رويدا?ٍ أيها الم?ْط?ِب??ل?ْون
أتفاعل مع الثورة إيجابيا?ٍ وأعتبر نفسي جزءا?ٍ لا يتجزأ من دعاتها وأنصارها والعاملين من أجل نجاحها والمستعدين للتضحية في سبيلها . كنت ولا أزال كذلك وسأبقى متمتعا?ٍ بروح الثورة والتغيير ولن أح?ي?د?ِ عن هذا المبدأ لكوني شابا?ٍ رضعت الحرية وتربيت في أجوائها وانغمست في برها وبحرها وجوها . لكن الحقيقة تفرض علي??ِ الاعتراف بأن??ِ تفاعلي خ?ِف?ِت?ِ شيئا?ٍ فشيئا?ٍ ومن يوم إلى أخر إكتشفت المزيد من الخفايا وظهرت لي العديد من المؤامرات جلية واضحة كما ظهرت لكثير من أشباهي وزملائي من الأحرار الذين لا تربطهم بالأحزاب رابطة ولا ينتمون إلى أي جماعات , فمنهم من قضى نحبه ومنهم من غادر الساحات متبرما?ٍ مقهورا?ٍ يفيض ألما?ٍ وخيفة وحسرة , ومنهم من لا زال يرابط عنادا?ٍ ومكابرة وربما أملا في تصحيح المسار .
لقد تغير مسار الثورة حين :
• تمت السيطرة على الساحات وقرارها وإعلامها وأمنها من قبل حزب الإصلاح الذي ركب موجة الثورة بعد أن كان خانعا?ٍ ومشاركا?ٍ للسلطة في فسادها وخيرها وشرها ومغانمها ومكاسبها .
• تم الإلتفاف على الثورة وما بين ليلة وضحاها تحول رموز وعتاولة الفساد إلى ث?ْو??ِار فقد??ِموا استقالاتهم وأعلنوا الإنضمام لثورة الشباب البريئة بينما لم يتخلوا عن مكسب ومغنم من مكاسبهم , وما كان أحوجهم قبل الإلتحاق بالثورة والإلتفاف عليها ومن باب الصدق وإخلاص النية وبراءة الذمة الإعلان بأنهم قد أرجعوا ما تمل??ِكوه بنفوذهم وتسل??ْطهم وأنهم قد عادوا كما كانوا قبل الإلتحاق بمفاسد السلطة , وأنهم أيضا?ٍ يطلبون السماح من الشعب الذي أكلوا ثرواته وتسم??ِنوا بخيراته وفي هذه الحالة سيجدون الترحاب ويزيلون الشكوك والشبهات ويثبتون حسن وسلامة المقصد .
• تمت السيطرة على المنصة والإعلام وصار الم?ْلقى من على المنصة لونا?ٍ واحدا?ٍ بنسبة 90% وتم ترك الباقي 10% بعد أخذ?ُ ورد?ُ ومشادات وخلافات , واحت?ْكر الإعلام والقرار بيد الإصلاح الذي أثبتت الأحداث الراهنة أنه حزب منظم بشكل لم يكن يخطر على البال في حين فشل المؤتمر فشلا?ٍ ذريعا?ٍ في تسويق الأحداث إعلاميا?ٍ وثقافيا?ٍ وأثبت أنه حزب لا يتكئ إلا على المال والسلطة , فقاعدة الإصلاح الجماهيرية ظهرت بشكل فاجأ المراقبين والمتابعين وهاهو يدير المعركة بنظام?ُ مميز وتنظيم?ُ فريد متكئا?ٍ على أسس ثلاث :
1. القاعدة الجماهيرية
2. المؤسسة الدينية
3. المؤسسة العسكرية
مآخذ الإصلاح:
بقدر نجاحه الإعلامي والجماهيري إلا أنه فشل في استقطاب حلفائه سواء في المشترك أو شباب الثورة وفي عدم تطمينهم بأنه قد تغي??ِر فبد??ِل نظرته الأحادية وصار يؤمن بالتعايش ? فالإقصاء والتهميش والاستفراد والإستئثار تركت مخاوف كبيرة لدى شركائه الأساسيين فانطلقت تبرماتهم وظهر أنينهم ولم يعد مكتوما?ٍ فقد برز إلى السطح والواجهة وما استقالة الدكتور ياسين سعيد نعمان من رئاسة المشترك هذا الأسبوع إلا دلالة على ذلك . وما برزت التحالفات والإئتلافات الشبابية المتعددة إلا محاولة لتصحيح مسار الثورة . المتابع للشأن المصري منذ إنطلاقة الثورة يدرك أن الإخوان المسلمون في مصر كانوا سببا?ٍ رئيسيا?ٍ وفاعلا?ٍ وقطبا?ٍ عملاقا?ٍ في نضج الثورة ونجاحها لأنهم ومنذ اليوم الأول للثورة وحتى اليوم لم يظهروا مطلقا?ٍ كعامل نجاح للثورة نظرا?ٍ لاندماجهم بشرائح المجتمع المصري المتعدد ملليا?ٍ وطائفيا?ٍ بما طمأن المجتمع وحتى المؤسسة العسكرية والمجتمع الدولي فساهم ذلك في نجاح الثورة ونجاحها السريع والمبكر .
ما نجح فيه الإخوان المسلمين في مصر فشل فيه الإخوان في اليمن فمتى يدركون ذلك ?
السيطرة والإقصاء والتهميش والاستفراد بالقرار أخاف الحلفاء والشركاء الشباب والمجتمع اليمني بأكمله وأوجد لدى الكل سؤالا?ٍ . مفاده : يمارس الإصلاح كل هذا مع شركاء العمل السياسي وحلفاء الثورة وهو لم يتمكن بعد من السيطرة على الحكم ولا زالت الثورة في بدايتها ولم تصل النضج بعد فما الذي سيفعله حين يصبح الحاكم لا سمح الله ?!
رسالة قصيرة : للكاتبة منى صفوان والناشطة أمل الباشا والمحامية نبيلة المفتى والأغبري و … و …. والقائمة تطول : أتعتقدن أنكن??ِ وفي حالة سيطرة الإصلاح على مقاليد الحكم لا سمح الله ستمارسن??ِ ما يحلو لكن??ِ وأن??ِ أحوالكن??ِ ستتحسن وأن صوتكن??ِ سيعلو وستصبحن من رائدات المجتمع ?! سؤال ت?ِع?ي?ن?ِ إجابته والكلام المفيد ج?ِه?ز?ن?ِ جلابيب وطرابيل تلبسنها بعد الثورة وبيوتا?ٍ تقرن فيها .
والخلاصة : كفى تطبيلا?ٍ والسلام .