تحليل خطاب نصر الله عن الأمونيا وديمونا سيرعب الإسرائيليين
شهارة نت – فلسطين المحتلة :
نشرت جميع وسائل الإعلام الإسرائيليّة، على مختلف مشاربها، المقروءة، المسموعة ومحطّات التلفزيون، بما في ذلك التلفزيون الرسميّ، نشرت وبتوسّعٍ نصّ الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله اللبنانيّ، حسن نصر الله، الخميس الماضي، حيث دعا إسرائيل إلى تفكيك مفاعل ديمونا النوويّ، مهددًا باستهدافه.
وفي حديث له بثه التليفزيون على الهواء مباشرة، قال نصر الله: أدعو العدو ليس إلى إخلاء خزان الأمونيا في مدينة حيفا، شمالي إسرائيل فقط، بل إلى تفكيك مفاعل ديمونا النوويّ، الواقع في جنوب الدولة العبريّة. وأضاف: العدو يعلم ماذا سيحلّ بكيانهم إذا أصابت صواريخنا هذا المفاعل.
وتابع: العدو يملك مفاعل نووية، ونحن يمكن أنْ نُحوّل تهديدهم لنا إلى فرصة وتهديد لكيان إسرائيل ومستعمريها وغزاتها ومستوطنيها. واعتبر أنّ قرار إخلاء خزان أمونيا في حيفا ليس مؤشرًا بأنّ إسرائيل ستشن حربًا على لبنان، بل مؤشر على ثقة العدو بقوة وقدرة المقاومة في لبنان، على حدّ تعبيره.
كما أنّ محطّات التلفزيون قامت بترجمة القسم الأهّم من الخطاب، عن الأمونيا وديمونا، إلى اللغة العبريّة، وعرضته على الشاشة، كذلك فعلت مواقع الإنترنيت العبريّة، ومع كلّ ذلك، كان لافتًا للغاية أنّ جميع وسائل الإعلام الإسرائيليّة، على غير عادتها، لم تُحلل مفاعيل الخطاب وتبعاته وتداعياته على الأمن القوميّ الإسرائيليّ وتأثيره على معنويات الشعب في الدولة العبريّة. هذا الإجماع في عدم نشر التحليلات يُثير الشكوك بأنّ وراء الأكمة ما وراءها، وبأنّ الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة، التي تعمل بموجب قوانين الطوارئ الانتدابيّة، هي التي اتخذّت القرار ومنعت وسائل الإعلام من نشر التحليلات، واكتفت بالسماح لهم بنشر نصّ الخطاب.
وفي هذا السياق لا بُدّ من التذكير بأنّ التقدير الاستخباراتي للعام 2017، والذي أعدّه مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، الشهر الماضي، وقدّمه في حفلٍ لرئيس الدولة العبريّة، روؤفين ريفلين، اعتبر أنّ حزب الله يُواصل تبوأ المكان الأوّل في التهديدات التقليديّة الأكثر خطورةً على إسرائيل.
وشدّدّ التقدير على أنّ حزب الله يملك صواريخ قادرة على الوصول إلى أيّ بقعة في العمق الإسرائيليّ، وأنّ هذه الصواريخ قاتلةً خلافًا للصواريخ التي كان يملكها الحزب في السابق، كما أنّ ترسانته العسكريّة، أكّد التقدير، تشمل صواريخ دقيقةً جدًا، بالإضافة إلى طائرات بدون طيّار، وطائرات بدون طيّار ستكون مهمتها القيام بعمليات انتحاريّة في العمق الإسرائيليّ لإيقاع أكبر قدرٍ من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. علاوة على ذلك، أشار التقرير الإسرائيليّ إلى امتلاك حزب الله صواريخ بحر-بر من الطراز المُتقدّم والمًتطوّر جدًا، بالإضافة إلى دفاعاتٍ جويّةٍ ممتازةٍ جدًا تمّ إنتاجها في روسيا. وأكّد التقدير أيضًا على أنّ “جيش” حزب الله يشمل وحداتٍ بريّةٍ، التي تُواصل تدريباتها المكثّفة جدًا من أجل احتلال مستوطناتٍ إسرائيليّة لدى اندلاع حرب لبنان الثالثة، على حدّ تعبير التقدير.
وأشار يفتاح شابير، المختص في ميزان التسلح في الشرق الأوسط في المركز عينه إلى أنّ هناك عددًا من التهديدات تثير القلق: كعدد الصواريخ الهائل الذي يمكن إطلاقه لإلحاق الضرر بفاعلية منظومات القبة الحديدية، كما يوجد قلق خاص من الصواريخ ذات المدى المتوسط، إذْ لا تملك إسرائيل أيّ وسيلة فاعلة لاعتراضها، على حدّ قوله.
وبحسب موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، فإنّ التقدير الموجود لدى الجيش الإسرائيليّ، يؤكّد على أنّه في حوزة حزب الله صواريخ ارض-بحر، وفي مقدّمها صاروخ “ياخونت”، وإذا أصاب هذا الصاروخ سفينة تجارية في عرض البحر تتجه نحو إسرائيل، فمن شأن ذلك أنْ يُغلق المجال البحريّ الإسرائيليّ بشكلٍ كاملٍ، علمًا أنّ الافتراض العمليّ لدى الجيش، بأنّ هذا الصاروخ، الأسرع من الصوت، وصل بالفعل إلى حزب الله في لبنان.
كما أنّ التقديرات في الجيش الإسرائيليّ، أضاف الموقع، تُشير إلى أنّ في حوزة حزب الله نموذجًا بحريًا من صاروخ فاتح 110، إضافةً إلى وسائل قتاليّة غير مأهولة مسيرة عن بعد، بما يشمل قوارب وزوارق مفخخة (انتحارية). ولدى سؤال الموقع ضابطًا كبيرًا في البحرية الإسرائيليّة عن قدرات حزب الله، رفض التطرق لهذا الموضوع، وفضّل التحدث عما اسماه الإنفاق البحريّة، لافتًا إلى أنّ الخشية موجودة في البحر كما هي موجودة في البر، وتحديدًا من النفق البحري، إذْ يمكن أنْ نرى تهديدًا شبيهًا بأسلوب السرب الإيرانيّ، الذي يُرسل آليات سريعة وصغيرة باتجاه وسائل ملاحية تابعة لسلاح الجو، الأمر الذي أكّد عليه أيضًا شابير بقوله: فرضية العمل لدى إسرائيل هي أنّ حزب الله قادر على تبنّي العقيدة الإيرانية، التي تشتمل على عدد كبير من وسائل الملاحة الصغيرة والسريعة، التي تنقّض على وسيلة إبحار كبيرة بهدف إغراقها، بحسب تعبيره.