مسئول جزائري : العدو في سوريا بات معروفاً
شهارة نت – الجزائر :
شدد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، في حديثه مع برنامج للإذاعة الحكومية الجزائرية ، حول الأزمة السورية، على ضرورة الحل السياسي والحوار بين السوريين لحل الازمة في هذا البلد قائلاً إن “العدو بات معروفا، ولا يجب أن تتوقف مكافحة الإرهاب في هذا البلد”.
وأكد المسؤول الجزائري على استثناء الجماعات الإرهابية وخاصة “داعش” من الحوار السوري-السوري، لافتا الانتباه إلى أن الجميع بات يقبل بالذهاب إلى الحل السياسي في سوريا.
كما أشار مساهل إلى الجهود الدولية والإقليمية لإقناع مختلف الأطراف بقبول الحوار، معتبرا أن ذلك خطوة على طريق إيجاد الحل وما يتبقى فقط هو جدية هذه الأطراف ومدى رغبتها في إنهاء الأزمة.
التجربة الجزائرية ومفاتيح حل الأزمة السورية
لا يزال الساسة واللاعبين الإقليميين والدوليين، يتحدّثون عن ضرورة إيجاد حلّ سياسي، ينهي الحرب الدائرة في سورية
مبادراتٌ جزائرية، وحراكٌ دبلوماسي تمثل بزيارة وزير الشؤون المغاربية والأفريقية والجامعة العربية عبد القادر مساهل سابقا إلى سورية، ولقائه الرئيس بشار الأسد وتأكيده مساندة الجزائر للشعب السوري في مكافحة الإرهاب والتصدّي له، للحفاظ على استقرار سوريا وأمنها و ايضا المبادرات التي قام بها وزير الخارجية الجزائري السيد رمضان العمامرة لضرورة وجود حل سلمي في سوريا و رفض اي تدخل خارجي الذي قد يزيد من تاجيج الاوضاع و هذا ما كان فعلا فالموقف الجزائري على المستوى الدولي سواء في الجامعة العربية او الامم المتحدة ضل ثابتا و لم يهتز التعاون والتنسيق والتشاور المستمرّ بين البلدين إزاء ما يحدث في المنطقة، لبلورة موقف مشترك و واضح من مجمل ما يجري على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة أنّ أميركا وحلفاءها في المنطقة يحاولون خلط الأوراق من جديد، و وضع العصيّ في عجلات أيّ جهود لإيجاد حلّ للأزمة السورية، بما يلبّي طموحات الشعب السوري بعيداً عن التدخلات والإملاءات الخارجية، ان علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجزائر وسوريا قوية، وخارج المساومات والصفقات، وهي زيارات تعطي الانطباع بوجود دور جزائري كبير في الأزمة السورية.+
كانت الجزائر دائماً من دعاة الحلّ السلمي والسياسي بين السوريين، بعيداً عن تدخل أطراف خارجية، تماماً مثلما فعلت مع الأزمة الليبية، الأمر الذي يجعلها من الأطراف التي يمكن أن تلعب دور الوساطة عربياً، في هذا الخصوص رصد المراقبون العديد من المؤشرات التى تشير إلى دور بارز للوساطة الجزائرية من أجل التوصل لحلّ سياسي للأزمة السورية يجنّب المنطقة حرباً إقليمية ممتدة، فالجزائر تملك من الرصيد الإستراتيجي ما يؤهّلها للقيام بمبادرة دبلوماسية خلاًقة لحلّ الأزمة السورية في ضوء المعطيات التالية:
إنّ الجزائر هي دوماً الأقرب إلى سوريا، والأقدر على فهم ما يجري فيها، انطلاقاً من تجربتها التاريخية في النضال من أجل التحرّر وحماية واستقلالية القرار السياسي والوطني فيها.
إنّ الجزائر تتبع دائماً سياسة مرنة في علاقاتها الدولية والإقليمية، تجسّد ترجمة فعلية لمبادئها في السياسة الخارجية تتفق مع ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة .
تجربة الجزائر الكبيرة في مجال المصالحة الوطنية وتحقيق تطلعات الشعب في الاستقرار، والتأكيد على الحلّ السياسي للأزمات التي يعيشها العالم العربي.
تتسم السياسة الخارجية الجزائرية بالصراحة والوضوح انطلاقاً من مبادئ الاحترام المتبادل، ولذلك فإنّ علاقاتها القريبة مع مختلف الدول يسهم في حلّ المشكلات والتقريب بين وجهات النظر المختلفة.
