محاولة المشترك التنصل من المبادرة الخليجية

يقوم الإنسان أحيان بتصرفات أو يقول أقوال تنطلق من رغبته المخفية فهو ينساق خلف عقله الباطن ويتحدث دون أن يدري أنه يفضح نفسه ويخبر بما في ذهنه من أفكار يحاول إخفائها وهذا ما حصل عندما قام المشترك بإصدار بيان عن الأحداث التي صنعها بجوار مبنى التلفزيون في مدينة الثورة الرياضية فالمشترك أراد أن يضرب عدة عصافير بحجر واحد فهو بعمله المشين حاول أن يجس النبض فيما لو استطاع أنصاره أن يقتربون من التلفزيون ويحتلونه وهي محاولة جس نبض ردة فعل أنصار المؤتمر الموجودين في الساحات المختلفة والأهم من ذلك كله حاول أن يجد ذريعة لكي يتنصل من موافقته على المبادرة الخليجية وكأن هذه المبادرة مجرد معطف يمكنه أن يخلعه متى ما أراد بكل بساطة وهذا ما أظهره البيان الصادر عنه في ذلك اليوم فبالرغم من أن الجميع يدرك أن العناصر التي وصلت على مدينة الثورة الرياضية واعتدت على أنصار المؤتمر هذه العناصر دفع بها المشترك عنوة إلى أنه أعتبر أن الذي حصل هو مسئولية الحكومة وعلى وزن الذي قال أنه ضرب يدي في وجهه .

إن المبادرة الخليجية التي وافق عليها المشترك يبدوا أنها غير التي نعرفها جميعا والتي نشرتها الدول الخليجية ذلك أن قرأت المشترك لها يختلف اختلاف جوهري عن ما قرأها العالم لأن المشترك يأخذ منها ما يعجبه ويترك ما لا يعجبه وهو بتصريحه ذاك أكد بما لا يدع مجال للشك انه غير موافق عليها تماما وأنه يتحين الفرصة للتنصل من موفقته عليها ويبدوا أن الأجنحة المتصارعة داخل المشترك في تجاذب دائم وكلما نجح جناح سارع الآخر إلى محاولة ثنيه عن توجهه وفي الأخير فإنه يبدوا للمراقب أن الموافقة كانت لذر الرماد في العيون وليست للخروج من المأزق الذي يعيشه الوطن لأن المشترك متخوف كما يبدوا من المستقبل الذي ينذر بخلافات دامية بين فرقاء المشترك الذين يحملون بذرة الشقاق داخل تكوينهم ولا يجمعهم سوى وجود علي عبد الله صالح فإذا ما ذهب العدو المشترك فإنهم سوف يستيقظون على الخلافات الجوهرية التي تفرق بين توجهاتهم المتناقضة كليا بل والتي على طرفي نقيض ومن عاش فإنه سوف يشهد ما هو أسوءا مما يحصل الآن.

إن ذلك البيان قد كشف المستور وكشف أن النية مبيته من قبل المشترك للنكوص عن الموافقة الصورية التي وافقوا فيها على المبادرة الخليجية وهذا ما يقوله معظم المراقبين للوضع اليمني وإن غدا لناظره قريب.