في ظل توجهات البشير للتطبيع.. حزب سوداني يصرّح: وقوفنا مع الفلسطينيين كان خطأ!!
شهارة نت – الخرطوم :
كشفت مصادر إسرائيلية أن ثمة محاولات يجريها الرئيس السوداني عمر البشير، لتجهيز الرأي العام في بلاده، لقبول فكرة تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” في ظل التوجه الجديد لعدد من الدول العربية والخليجية لاقامة علاقات مع الكيان الاسرائيلي.
وفي ظل تباعد العلاقات بين الخرطوم وطهران، يسعى النظام السوداني للتقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها دونالد ترامب الذى بدا متحمسا تجاه اسرائيل وتعزيز تواجدها في المنطقة.
ويتحدث خبراء إسرائيليون عن تجدد النقاش المجتمعي في السودان بشأن التطبيع مع “إسرائيل”، مشيرين إلى أن متابعة الإعلام السوداني تظهر زخمًا كبيرًا ظهر في شباط/ فبراير الماضي في هذا الصدد، بعد قيام منظمة غير حكومية هناك بعقد مؤتمر ألقى خلاله رئيس حزب الوسط الإسلامي السوداني، يوسف الكودة، محاضرة حملت عنوان: “العلاقات مع “إسرائيل”.. البُعد الديني”.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عبر موقعها الإلكتروني الخميس، أكد الكودة صاحب الآراء المثيرة للجدل، خلال محاضرته أنه يريد أن يناقش المجتمع السوداني حاليًا إمكانية بناء علاقات مع “إسرائيل”، مضيفًا أنه شدد على أن السودان تحمل الكثير من أجل القضية الفلسطينية لكنه على ما يبدو كان يسير في الطريق الخطأ.
وسلطت الصحيفة الضوء على رؤيته التي جاءت في المحاضرة والتي زعم خلالها، أنه لا توجد موانع من الناحية الدينية بشأن تغيير العلاقات الحالية مع “إسرائيل”، ومن ثم وقف حالة القطيعة وإعادة بحث إمكانية بناء علاقات مع “إسرائيل”.
وركزت الصحيفة الإسرائيلية على غالبية ما جاء في كلمة الكودة بشأن “إسرائيل”، وقوله إن الدول التي تمتلك علاقات معها أصبحت أكثر قوة، وهي قادرة على استغلال هذه القوة للمطالبة بحقوق الفلسطينيين، رابطًا بين إقامة علاقات اقتصادية وتجارية ودبلوماسية مع “إسرائيل”، وبين استقرار وسلامة السودان.
ونوّهت الصحيفة إلى أن تلك هي المرة الثانية التي تخرج فيها دعوات علنية في السودان بشأن إقامة علاقات مع “إسرائيل”، وقالت إن شهر يناير/ كانون الثاني الماضي شهد طرح الملف خلال أحد المؤتمرات الكبرى التي عُقدت بالخرطوم، مضيفة أن وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور كان قد ألمح إلى ذلك حين قال إن قضية تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” هي قضية يمكن طرحها للنقاش.
واستطلعت الصحيفة رأي حاييم كورين، السفير الإسرائيلي الأول لدى جنوب السودان، والذي تولّى في الماضي أيضًا منصب السفير الإسرائيلي في القاهرة، منوهة إلى أنه كان قد تحدث بشكل موسع عن هذا الملف عبر مقال نشره بموقع مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، التابع لجامعة تل أبيب، تحت عنوان: “المناورات السياسية والدبلوماسية السودانية في العقد المنصرم”.
ويبدو أن كورين وجد صلة بين تقارب الخرطوم مع الرياض، وتباعد الأولى عن طهران منذ العام 2016، وما نجم عن ذلك من جدل بالمجتمع السوداني، معتبرًا أن ثمة صلة بين تلك التطورات وبين الملف الإسرائيلي، زاعمًا أنه مع انضمام السودان للائتلاف العربي السُني، بدأت الخرطوم التلويح لإمكانية إرساء علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل”، وكان هدفها -بحسب مزاعمه- أن “تظهر للغرب إنها جادة في نواياها للتقارب مع محور إيجابي في مقابل تراجعها عن محور الشر”، على حد قوله.
ولفت كورين إلى أنه بالرغم من أن السودان من بين 7 دول قررت إدارة ترامب منع رعاياها من دخول الولايات المتحدة الأمريكية مؤقتًا، لكنه قدّر أن تواصل إدارة البشير محاولاتها للتقارب مع واشنطن لكي تحرر نفسها من القيود التي تثقل كاهل اقتصادها.
وكانت العلاقات السودانية – الإسرائيلية قد طفت على السطح بشكل استثنائي في سبتمبر/ أيلول 2016، حين تبين أن أعضاء بالكنيست الإسرائيلي من المعارضة والائتلاف، طالبوا بعقد اجتماع طارئ لمناقشة تسريبات لصحيفة “هآرتس” تحدثت وقتها عن دعم إسرائيلي للنظام السوداني برئاسة عمر البشير.
وأرسل أعضاء الكنيست وقتها خطابًا إلى رئيس لجنة الخارجية والدفاع، عضو الكنيست آفي ديخيتر، مطالبين إياه بالدعوة إلى اجتماع طارئ عقب ما كشفته الصحيفة، بمبادرة من عضو الكنيست ميكال روزين، النائبة عن حزب “ميرتس” اليساري المعارض، ووقع عليه عدد من أعضاء الكنيست.
وحمل الخطاب عنوان: “نقاش عاجل بشأن العلاقات السياسية المستأنفة بين “إسرائيل” والسودان”، جاء فيه أنه “بناء على علم الموقعين فإن العلاقات بين إسرائيل والسودان، والأنشطة الإسرائيلية في الغرب من أجل تعزيز النظام السوداني هي مسألة لم تطرح للنقاش داخل المجلس المصغر للشؤون السياسية والأمنية أو داخل لجنة الخارجية والدفاع بالكنيست”.
وورد بالخطاب أن الشهور الأخيرة “شهدت أنشطة إسرائيلية مكثفة في قارة أفريقيا، منها ما هو سري وما هو علني، بهدف استئناف العلاقات الدبلوماسية مع بلدان القارة”.
ولفت الموقعون على الخطاب إلى أن “مسألة استئناف العلاقات مع دولة يثار الخلاف حول نظامها الحاكم لم تمر على المجلس الوزاري المصغر، ولم تحصل على مصادقة منه أو من لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست”.
وزعمت الصحيفة الإسرائيلية وقتها أن تل أبيب توجهت إلى واشنطن ودول أخرى لحثها على تحسين العلاقات مع الخرطوم، وبدء خطوات تشكل بادرة حسن نوايا تجاهها، على خلفية إقدام الخرطوم على قطع علاقاتها بطهران.