انّ سياسة الجزائر تقف على مسافة واحدة من كافة أطراف الأزمة السورية، وهذا الموقف يمكّنها من طرح المبادرات والرؤى والتعامل مع كافة الأطراف بدون أيّ حساسيات، فالسياسة الجزائرية تحظى بثقة وتقدير كلّ الأطراف العربية والإقليمية والدولية.
قد حاول السوريون أن يجعلوا لغة السياسة والحوار، هي الطريق الوحيد لحلّ مشاكلهم، لكن القوى الظلامية، أصرّت على جرّهم إلى مربع القتل والدمار والتخريب، ولم تكتف بذلك، بل أدخلت سوريا في مسرح الصراعات الإقليمية، ليصبح مسار الحلّ السياسي في غاية التعقيد، بما يتجاوز تطلعات وإرادة السوريين، ويحتاج إلى مستوى كبير من التوافق الإقليمي والدولي، غير متوفر حتى الآن.
ومن هنا القول إنّ الحوار السياسي أصبح اليوم هو المطلب الوحيد في الأزمة السورية، فالجزائر تسعى الى تقريب وجهات ومواقف القوى والأطراف المعنية بتطورات الأزمة وتداعياتها، وهو دور يماثل ما تقوم به الدول الاخرى، هذا مما سيوسع من دائرة الحوار وربما سيغيّر المواقف الرافضة لهذا الحوار، كما أنّ هناك بعض الدول ستخسر رهانها بالحرب على سوريا.
مجملاً… إنّ الوحدة الداخلية السورية ضرورة وطنية لمواجهة التدخل الخارجي والتيار التكفيري، لحفظ وحدة سوريا وموقعها القومي والإسلامي، وإحباط المشروع الغربي لبناء الشرق الأوسط الجديد، فالتحرك الجزائري لحلّ الأزمة في سوريا بما يملك من تجربة في المصالحة الوطنية بين أبناء الوطن وتأييد الحلّ السياسي، هامّ وضروري، وبارقة أمل كبيرة في الخروج من النفق المظلم والتوصل إلى حلّ سياسي يعطي الثقة للشعب السوري في الخلاص من الإرهاب والقضاء عليه، وخطوة مهمة باتجاه فتح الطريق للحوار بين مختلف المكونات السورية، وإنطلاقاً من ذلك فإنّ التطورات والمشهد المعروض يشير إلى أنّ الأيام المقبلة ستشهد تبدّلاً كبيراً على الساحة السورية، خاصة انّ الطرح الجزائري لحلّ الملف السوري يدعمه التوافق الإيراني الروسي والدول العربية الصديقة المختلفة، لذلك لا بدّ للسوريين من اقتناص الفرصة المناسبة لإنقاذ سوريا وإنهاء أزمتها الشائكة.
الجزائر عاشت فترة توتر في الماضي تمثلت في انتشار ظاهرة الارهاب و العنف لكن تماسك الشعب الجزائري بمختلف اطيافهم “سواء الموالين للسلطة او الاسلامويين او حتئ المتطرفين” لرفضهم بالتدخل الخارجي و الدولي هو الذي جعل مشروع المصالحة الوطنية الجزائرية ينجح فلو قامت القوئ الدولية الخارجية و الاقليمية بالتدخل في الجزائر “في فترة التسعينيات” لزاد الامر من تاجيج الفتنة و الانقسام و لتحولت الازمة الئ حرب اهلية كما هو الحال اليوم في سوريا “التدخل الخارجي زاد من تاجيج الوضع و كسر اي حل” لهذا نجاح مشروع المصالحة الجزائرية يعود اولا لتماسك الشعب الجزائري “يكل اطيافهم” و رفضهم لاي تدخل خارجي اجنبي لهذا مفتاح الحل لدى السوريين هو بايديهم و يكمن في ابعاد كل الاطراف الخارجية “عربية كانت او غربية” و طرد كل المقاتلين الاجانب الذين يقبعون حاليا ببعض مناطق سوريا حتئ تصبح القضية سورية تخص الشعب السوري وحده بعدها يمكن للاطراف ان تجلس في طاولة الحوار لترتيب مشروع المصالحة التي تظمن وقف نهائي للقتال و وئد الفتنة.