديمية والكتب ذات الجودة الأدبية العالية? وأظهرت المجلة صورة د. بن تميم وهو يحمل نسخة من كتاب لأستريد ليندجرين سالف الذكر والذي ترجمه “كلمة” بالاشتراك مع الناشر السويدي “دار المنى”.
ونقلت المجلة على لسان بن تميم قوله: “نسعى لخلق الظروف الملائمة للتفاعل بين الشرق والغرب? ونؤمن بأنه من خلال ترجمة الأدب أن نفتح النوافذ ونمنح البشر فرصة للتعلم من الثقافات الأخرى? فالاستطلاعات تشير إلى أن هناك الكثير مما يريد المسلمون تقديمه للعالم في هذا المجال? إلا أنه لم تتح الفرصة أمامهم لذلك بعد”.
كما تناولت المجلة مركز جامع الشيخ زايد الكبير? الذي زاره طاقمها? وانبهروا بـمآذنه الرخامية المشرفة? وذكرت المجلة أن الجامع الذي افتتح عام 2007 هو أكبر مسجد في دولة الإمارات العربية المتحدة? وبأنه يتسع لنحو 40 ألف مصل?ُ? مبينة بأنه ليس مجرد مكان للصلاة? وإنما منارة تتيح الفرصة لجميع ال