اليمن وقطر بلد واحد
– شهدت الساحة اليمنية في الفترة الأخيرة خلافات حادة بين اليمن وقطر على مستوى الإدارات العليا حيث واليمن تتهم قطر ممثلة في أميرها وقناتها الجزيرة ودولة رئيس وزرائها بأن لها يد فيما يحصل في الساحة اليمنية من خلال تأجيج الصراع عبر وسائل إعلامها الجزيرة الفضائية بل تعدى الأمر لاتهام قطر في محاولة الوصاية التامة على اليمن بسبب تصريحات رئيس وزرائها في شأن اليمن الخاص بالمبادرة الخليجية والتي أعتبرتة اليمن تدخلا غير مقبولا على الإطلاق في شئونها ومنها زاد الصراع وارتفعت وتيرة الاتهامات وتبادل تصريحات واشتغلت قنوات وصحف ومجلات الدولتين تكدح في الآخر حتى وصل الأمر برفض الرئيس صالح توقيع المبادرة بحضور وفد قطر وبالمقابل وبالتأكيد ازدادت حدة الهجمة الشرسة للجزيرة القطرية على اليمن استمرارا لسياستها السابقة وإرضاء لأميرها ومن هنا أنفجر الوضع أكثر وأكثر وتناسينا جميعا أننا وطن واحد لنا أسم واحد وأرض واحد وديانة ولغة وثقافة وتاريخ واحد فقطر بالنسبة لليمن أرضا وإنسانا لها أفضال عديدة على مر التاريخ الحديث لهذه الدولة ولا ننسى وقفتهم الجادة الصريحة البطولية في حرب 1994م والتي رفضت الاعتراف بالانفصال لجنوب اليمن عن شماله وغير ذلك ليس المجال للحديث عنه الآن واليمن بالنسبة لقطر تعتبر منبع الحضارة والتاريخ لكل أبناء العرب وكما قال أحد المفكرين اليمنيين (( لولا أن سد مأرب تفجر إن جميع العرب يحملون جواز سفر يمني )) وفي وقت أننا ننشد الوحدة العربية الشاملة وتقارب وجهات النظر والتواصل الجاد مع الآخرين ونسعى لمساندة اقتصاد بعضنا البعض والنهوض بالعملية التنموية , وفي وقت إننا نبحث ونسعى عن إزالة الحدود الجغرافية والحدود التأشيرية بيننا وفي وقت أننا نبحث ونسعى لنصل إلى نقطة التحرك الجاد لتحرير مقدساتنا من بين براثين الاحتلال الصهيوني إلا أن الأمور تزداد تعقدا وضعفا وشتاتا يوما بعد يوم وحدثا بعد حدث ولحظة بعد لحظة حتى أصبح همومنا وجل تفكيرنا واتجاهاتنا كيفية استعادة كرامتنا من أخواننا في الطرف الآخر متناسين أن كرامتنا جميعا مهانة ومنتهكة ومنتهية مادام القدس مدنس بالصهيونية فمتى أعدنا القدس للحظيرة العربية ففي تلك اللحظة نتأكد أن كرامتنا بين أيدينا وليس عندما أهين رئيس أو أمير أو افضح أرضة وشعبه فمن هنا تنشأ الخلافات والانقسامات ويزرع في نفوس أبناء الدول
أحقاد شخصية للبعض بل قد ربما يؤثر على أرزاق أناس يمنيين مغتربين في هذه الدول , فإلى متى سنظل على هذه الحالة نتصرف بأفكار صبيانية أو أفكار مراهقة بعيدين كل البعد عن النضوج السياسي المجتمعي الأخوي العربي القومي والديني?? أليس كان أحرى وأجدر بالإدارة اليمنية أن تمتص ردود أفعال الأخوة في قطر حتى لو اعتبرتها إهانه لها على الأقل من منطلق الشاعر القائل (( وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع )) فمحاسنهم كثير والعفو والصفح والتغاضي عما اعتبرتموه إهانة من شيم الكبار والعظماء وليس دليل ضعف أو استنقاص أو ذل أو مهانة,فالسعودية كعمان كالكويت كسوريا ومصر والجزائر وتونس والعراق والأمارات وكل الدول العربية لها مكانة كبيرة وكبيرة جدا في نفوس الشعب اليمني وبلا جدال أو نقاش فالشعب اليمني معروف عنه حبة الشديد للآخرين واحتفائه بهم وتقديره للجميع فما بالكم عندما يتعلق الأمر بدولة قطر , ومن هنا يجب على الشعوب العربية أن تكون في منأى عن مماحكات الحكام وألا تنعكس هذه التغييرات الأيدلوجية والتصريحات السياسية في قلوبنا على بعضنا البعض فكل شعوب العرب شعوب متحابة لبعضها وكلها تنطق بلغة (الضاد ) ومتفقة على عدو واحد هي إسرائيل , فأدعو من هنا الجميع في مراكز القيادة اليمنية والقطرية والعربية أجمع أن اتقوا الله وكفى مماحكات وحروب خفية شخصية فشعوب الدول العربية في أمس الحاجة لوحدة كلمتكم واتفاق رؤيتكم وتشخيص عدوكم وعدونا جميعا , فهذه دعوة للتسامح والتصالح والتصافح ونرحب نحن كشعب يمني بكل أبناء العرب عامة وقطر خاصة شعبا وإدارة زائرين أو مصلحين أو مشرفين أو مستثمرين أو بأي صفة كانت فالأرض لله وهو الذي فرض علينا احترام الآخرين حتى لو ظننا ذات لحظة أنهم لم يحترمونا فلا إساءة بإساءة فهذا طبع اليمانيين منذ الأزل,
والله من وراء القصد.
ALHADREE_YUSEF@HOTMAIL.COM