باحث غربي : مخاطر الفكر السلفي
شهارة نت – مكة :
كتب الباحث “Carlo Jose Vicente Caro” مقالة نشرتها مجلة “Foreign Affairs” و التي قال فيها ان الفكر السلفي “يمكن استخدامه من اجل تبرير التطرف الذي تمارسه بعض الجماعات الارهابية في العالم الاسلامي”.
و استشهد الكاتب بما قاله “الامام السابق” للمسجد الكبير في مكة المكرمة “عادل الكلباني” عام 2015،بان تنظيم داعش نشأ نتيجة الفكر السلفي و بان موضوع تأجيج هذا الفكر للارهاب يجب معالجته بشفافية.و بالتالي شدد الكاتب على اهمية ان يعترف رجل دين سلفي بشكل علني بان الفكر السلفي “معرض للتطرف” و “بحاجة الى شكل من اشكال الاصلاح”.
الكاتب اكد ايضاً على ضرورة ان تقوم الولايات المتحدة “بحث دول مثل السعودية على التعامل مع هذا الموضوع”،و اعتبر انه لم يعد بوسع الولايات المتحدة تجاهل مخاطر الفكر السلفي.كما اضاف بان الجماعات الارهابية في سوريا مثل جبهة النصرة هي سلفية،و بان الجماعات السلفية عادة ما تحصل على الدعم من “شبكة من المانحين و المسؤولين الحكوميين في الخليج”.
كذلك وصف الكاتب الفكر السلفي بانه “عقيدة دينية تخدم اغراض طائفية”،و اشار الى ان اهم المؤسسين للفكر السلفي هو ابن تيمية (على حد قول الكاتب)،لافتاً الى ان داعش قد اقتبس كلام لابن تيمية مرات عدة في مجلته و التي تسمى “دابق”.و تابع بان الاحكام التي اصدرها ابن تيمية بحق الدروز و العلويين تشكل نموذجاّ عن “تاريخ السلفية بانتاج التطرف”،مشيراً الى ان ابن تيمية وصف الدروز بالكفار و اعلن ان من يشكك بهذا الحكم هو ايضاً “كافر”.كما قال الكاتب ان ابن تيمية اجاز “استعباد النساء” و “سمح بالاستيلاء على ممتلكاتهن و بذبحهن” (على حد قوله).
و اضاف الكاتب بان تعاليم ابن تيمية لا تزال تلعب دوراً مركزياً بالفكر السلفي،و بان “مراكز التعليم” في السعودية تروج لتعاليمه.كما قال ان النظام السعودي يقوم بتصدير هذا الفكر من خلال تمويل “المدارس” المنتشرة في العالم الاسلامي،و ان بعض “اشكال السلفية” ادت الى ارتكاب اعمال دموية حول العالم،على غرار تلك التي استهدفت مدن مثل نيويورك و باريس و لندن.
الا ان الكاتب شدد على ان معالجة هذا الموضوع لا يكون عبر فرض حظر على السفر على غرار ذلك الذي فرضه الرئيس الاميركي دونالد ترامب،مشدداً على ان “الاعتراف بان الكثير من تعاليم ابن تيمية تتناقض و قيم التيار الاسلامي العام” هو الذي “سيساعد في الحرب ضد التطرف الاسلامي”،(بحسب تعبير الكاتب).
كذلك تابع الكاتب بانه “يجب اجراء نقاش صريح في العالم الاسلامي حول بعض التعاليم السلفية التي يمكن ان يستغلها المتطرفون الدمويون”.كما تحدث عن ضرورة قيام المسؤولون الاستخبارتيون و ضباط القضاء و ايضاً الخبراء الاكاديميون بمراقبة التمويل الاجنبي للمساجد و المراكز الدينية بغية “اقتلاع” رجال الدين الذين يروجون للكراهية،مشدداً على ان هذا الاجراء “سيبقي المزيد من الناس في مأمن”.