عن تسبيح اسمه “الشعب يريد إسقاط النظام”
• مجتمع علماني ديمقراطي ليبرالي مترابط إنسانيا?ٍ ويطغى عليه عديد من التصرفات الأخلاقية العقلانية – المدروسة مسبقا?ٍ – يتأسس خلال وقت قصير للغاية!.
الأمر يشبه إلى حد بعيد إحدى روايات أغاثا كريستي التي تتلاعب بأفكارك كثيرا?ٍ لتدرك أخيرا?ٍ أن حل الع?ْقد التي تضعها سهلة للغاية? وأمام ناظرك دوما?ٍ..
• مجتمع ساحات النضال? اكتشفوا أنهم يتآخون كثيرا?ٍ ويحترم بعضهم بعضا?ٍ ويهتف بكل طاقته غير الخد?اعة من أجل نصرة إخوته في جميع أنحاء الوطن..
من كان يتوقع أن تهتف صنعاء يوما?ٍ لعدن “قسما ألفا?ٍ وقسما?ٍ كلا? لن ننسى شهداء المعلا” أو عدن تخرج غاضبة لتصرخ “بالروح بالدم نفديك يا صنعاء”!..
من كان يحلم أن البرلماني الإصلاحي “فؤاد دحابة” يرقص على أنغام “أيوب طارش” ويرفع بكلتا يديه صورة “جيفارا” أو ترقص إحداهن وتتوجه الأنظار? مبتسمة إلى تقاسيم وجهها وليس إلى مكان آخر!.
• ضرب من الجنون أن نرى قبائل الجوف في عقر دارها ت?ْرمى بالرصاص وهي تواجهها بالتوبيخ “يا للعار? سلمية ت?ْضرب بالنار”.. وجنون آخر أن قبائل اليمن برمتها تتوافد لساحة تغيير لتشارك في صنع دولة مدنية خالية من الفكر الذي رو?ج له النظام بأن “عز القبيلي سلاحه”!.
لم أكن أحلم يوما?ٍ أن أرتدي “سلسا?ٍ” دون أن أواجه أي نظرات ت?ْحق?ر ممن يراني? أو ربما دعوات لدخول الإسلام لكوني أبدو نصرانيا?ٍ بارتدائي “السلس”.. أو أن أرتدي “بنطال جينز” في حضرة شيخ يلتف من حوله عديد من الشباب ورجال القبائل!.
• كيف استطعنا بفترة صغيرة أن نتقدم كثيرا?ٍ نحو نقطة البداية التي ابتعدنا عنها كثيرا?ٍ بعد اغتيال المشروع الوحدوي في أكتوبر 1978م. !. الأمر ليس محيرا?ٍ? فقد تنبه الشعب أن النظام كان يسعى كثيرا?ٍ لبقاء الشعب أميا?ٍ جدا?ٍ كيما يعرف حقوقه..
أحد رجال القبائل كان يتحدث بحزن “ظلمنا الرئيس كثيرا?ٍ حينما لم يعلمنا سوى حمل السلاح وليس الكتاب”..
• الأمر مختلف إذن وليس كما كان يروج له الكثيرون أن اليمن تحتاج لعديد من العقود حتى تعش لحظات مدنية..
فقط نحتاج أن نشعر ببعضنا ونوحد هدفنا? خدمة اليمن التي لم نك?ْ نشعر بالفخر لانتمائنا لها? لصغرنا في نظر دول الجوار والعالم برمته.. أما الآن فلا? أصبح العالم ينظر إلينا بأننا أكثر تعلما?ٍ وتفهما وتثقفا?ٍ أيضا?ٍ..
عزمي بشارة قال ذات لقاء مع قناة الجزيرة “اليمن الآن تعش لحظات مدنية للغاية? فقط ترك الشعب سلاحه في منزله وخرج أعزل لمواجهة الرصاص”..
• اختلف الأمر كثيرا?ٍ.. وأصبحت النساء ت?ْصلي مع الرجال في ساحة واحدة دون أن نسمع فتوات التحريم التي أرهقتنا كثيرا?ٍ..
اختلف كثيرا?ٍ? للدرجة التي أصبح شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” يردد بعد صلاة كتسبيح يزعزع عرش صالح وي?ْسبق بـ”حسبنا الله ونعم الوكيل” التي علمنا إياها ديننا الإسلامي لنرددها بعدما نشعر بأي مصيبة تصيبنا..
• الشعب يريد إسقاط نظام القتلة الذين يهدرون دمائنا رخيصة في سبيل مصالحهم التي نشأت من أموال الشعب الذي يزيد تدهورا?ٍ في المعيشة كل عام..
الشعب يريد إسقاط نظام الفاسدون الذين يزيدون عاما?ٍ بعد عام? ويكبرون أكثر فأكثر? دونما محاسبة لهم..
الشعب يريد إسقاط النظام.. هذه رسالتهم يقولونها بسلمية تامة? ويتمنون أن تبقى اليمن أغلى من كل شيء.. كل شيء..
• اليمن بنبض السماء:
((باختصار اليمن اليوم هي إلياذة حق لها أن تعزف سيمفونيتها التي حولت الحجارة إلى أعشاب ممتلئة بالحب والسلام ورسمت على جدار التاريخ أقصوصة أخرى اسمها “اليمن بنبض السماء”)) ..مختار عبدالغني