سقوط مشروع التبعية والارتهان للنظامين السعودي والأمريكي في اليمن
لم يتبقى سوى أيام وتدخل الحرب التي تشنها السعودية بدعم أمريكي تحت مسمى ” التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن ” عامها الثالث دون ان تحقق أهدافها ، سوى تدمير البنية التحتية لليمن ، واستشهاد وجرح عشرات الآلاف من اليمنيين أغلبهم من النساء والأطفال.
بعد عامين من العدوان على اليمن ، بات العالم اليوم بحاجة ماسة الى إعادة اكتشاف نفسه ، من خلال ما حدث ويحدث في اليمن منذ عامين ، فالحرب على اليمن كشفت الهوة التي تفصله عن الأخلاق والقيم والإنسانية اليمنية .
ما حدث من جرائم وتدمير للبنى التحتية باليمن ، يضع المجتمع الدولي والحقوقي والإنساني ، أمام منعطف خطير وعلى المحك ، لأن اليمن يدافع ويناضل وحيداً من أجل السلام العالمي ، دون ان يلتفت إليه أحد ، أو أن يقوم المجتمع الدولي بواجبه ، بل وقف معظم مكوناته مع المعتدي ضد الضحية .
لا يمكن وصف التحالف السعودي ضد اليمن ، وبعد أن أنكشفت جرائمهم للعالم ، سوى أنه إطار للجريمة المنظمة ، وخليط من المجرمين والفاسدين والقاعدة وداعش ورعاة الاٍرهاب في العالم .
و يمكن وصفه بتحالف العدل ونصرة ما يسمى بالشرعية ، وأدواته تتمثل في تنظيم القاعدة وداعش والرئيس السوداني عمر البشير وغيرهم كثير من الشخصيات والدول الهاربين من وجه العدالة أصلاً ، فأي عدالة يطلبها هولاء ، وأي هدف يسعون لتحقيقة سوى تدمير اليمن وقتل شعبه على مرأى ومسمع من العالم ومنظمات حماية حقوق الانسان .
بات يلزم اليوم قادة التحالف السعودي وأدواته في الداخل ، الإقرار بالهزيمة والفشل أمام بسالة وصمود الجيش اليمني واللجان الشعبية ، بدلاً من المكابرة ومواصلة السقوط في الوحل اليمني ، فأوهام السعودية وأدواتها في النفوذ على اليمن أو السيطرة عليها لا واقع لها وباتت من الماضي والمستحيل .
ولعل أهم ما حققته الحرب الهمجية على اليمن ، وبعد التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب اليمني ولا يزال يقدمها ، هو أنها ألغت وإلى الأبد أي قابلية للتبعية أو الارتهان وهذه حقيقة جاءت لتبقى ولتستقر .. والأيام بيننا .