سقوط شهداء في هجوم قوات سعودية على المواطنين شرق المملكة
شهارة نت – متابعات :
صعدت القوات السعودية من عدوانها على المواطنين السعوديين في المنطقة الشرقية، حيث شنت هجومًا واسعًا على حي المسورة في بلدة العوامية بمنطقة القطيف، شرق السعودية، وقتلت خلال الهجوم الفتى، وليد طلال العريض، بعد أن خلفت دمارًا واسعًا طال الممتلكات والمباني في الحي الذي أعلن آل سعود قرار هدمه قبل نحو شهرين.
ووصف ناشطون الهجوم بأنه “تنفيذ لحرب إبادة حقيقية ضد أهالي الحي الذي يرفض قاطنوه مغادرته، رغم الحصار الشامل والمضايقات التي يتعرضون لها منذ أكثر من شهر لإجبارهم على مغادرته”.
وذكرت مصادر أهلية بأن الشهيد العريض أُصيب برصاصة القوات السعودية في الرأس وأخرى في اليد، وقد نُقل إلى المستشفى، إلا أنه فارق الحياة هناك، وشوهدت الدماء الغزيرة وهي تغطي الموقع الذي قتل فيه الشهيد وليد العريض.
وكانت القوات السعودية قد هاجمت صباح أمس السبت، حي المسورة باستعمال الرصاص والأسلحة النارية المتوسطة، بما في ذلك قذائف الآر بي جي، حيث تم تدمير عدد من المنازل وإحراقها،
ونقل عن شهود عيان محليين بأن وحدات من قوات الطوارئ السعودية المدججة بالسلاح تحركت باتجاه الحي ونفذت حصارًا على بعض أحياء المنطقة بهدف تعقّب بعض الناشطين في البلدة، كما استهدفت القوات المارة وأطلقت الرصاص العشوائي عليهم، ورصد ناشطون إصابات متفرقة جراء ذلك.
وأكد الأهالي سماعهم دوي الانفجارات أثناء عملية الهجوم التي استمرت حتى الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم الأحد لتنسحب قوات آل سعود بعد أن خلفت دمارًا واسعًا في الحي.
ونقل موقع البحرين اليوم عن مصادر محلية أن السلطات السعودية تعمدت قطع الكهرباء عن منازل الحي لإجبار المواطنين على مغادرة حي المسورة، وهو ما دفع الأهالي والناشطين لإعلان حملات تضامن ومساندة للأسر المتضررة ودعمها ماديًا ومعنويًا للصمود في وجه قرار الإخلاء القسري، ونصب الأهالي الخيام للتعبير عن صمودهم في وجه التهديدات السعودية، والتي تأخذ أشكالًا من الهجوم العسكري العنيف كما حصل اليوم.
ويأتي هجوم القوات السعودية على الحي بعد يومين من استشهاد الناشط مصطفى المداد برصاص القوات السعودية، حيث تم اغتياله بالرصاص في حي الشويكة بمنطقة القطيف.
والشهيد مصطفى هو شقيق الشهيد عبدالله المداد الذي قتله السعوديون في ديسمبر ٢٠١٤م.
وعلى صعيد ردود الفعل قال ناشطون إن قرار هدم الحي يتصل بالاستهداف السعودي الممنهج والمتواصل بحق العوامية وأهلها التي تعتبر الحاضنة الأساسية للحراك المطلبي في منطقة القطيف، والتي تتعرض يوميًا للحصار العسكري وعمليات المداهمة والاقتحام المسلح من جانب قوات الطوارئ السعودية ومدرعاتها بهدف تصفية نشطائها السياسيين وبعضهم من المطلوبين على القوائم السعودية.
بدوره أعلن الناشط الحقوقي علي الدبيسي بأن منظمات حقوقية راسلت الأمم المتحدة ورفعت شكوى بشأن قرار هدم الحي الأثري في البلدة، مؤكدًا بأن إصرار آل سعود على قرار الهدم هو “تعد على الحقوق الثقافية”.
وقد أثار الوفد الحقوقي البحريني هذا الملف خلال إحدى مداخلات الوفد في الحوار التفاعلي بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي يعقد دورته الحالية في جنيف.
يشار إلى أن السلطات السعودية في المنطقة الشرقية أعلنت في ٣١ ديسمبر من العام الماضي أن الحكومة السعودية بدأت عملية إخلاء الحي التاريخي في بلدة العوامية، مسقط رأس الشهيد الشيخ نمر النمر، وسط رفض شعبي وحقوقي واسع.